
ومعنى طيب هو الطاهر من الأدناس والشرك والمعاصي، خلاف الخبيث، وهو من الألفاظ القرآنية التي وردت بعدة معانٍ، منها قوله تعالى: ﴿حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾ سورة آل عمران من الآية 179، وقوله تعالى ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾ سورة فاطر من الآية 10، ووردت جمعًا في قوله ﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ﴾ سورة النحل من الآية 32. والطيب من كل شيء أفضله،
والله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا، وأن تكون طيبًا صاحب رسالة إنسانية، بعيدًا عن الشر ودواعيه، نعمة عظيمة من رب العباد -سبحانه وتعالى- ودلالة على حبه، والطيبة نوع راقٍ من السلوك الإيجابي تجاه الآخرين من حيث حسن التعامل معهم؛ لكسب الثواب في الآخرة والدنيا، وتقوية العلاقة بين الناس، واستمرارها مدى الحياة دون منغصات، وهي من صفات صاحب الخلق الرفيع والمعرفة والعلم الذي يتميز بنقاء الصدر والسريرة وحب الخير للآخرين، وحثهم عليه، ويتصف بالإخلاص والتسامح والسكينة والوقار، فنحن في هذه الحياة الدنيا مطالبون أن نكون طيبين مع أنفسنا ومع الآخرين وتوجيهها الوجهة الصحيحة وفق تعاليم الدين الإسلامي الحنيف؛ ليكون لنا رصيد كاف من الطيبة والكياسة والفطنة، وليست الطيبة -كما يظن بعض الناس- أنها تدل على الضعف، أو الغباء، أو فقدان الكياسة وحسن التصرف، أو قلة الحيلة، ويجب علينا جميعًا التفريق بين مفهوم ومصطلح الطيبة والسماحة، وبين السذاجة، عندما يقال عن شخص أنه طيب الخلق، ويُراد أن يقال عنه ساذج -لا سمح الله تعالى-، أو إنه صاحب قلب أبيض، ويُراد أن يقال إنه مسكين بالمعنى العرفي لمصطلح “مسكين” وهذا عكس أمور الفطرة السليمة التي تدعو أن يكون الإنسان المتزن طيبًا ذا ذكرٍ حسن، يرتبط به حاضرًا وغائبًا، ويكسب قلوب الجميع ، وينال الأجر والثواب من الله سبحانه تعالى، فآثار الشخص الطيب لا تتوقف مهما كانت الظروف والأحوال، بتوفيق الله تعالى في الحياة الدنيا، وتمتد إلى ما بعد الموت، ويذكر بالخير وطيب الأفعال والأقوال وحسن التصرف، والناس شهود الله تعالى في أرضه.
وأتمنى أن يكون لنا مقال آخر قريبًا.. إن شاء الله تعالى.
بقلم/ د. عثمان عبد العزيز آل عثمان
رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لصعوبات التعلم.
رئيس مجلس إدارة جمعية الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بنعجان