
كلنا في الحياة، في مصيدة الأقدار، توزِّع علينا ظروف الحياة أوراق اللعب. والحقيقة أن الفائز ليس من يملك أوراقًا جيدة، وإنما هو من يقدر على اللعب جيدًا بالأوراق السيئة.
قصة مقتبسة مليئة بالعبر: رمية واحدة
طلب ولد من والده أن يشتري له بندقية لصيد الطيور؛ وهي من هواياته.. فوافق الوالد على هذا الطلب واصطحب الابن إلى سوق المدينة ليبتاع له بندقية من محل مخصص لبيع البنادق، يديره شخص متقدم في السن، وخبرته واسعة في هذا المجال.
عرض عليه صاحب المحل نوعين من البنادق: الأولى بطلقة واحدة، والثانية بطلقتين.
اختار الابن الثانية، أي بندقية ذات فوهتين.
وتوجه الابن بالسؤال إلى صاحب المحل عن رأيه الصريح فيما اختار، كونه صاحب خبرة وعتيق وقدير في هذه المهنة.
فأجابه: بصراحة لو كنت مكانك لاخترت بندقية ذات فوهة واحدة ودون تردد، فبندقية بطلقة واحدة أفضل، لأنك في كل مرة تسدد منها تقول لنفسك: اذا لم أصب الهدف الآن فقد لا تتاح لي فرصة أخرى.
اما بالبندقية ذات الفوهتين فإنك تكون شاعرًا أن طلقة واحدة ليست مهمة جدًّا لأن عندك طلقة ثانية، وقد لا تصيب الهدف.
حينها اقتنع الابن بكلام صاحب المحل، فشكره، واشترى بندقية بطلقة واحدة. وقال لوالده: لقد تعلمت من هذا البائع درسًا مهمًّا، وهو أن أحرص في جميع مجالات حياتي أن أصيب من الرمية الأولى، وأن لا أمنّي النفس بفرص أخرى قد افقدها جميعها.
العبرة: تذكـر.. في حياتك لا تفوّت الفرصة الأولى، بل ركّز عليها جيدًا لأن فرص النجاح لا تُعَوّض، ولا تقل لنفسك هناك فرصة ثانية، فقد لا تأتي الفرصة الثانية مرة أخرى.
اللـهم إنا نسألك نورًا نهتدي به، ورزقًا نكتفي به، وعلمًا ننتفع به، وخيرًا نستغني به، برحمةٍ منك.
بقلم/ أ. خالد بركات