البيت والأسرةتربية وقضايا

كيف تتعاملين مع الشرود الذهني عند الأطفال

يُعَدُّ الشرود الذهني من الموضوعات الهامة التي يجب على الأهل الانتباه إليها؛ وذلك لأنَّ تأثيرات الشرود الذهني كثيرة في بناء شخصية الطفل وفي حياته الاجتماعية، والأهم هو تأثيره في التحصيل العلمي للطفل، وهذه الظاهرة منتشرة بكثرة بين جميع الفئات العمرية للأطفال؛ فهي لا تتعلق بأطفال معيَّنين دون غيرهم.

أبرز أسباب الشرود الذهني لدى الطفل ؟

التعب وقلة النوم :

كشفت الدراسات العلمية أن تعرض الطفل إلى الارهاق الشديد والأرق المستمر لهما من أبرز العوامل التي تؤدي إلى تشتيت ذهن هذا الأخير وإفقاده للتركيز أثناء الدراسة؛ ففي هذه الحالة عادةً ما يحدث خلل في إيصال الإشارات لباقي أعضاء الجسم، وهو ما يؤدي بالتالي إلى تراجع مستويات الإدراك.

التوتر النفسي :

تماما كما هو الحال بالنسبة إلى الأشخاص البالغين، فإن الجانب النفسي دائما ما يؤثر بشكل كبير على مدى عطاء الطفل وقدرته على الاستيعاب والتركيز، وهو ما يفسر حالة الشرود الذهني التي قد يمر بها هذا الأخير بمجرد مواجهته لبعض التقلقات والتوترات العصبية، اضطرابات قد تكون بسبب وجود بعض الخلافات العائلية بين الوالدين، أو نتيجةً لافتقار الإحساس بالعطف والحماية والاحتواء، أو ربما أيضا بسبب تلقي الطفل للكثير من الوعود الجميلة من قبل الآباء وتراخي هؤلاء على الإيفاء بها في ما بعد (كوعده مثلا بالذهاب في رحلة ما أو إخراجه في نزهة أو شراء هدية له …)، إلى غير ذلك من الأسباب الأخرى التي من شأنها أن تؤثر على نفسية الصغير بشكل سلبي.

الإصابة ببعض المشاكلات العضوية : 

قد يربى الطفل في بيئة سليمة للغاية، ومع ذلك تجده يشكو من مشكلة التشتت الذهني أثناء الدراسة. وبالتمحيص في أسباب ذلك، اكتشف الدارسون أن هذه الضاهرة تعود أساسا إلى إصابة الصغير ببعض المشكلات العضوية التي من شأنها أن تفقده القدرة على التركيز الجيد وربما تسبب له أيضا الشعور بالدوخة وعدم الإدراك، ومن هذه الأمراض نذكر خاصةً فقر الدم والإصابة بالأنيميا الحادة، بالإضافة أيضا إلى بعض المشكلات الأخرى المرتبطة أساسا بالأذنين والعينين.

تناول الأطعمة الضارة : 

لطالما كان الغذاء السليم بمثابة الوقود المحرك للدماغ والمنعش لخلاياه، وهو أيضا ذلك العامل الأساسي الذي يساهم في تحسين المزاج وفي الحصول على الطاقة اللازمة التي يحتاج إليها الجسم. وبمجرد إهمال الطفل لهذا الجانب، فإنه يفقد قدرته مباشرةً على التركيز وحسن الاستيعاب؛ ذلك أن الأطعمة المعلبة مثلا تعد بمثابة السم البطء الذي ينتقل عبر الدم ليتلف المخ ويدمر الخلايا العصبية فيه. ولا تقل المأكولات السريعة والأطعمة الغنية بالسكريات ضررا؛ حيث أنها تؤثر سلبا هي الأخرى على صحة الدماغ كما أنها تزيد من حالات التوتر والتشنجات العصبية.

ممارسة بعض العادات الخاطئة أثناء اللعب : 

كشفت الدراسات العلمية أن انتهاج الطفل لبعض السلوكات الخاطئة أثناء اللعب والتسلية قد تكون له نتائج وخيمةً عليه، خاصةً على مستوى التركيز وحسن الاستعداد الذهني. ومن أبرز تلك العادات نذكر خاصةً الإفراط في مشاهدة الأفلام الالكرتونية والتعويل المستمر على الأجهزة التكنولوجية كالتابلت والآي باد من أجل اللعب. وليس هذا كل شيء، إذ يؤكد الباحثون أيضا عن وجود كمية مهولة من الألعاب التي يتم تصنيعها اليوم بالاعتماد على الكثير من المواد الضارة والخطيرة، كالرصاص مثلا، والذي ينتقل سريعا إلى خلايا الدماغ ويقوم بتدميرها بمجرد أن يضع الصغير اللعبة في فمه.

بعض الأفكار الفعالة التي يمكن استخدامها لتعليم الأطفال كيفية ترويض عقولهم التي تشرد في التفكير، كما يقترح عليك الأطباء النفسيون والخبراء التربويون.

علّمي طفلك عن طريق اللعب

لجذب الأطفال إلى التعلم، فإن أفضل طريقة هي إشراك الألعاب في عملية التعلم. لأن فكرة الألعاب واللعب، في الغالب، هي التي تشتت انتباه الأطفال أثناء التعلم حيث يجدون الألعاب أكثر متعة من الدراسة. إذا كان من الممكن إنشاء توازن مدروس وشامل بين الاثنين من خلال دمج الأساليب القائمة على الألعاب في التعلم، فسوف يشارك الأطفال تلقائياً في عملية التعلم.

اتبعي أسلوب السرد القصصي

إن جعل الأطفال يتعلمون من خلال رواية القصص يمكن أن يكون وسيلة فعالة أخرى لمنع عقولهم من الشرود. فالقصص هي شيء لديه القدرة على جذب انتباه الأطفال في لحظة، وإذا تم تدريس الدروس من خلال القصص، فمن المرجح أن يرفع ذلك من درجة تركيزهم واهتمامهم ومتابعتهم، وعندما يكون الآباء في المنزل، يمكنهم رواية القصص التي تتضمن نوعاً من تعليم القيمة أو الدعم الأخلاقي حتى يتمكن الأطفال من تلقي القيم الأساسية تلقائياً بمجرد الاستماع إلى القصص ومن دون الشعور بأنهم يمرون بأي نوع من التعلم.

علّمي طفلك القراءة بصوت عالٍ

انصحي طفلك بالقراءة بصوت عالٍ أثناء الدراسة. هذه الممارسة تبني التماسك بين الدماغ والأذنين. فعندما يقرأ الطفل بصوت عالٍ، تصل الكلمات إلى الأذنين ويخلق الدماغ تلقائياً انطباعات بناءً على تلك الموجات الصوتية. وبالتالي فالقراءة بصوت عالٍ تساعد الأطفال على تذكر الأشياء لفترة طويلة والتركيز بشكل أفضل. كذلك اسمحي لطفلك بقراءة الدروس الطويلة على أجزاء حتى لا يمل منها العقل. وكوني حريصة على فترات الراحة المنتظمة بين جلسات التعلم فهي لا تقل أهمية عن الدراسات. تسمح فترات الراحة للدماغ بالتنفس واكتساب الطاقة للجلسة التالية من التعلم، ما يعمل بشكل إيجابي على بناء التركيز.

عوِّدي طفلك على النوم الكافي فهو شرط أساسي في التركيز

عندما يتعلق الأمر بالتركيز، فإنه يتصل مباشرة بقوة الدماغ والعقل. كما نعلم جميعاً أن الدماغ هو نوع من الآلة التي تقوم تقريباً بكل الأعمال الفسيولوجية التي نقوم بها على مدار اليوم. وبالتالي فهو يتطلب راحة ثابتة ووافرة كل يوم لاستعادة نشاطه. لذلك يعتبر النوم عاملاً حاسماً في تحديد مستوى تركيز الدماغ وعدم الشرود، وإذا رأيت أن طفلك غير قادر على التركيز خلال بضعة أيام، فراقبي ساعات نومه التي يأخذها كل يوم. فالنوم الكافي هو شرط أساسي لعقل يقظ.
كيف تتعاملين مع الشرود الذهني عند الأطفال -صحيفة هتون الدولية-

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى