التاريخ يتحدثتاريخ ومعــالم

الحسن بن الهيثم رائد علوم البصريات

ابن الهيثم هو أبو عليّ الحسن بن الهيثم البصريّ، وُلد في مدينة البصرة، سنة 354هـ /965م، عُرِف بلقب «بطليموس الثاني»، تفرّغ لدراسة العلوم والتأليف؛ فتخصّص في الطبّ، والرياضيّات، والمنطق، والفلك، وعلم الأعداد، والفيزياء، والبصريّات، والفلسفة، والهندسة له ما يزيد عن سبعين مؤلفاً.
اقرأ المزيدمن صحيفة هتون الدولية
يعد ابن الهيثم مفكرًا علميًا رائدًا عمل على فهم وتفسير الرؤية والبصريات والضوء، ولد ابن الهيثم قبل حوالي ألف عام تقريبا، وتعد تجاربه في فهم البصريات من أهم التجارب العلمية الحديثة، التي اعتمدت على التجربة للتحقق من النظرية، كما وقد أثرت أفكاره الرائدة على العلماء الأوروبيين، ولا سيما في عصر النهضة الأوروبية.

أبو علي الحسن بن الحسن بن الهيثم، عالم موسوعي مسلم، ولد في البصرة عام 354 هجريًّا، وبالميلادية عام 965، في فترة كانت تعد العصر الذهبي للإسلام، وبدأ ابن الهيثم تلقّي العلم، خلال تلك الفترة التي قضاها في البصرة، حيث قرأ العديد من كتب العقيدة الإسلامية والكتب العلمية، وانتقل ابن الهيثم إلى القاهرة حيث عاش معظم حياته فيها وبقي بمصر حتى عام 1038م ليرحل بعدها إلى الأندلس.

عرف ابن الهيثم بالبصري؛ نسبةً إلى مسقط رأسه في مدينة البصرة وعرفه الغرب باسم “الهزن”، ولقّبوه ببطليموس الثاني، وعاش أبو الحسن معظم حياته في القاهرة، وهناك ذكر أنه بعلمه بالرياضيات يمكنه تنظيم فيضانات النيل، عندئذ أمره الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله بتنفيذ أفكاره تلك، إلا أن ابن الهيثم صُدم سريعًا باستحالة تنفيذ أفكاره، وعدل عنها، وخوفًا على حياته ادعى الجنون، فأُجبر على الإقامة بمنزله، حينئذ، كرّس ابن الهيثم حياته لعمله العلمي.


ارتبط ابن الهيثم بالجامع الأزهر، وبعد انتهاء فترة إقامته الجبرية في منزله، كتب عشرات الأطروحات الأخرى في الفيزياء والفلك والرياضيات. 

وقد صحح بعض المفاهيم السائدة اعتمادًا على نظريات أرسطو وبطليموس وإقليدس، فأثبت ابن الهيثم حقيقة أن الضوء يأتي من الأجسام إلى العين، وليس العكس، كما كان يعتقد في تلك الفترة، وإليه تنسب مبادئ اختراع الكاميرا، وهو أول من شرّح العين تشريحًا كاملًًا، ووضح وظائف أعضائها، وهو أول من درس التأثيرات والعوامل النفسية للإبصار، كما أورد كتابه المناظر معادلة من الدرجة الرابعة حول انعكاس الضوء على المرايا الكروية، ما زالت تعرف باسم “مسألة ابن الهيثم”.

إنجازات ابن الهيثم

كان ابن الهيثم من أوائل العلماء الذين درسوا خصائص الضوء وآلية الرؤية، ومن أشهر مقولات ابن الهيثم “إذا كان تعلّم الحقيقة هو هدف العالم، فيجب عليه أن يجعل نفسه عدوًا لكل ما يقرأه” ومن هنا انبثقت فكرة ابن الهيثم بضرورة إجراء تجارب عديدة لاختبار ما هو مكتوب بدلًا من التصديق الأعمى دون تحقق، فقد عمل طويلًا للحصول على دليل تجريبي لأعماله ونظرياته المختلفة، وحقق ابن الهيثم العديد من الإنجازات في الرياضيات والفلك، إضافةً إلى إنجازاته في علم البصريات، وكان أهمها تأليفه لكتاب البصريات.

إنجازات ابن الهيثم في علم البصريات والرؤية

اختلف العديد من العلماء حول آلية الرؤية وكيفية تفسيرها، إذ اعتقد البعض أن الرؤية تحدث نتيجة خروج أشعة من العين، والبعض الآخر يعتقد أن هناك شيئًا ما قد دخل إلى العين بطريقةٍ ما للتعبير عن المناظر التي تتم رؤيتها، إلا أن ابن الهيثم حاول إثبات آلية الرؤية عند البشر، والتي تعتمد على انتقال الضوء من الأشياء إلى أعيننا في خط مستقيم، وبالتالي فقد توصل إلى أن عملية الرؤية تحدث نتيجة انعكاس الضوء عن سطح مضيء ليدخل إلى العين فتحدث الرؤية.

لُقِّبَ الحسن بن الحسن بن الهيثم بألقاب عديدة، فلُقِّبَ بابن الهيثم، ولُقِّبَ أيضًا برائد علم الضوء، ونعتَهُ البيهقي بـ بطليموس الثاني، ولُقِّبَ بلقب أبو علم البصريات، وكُنِيَ بأبي علي.

بلغ ابن الهيثم من العمر 74 عامًا وقد أصابَتِهُ أمراض الشيخوخة فأحس بدنو أجله فقام وتوضأ وتوجه للقبلة وصلى لربه صلاته الأخيرة ثم جلس وبدأ يقرأ بسورة العنكبوت حتى وصل إلى قوله تعالى (كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون) ففاضت روحه الطاهرة إلى بارئها وكان ذلك يوم 6 مارس عام 1039 ميلادي الموافق 430 هجري في القاهرة. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى