الفنان عمر البدور: الكاريكاتير ينقل مجازر الاحتلال ويدحض رواياته الزائفة

يسلط الفنان التشكيلي الأردني عمر البدور في رسوماته الكاريكاتيرية، الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني وهمومه، وتجسيد دور المقاومة في استرجاع الحقوق وطرد الغزاة من جنبات الوطن، والحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية المتجذرة رغم محاولات الاحتلال طمسها.
ويستند البدور بذلك إلى أهمية فن الكاريكاتير، والذي هو من الفنون الداعمة للقضية الفلسطينية من خلال التفاعل والتأثير الإيجابي ليكون لغة مساندة للشعب الفلسطيني في كل دول العالم، مؤكدا أن فن الكاريكاتير حلقة من حلقات بث الوعي لدى الجماهير، فهو من الفنون البصرية التعبيرية، إضافة إلى أنه فن المقاومة الناعمة التي تعتبر جزءاً من تعزيز صمود الشعب الفلسطيني، وفضح جرائم الاحتلال.
ويشير، إلى أن هذا النوع من الفنون يفضح جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، لافتا إلى أهميته في نقل الصورة الواقعية لما يحدث في فلسطين.
ويقول: “المعركة مع المحتل معركة طويلة وممتدة مما يستدعي اللجوء إلى كل الوسائل المتاحة والمشروعة لصالح الشعب الفلسطيني في مقاومة المحتل بشتى الطرق، إذ إن “رسام الكاريكاتير”، قادر على دعم القضية الفلسطينية؛ لأنه يمتلك رسالة صارخة وواضحة في الدفاع وكشف الحقائق”.
والفن عامة، يستطيع أن يصور طبيعة فلسطين وتراثها ومعالم القرى الفلسطينية، ولكن قد يصعب نقل جرائم الاحتلال من خلال الفن التشكيلي لذلك، فالكاريكاتير هو الحل لما له من تأثير قوي.
على هذا الأساس، يجتهد البدور ساعياً لمواكبة أوضاع الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة من جرائم القتل على يد جيش الاحتلال الغاشم، ونقلها عبر رسوماته الكاريكاتيرية بشكل مختلف جمع بين البوستر والكاريكاتير والرسم اليدوي، مشيراً، إلى أهمية التعامل مع الكاريكاتير بما يخدم الفكرة التي يعيشها على خلاف ما هو متعارف عليه.
ويستخدم التقنيات التشكيلية في سبيل إيصال فكرته؛ فالفكرة لديه هي الأساس، وفق ما قال: “أنا أتنفس القضية في أعمالي التي أقوم بها وقلتها دوما: فلسطين قضيتي”، عاكساً في رسوماته الهم الفلسطيني على جميع المستويات، على اعتبار أن اللحظات الحقيقية والصادقة في حياته اتخذ الفلسطينيون النصيب الأكبر فيها والمعاناة اليومية التي تسهم بشكل مباشر في صياغة مفهوم صناعة الشخصية الفلسطينية المقاومة بكل أشكال النضال.
ويقول البدور : “مرة أرسم الكاريكاتير وأخرى أرسم الخط الواحد وأستخدم الألوان والكمبيوتر أيضاً، في أعمالي خاصة الأعمال التي تعانق المرحلة اليومية والآنية، وسأبقى أرسم حتى يتوقف هذا النفس عن هذه الحياة”.
وأكد البدور، أن فن الكاريكاتير: هو فن مقاوم، ومع ثورة الاتصالات الحديثة أصبح من الضروري استغلال هذه الثورة في الرسائل التي نريد إيصالها إلى العالم بشكل أسهل وأسرع، والكل يعلم أن الصورة أكثر تأثيراً من الكلمة والفكرة أكثر تأثيراً من الصورة.
ووفق ما يقول: “لا أحد يمكن أن يمنع تدفق المعلومات والصور عبر الإنترنت، لذلك يجب استثمار ذلك جيداً، مشيراً إلى أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في إيصال أعماله وأفكاره”.
ويضيف البدور، أن قضايا الأمة تعنيه أولاً وأخيراً، لأنه يرسم عن كل ما من شأنه كشف الحقائق ومساندة إخواننا في الدول العربية والاسلامية كافة، لكنه خص فلسطين أكثر لأنها القضية الفاعلة على الساحة والبلد العربي الوحيد المحتل من قبل هذا الكيان الغاصب والمعتدي والآثم، مؤكد أن الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت نيران الاحتلال، وهذا المحتل الذي لا يراعي المواثيق الدولية ولا يلتزم بها وتسانده بذلك الدول الكبرى، وبالتالي من حق الشعب الفلسطيني الدفاع عن نفسه والمقاومة حق مشروع حتى التحرير كفلته القوانين الدولية التي لا يعترف بها المحتل.
وأعاد التأكيد، أن المقياس الحقيقي لنجاح رسوم الكاريكاتير، هو مدى تأثيرها، سواء بكلام أو من دون كلام، إنه يعتمد على ثقافة المجتمع الذي يوجه الكاريكاتير له.
واختتم البدور حديثه بالإشارة، إلى أهمية رسومات الكاريكاتير في المساهمة بتعريف المجتمع الغربي بالقضية الفلسطينية والرواية الحقيقية وليس المزيفة.