كم تحتاج مياه البحر من طاقة لتحليتها لتصبح صالحة للشرب؟

أضحى موضوع تحلية مياه البحر أمرًا مهمًّا جدًا، بعد منع دخول المياه العذبة الصالحة للشرب لقطاع غزة بعد السابع من أكتوبر 2023، ومنع دخول الوقود والمحروقات للقطاع، مع قطع التيار الكهرباء أيضًا، من جعل ما يزيد عن 2.2 مليون فلسطيني من سُكان قطاع غزة بلا مياه عذبة صالحة للشرب والطبخ والاستخدامات الشخصية وحتى الصحية والطبية، مما اضطرهم للذهاب لشاطىء البحر المتوسط لغسيل الملابس والاستحمام، … إلخ. ويوجد بقطاع غزة بخلاف البشر، النباتات متمثلة في الأراضي الزراعية لسُكان القطاع، بالإضافة لمواشيهم التي يربونها من أجل لحومها وألبانها، أيضًا يحتاجون إلى مياه عذبة صالحة للشرب.

تعتمد كمية الطاقة اللازمة لتحلية مياه البحر على عدة عوامل، منها:

– طريقة التحلية المستخدمة: تختلف تقنيات تحلية مياه البحر اختلافًا كبيرًا في كفاءتها، وبعضها يتطلب طاقة أكثر من البعض الآخر.

– تركيز الأملاح في مياه البحر: كلما زاد تركيز الأملاح في مياه البحر، زادت الطاقة اللازمة لتحليتها.

– الظروف البيئية: تتطلب محطات تحلية مياه البحر في المناطق ذات المناخ الحار والجاف طاقة أكثر من تلك الموجودة في المناطق ذات المناخ المعتدل.

بشكل عام، تتراوح كمية الطاقة اللازمة لتحلية مياه البحر لتصبح صالحة للشرب بين 1.5 و 5 كيلو واط/ساعة لكل متر مكعب من المياه.

فيما يلي بعض الأمثلة على استهلاك الطاقة لتحلية مياه البحر باستخدام بعض الطرق الشائعة:

– التناضح العكسي: تعتبر هذه الطريقة من أكثر الطرق شيوعًا لتحلية مياه البحر، وهي تتطلب طاقة تتراوح بين 2 و 5 كيلو واط/ ساعة لكل متر مكعب من المياه.

– الاستخلاص الحراري: تتطلب هذه الطريقة طاقة تتراوح بين 2 و 4 كيلو واط/ ساعة لكل متر مكعب من المياه.

– الامتصاص: تتطلب هذه الطريقة طاقة تتراوح بين 3 و 5 كيلو واط/ ساعة لكل متر مكعب من المياه.

تُعد تحلية مياه البحر مصدرًا مهمًّا للمياه العذبة في العديد من البلدان حول العالم، حيث توفر مياه الشرب والصناعة والري في المناطق التي تعاني من نقص المياه. ومع ذلك، فإن تحلية مياه البحر عملية مكلفة من حيث الطاقة، وقد تساهم في زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

بقلم/ محمود سلامة الهايشة

عضو نادي أدب قصر ثقافة المنصورة

والمحاضر المركزي بالهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية