الفن التشكيلي بنينوى والعالم يجسّد تداعيات حريق الحمدانية
عرف عن الفن التشكيلي انه اداة لاستلهام مقومات الجمال ومحاكاة العواطف الانسانية حيث برزت محطات وحقب خاصة بالفن التشكيلي عن دوره الانساني في توثيق ارهاصات الفنان وتوثيقه عبر اللوحات المنجزة لذلك ليس من المستغرب ان يوظف اليوم ادواته لاستلهام مشاعر تبرز ما حل باهالي بلدة الحمدانية نهاية شهر ايلول الماضي حينما تعرض مدعوين لحفل زفاف في احدى القاعات لكارثة انسانية انتهت بمقتل نحو 131 شخصا واصابة العشرات بحروق بليغة استدعت اياما واشهر للاستشفاء والتعافي .
ومن وحي ما تقدم انجز التشكيلي المعروف وميض متي لوحة فنية وثق من خلالها رحيل والدته ضمن مئات المصابين والضحايا في حادثة قاعة الهيثم للاعراس.
في سياق متصل ابرز الفنان المغترب عماد بدر مشاركته بلوحتين وثق من خلالهما ماساة البلدة خلال حادثة الحريق حيث من المؤمل مشاركتهما في معرض فني تستضيفه احدى الولايات الامريكية حيث يقيم بدر المنحدر من بلدة بغديدا وتتلخص اللوحة الاولى التي انجزها الفنان ببرج كنيسة الطاهرة احد اكبر كنائس البلدة حيث تعانقها يد اخرى فيما تظهر لوحة اخرى بورتريه لاحدى الضحايا وقد ارتدت الزي البغديدي المذكور فيما تئن من اصابات حرق لحقت بيديها .
وتعود الذاكرة بناءا على تلك اللوحات المنجزة الى ما قام به الفنان العراقي الراحل لوثر ايشو حينما استدعى ماساة كنيسة سيدة النجاة التي جرت في نهاية تشرين الاول عام 2010 ليوظفها في لوحات انجز من خلالها معرضه الفني الذي افتتحه قبيل عام من رحيله في 2011 حينما توفي في بلدة الحمدانية على نحو مفاجيء وصادم لمحبيه وعشاق فنه
اصغر الضحايا
ومن ضمن تلك اللوحات لوحة ابرز من خلالها اصغر ضحايا تلك الحادثة وهو الطفل ادم ذو العامين فيما برزت تلك اللوحة كغلاف لاحدى المجموعات الشعرية الخاصة بالشاعر الراحل شاكر مجيد سيفو فيما بقيت ماسي اخرى بعيدة عن التوثيق الفني كونها ارتهنت لمرحلة بسيطة قبل ان يتلاشى وقعها في الذاكرة لكن بقيت انماط فنية تجسدها مثل حادثة تفجير باصات الطلبة المنحدرين من بلدة بغديدا والتي وثقها الفن عبر عمل فني تجسيدي لبضعة شباب قاموا بتجسيد العمل بشكل فني دون ان يلقى الصدى والاهتمام المطلوب . فلذلك تبقى محاولات الفن التشكيلي في ابراز الماسي والمحن ذات صدى مطلوب وافاق واسعة لابراز الحدث وعدم اقتصاره على رؤيا محددة من جانب الاعلام فحسب بل على العكس منحه مساحات واسعة من كافة مجالات الابداع الانساني ، فمؤخرا صدرت في لبنان رواية توثق الساعات الفاصلة بين تفجير مرفا بيروت فيما احاطت بها الانتقادات كونها تحددت بالعمل الاعلامي الذي يخلو من حس الرواية حينما ابرزت خادمة تنوء بعمل في احد الشقق المطلة على المرفا لتشهد من خلال رؤيتها لجيرانها ماسيهم والامهم التي حلت بهم خلال الانفجارالذي حدث في 4 اب عام 2021 وما حلت به كارثة سقوط ضحايا بشكل ماساوي نتيجة عصف الانفجار الذي شبهه البعض بقوة انفجار القنبلة النووية في المدن اليابانية كنازاغي وهيروشيما، وللمفارقة فقد جرت تلك الحادثتين ايضا في اب من العام 1945 حيث اسقطت الولايات المتحدة قنبلة يورانيوم بزنة 4ونصف الطن على المدينة مخلفة نحو 66الاف قتيل.