التاريخ يتحدثتاريخ ومعــالم

طارق بن زياد القائد الأمازيغي المسلم الذي فتح الأندلس

طارق بن زياد هو قائد شهير في التاريخ الإسلامي، فهو من قام بفتح أسبانيا، وكان هذا في عام 711 ميلادية، وقد كان قائد عسكري شهير جدا، حتى أن جبل طارق قد سمي بإسمه، وقد ولد طارق بن زياد في عام 50 هجرية، وهو ليس من أصل عربي ولكن أصله بربري، ولد في خنشلة في دولة الجزائر، وقد قام بالعديد من الفتوحات الإسلامية، ومن أشهر فتوحاته فتح الأندلس.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية

قد أسلم طارق بن زياد على يد موسى بن النصير، الذي لاحظ كفائته وقوته فقام بتعيينه كقائد لجيوشه، وقد أثبت جدارة في هذا المنصب، ويذكر أن طارق بن زياد كان مميز بطول قامته وضخامه جسده، وبأنه أشقر.

جهاده

شارك طارق بن زياد مع موسى بن نصير في فتوحاته الإسلاميّة، وقد أظهر مهارته في القتال، والقيادة بشكل لفت أنظار موسى بن نُصير إليه؛ ولذلك جعله يتولَّى قيادة مُقدِّمة الجيش في المغرب، واستطاعت جيوش موسى بن نُصير الوصول إلى المحيط الأطلسيّ، والسيطرة على المغرب الأقصى. واستمرَّ طارق بن زياد في فتوحاته إلى جانب موسى بن نُصير حتى وصلا إلى أهمّ المُدن في المغرب، وهي مدينة الحسيمة، فتمَّت مُحاصَرتها حتى أسلم أهلها، وبهذا يكون المغرب قد خضع لحُكم موسى بن نُصير عدا مدينة سبتة المُحصَّنة، وقد وُلِّي طارق بن زياد على طنجة؛ حتى يستطيع مُراقبة مدينة سبتة.

يُعتبر القائد والمقاتل البارع طارق بن زياد هو الشخص الذي فتح الأندلس، حيث كان هذا الفتح العظيم في شهر رمضان المبارك، ويُشار إلى أنَّ فتح الأندلس من أعظم الفتوحات في التاريخ الإسلاميّ، وتكاد تكون أهميته المرتبة الثانيّة بعد الفتح الإسلاميّ لمصر بلد الكنانة، ويجدر بالذكر أنَّ هذا القائد العسكريّ قاد أول الجيوش الإسلاميّة إلى شبه جزيرة أيبيريا، وقاد انتصاراً متميزاً في معركة وادي لكة، وعلى يديه فُتحت الأندلس، وبذلك فهو أشهر القادة العسكريين المسلمين، حتى أنَّ جبل طارق بن زياد في إسبانيا يحمل اسم هذا القائد.

فتحه للأندلس

أشار موسى بن نُصير على طارق بن زياد بفتح الأندلس بعد أن وجد فُرصة لدخولها، فتوجَّه مباشرة نحو جبل طارق في عام 92 للهجرة، واستطاع فتح حصن قرطاجنّة، وسيطر على المناطق التي كانت تُجاوِر جبل طارق، وعندما عَلِم لذريق حاكم الإقليم القوطيّ بما فعله طارق بن زياد، أرسل إليه الجيوش الواحد تلو الآخر، إلّا أنَّ طارقاً كان يقضي عليها نهائيّاً، وكانت المعركة الفاصلة بين المسلمين، والقوط في سهل الفلنتيرة في رمضان من نفس العام 92 للهجرة، واستمرَّت هذه المعركة لمُدَّة ثمانية أيّام، وكان بطلها هو طارق بن زياد.

كما تجدُر الإشارة إلى معركة وادي لكة، وهي إحدى المعارك المُهمّة التي خاضها طارق بن زياد لفتح الأندلس، والتي انتصر فيها المسلمون انتصاراً كبيراً، وفيها كانت نهاية ذِكر ملك القوط (لذريق)؛ إذ إنَّه فرَّ، ولم يجد أحدٌ أيَّ أثر له؛ فكان آخر ملوك القوط، وبعد أن انتهت معركة وادي لكة سار طارق، وجيشه باتّجاه الأندلس فاتحاً المُدن التي في طريقه، كطُليطلة، وغرناطة، ومالقة، وسار طارق بجيشه، وبمُساندة موسى بن نُصير حتى استطاع فتح الأندلس بصورة نهائيّة.

إنجازات طارق بن زياد

كان طارق بن زياد حاكم طنجة من عام 89 هجرية وحتى عام 92 هجرية، وعندما قرر موسى بن النصير غزو الأندلس، قام بتجهيز جيش من البربر، وكان هذا الجيش مكون من سبعة ألاف جندي، فقام بإستدعاء طارق بن زياد وجعله قائد لهذا الجيش.

قام طارق بن زياد بالإستيلاء على جبل طارق والذي سمي بعدها بإسمه، ثم قام بفتح حصن قرطانجة، ثم حارب بعدها جيش الملك لذريق، وإستطاع أن يقتله، وبعدها إستطاع أن يدخل الأندلس، ففتح مدينة إشبيلية ثم إستجة، وبعدها فتح قرطبة ومدينة مالقة، وبعدها إستطاع فاتح عاصمة الأندلس وهي مدينة طليطلة.

وفاته

توفي القائد طارق بن زياد سنة 720 للميلاد، وقد تباينت الروايات حول وفاة القائد طارق بن زياد؛ فهناك من قال أنّه اختفى بعد وصوله إلى الشام عاصمة الدولة الأموية بصحبة موسى بن نصير بعد أن استدعاهما الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك، ويقال أنّهما كانا على خلافٍ كبيرٍ معاً، ممّا جعل الوليد بن عبد الملك يعزل كلاً منهما واختفى طارق بن زياد بعدها ولم يعرف له أثراً. رواية أخرى تقول: إنّ طارق بن زياد بعد عودته إلى الشام اختار أن يعيش بقية عمره في الصلاة والتفرغ للعبادة والبعد عن جميع المناصب والولايات ومات دون أن يعلم بأمره أحدٌ من العامة. رحم الله القائد المسلم العظيم طارق بن زياد وأسكنه فسيح جناته، فقد صنع لهذه الأمة أمجاداً استمرت لقرون كثيرةٍ بعد وفاته وسيذكر التاريخ إلى الأبد بطولات هذا القائد الفذ وتضحياته الكثيرة لنشر الإسلام عن طريق الفتوحات الإسلامية التي كان قائدها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى