
تحدث الأولون عن الصدق والصادقين، عن صفاتهم ومناقبهم ومميزاتهم، وكذلك عن همومهم وأوجاعهم، فالآن دعني اكتب عن تجاربي ومشاعري تجاه الصادقين وصدقهم فقد طابت منازلهم وميراثهم الخلق الرفيع والمعرفة والعلم.
فالصادقون محبوبون مفضلون في المجالس؛ لخشيتهم لله تعالى، والابتسامة أثناء الكلام والعمل يعيشون في سعادة وراحة بال هانئين مطمئنين لنهجهم وطريقتهم في الحياة، مؤمنين مستسلمين لقضاء الله تعالى وقدره، وغايتهم النجاة والفوز بالجنة، خُلقُهم القرآن الكريم؛ حيث قال سبحانه وتعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}، حياتهم سهلة بسيطة؛ فلا صراع فيها، ولا تمثيل ولا تبرير، ولا تكلف مرهق لإرضاء الناس على حساب الحقيقة، كلمتهم صادقة، وقلوبهم صافية، متواضعون، نواياهم حسنة ومقصدهم سليم محسنين الظن وظنهم دائمًا خير.
ومن جمال صدقهم.. فهم من جابري الخواطر، واصلي الأرحام، بارين بوالديهم، واثقين بالناس بعد ثقتهم بالله تعالى؛ لسانهم عطر بذكر الله تعالى.
هم رجال حيث وصفهم الله تعالى في القرآن الكريم بالرجولة فقال جلَّ في علاه {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب 23].
كما أن الصادقين بعيدون كل البعد عن الحقد، والغيرة والحسد، والبغضاء، وأصدقاء السوء، والغيبة، والنميمة، واللوم، والكراهية، والغل، والشك، والقيل والقال.
فالصادقون عملهم صالح بتوفيق الله تعالى: صدقات، وبر، وإحسان، وحب لله تعالى، وصداقة خيرة، ويتحملون المسؤولية، ومبادرات عظيمة، وصبر، ونصح، وتوجيه، فالإنسان المتزن الصادق الصدوق دائما تجده مرتاح البال هادئ السريرة موفق في أعماله تفتح له الآفاق، وتسهل له الأمور لكونه قريبًا من الطيبين الصادقين الطاهرين الصالحين الذين يتركون فى أنفسنا تجارب ناجحة لن ينساها التاريخ فهم يتعاملون مع الناس باحترام وتهذيب ويترجمون كلامهم وأحاسيسهم ومشاعرهم إلى واقع ملموس، ولا نَمِلُّ من نصائحهم، ويقبلون الاعتذار بأريحية، ويحسنون الظن بالآخرين عندما يتحدثون، وينسبون الفضل والخير والكرم والجود والعطاء إلى أهله.
فأولئك الذين نفتخر ونفاخر بهم، وهم رموز للأجيال القادمة، لله تعالى درهم أينما ذكروا تطيب سيرتهم حتى وإن غابوا.
بقلم/ د. عثمان عبد العزيز آل عثمان
رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لصعوبات التعلم.
رئيس مجلس إدارة جمعية الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بنعجان