تاريخ ومعــالممتاحف وأثار

«قصر نجران التاريخي» نموذج للبيت التراثي الأصيل

يحتضن حي أبا السعود (البلد) بمدينة نجران رمزاً وطنياً تراثياً مهماً لا تُغفله عين زائر المكان، فبمجرد الوصول للسوق التراثي القديم يتجسد للمشاهد قصر الإمارة التاريخي في كامل حلته وشموخه، وكدلالة وطنية لتاريخ حي نابض متصل بحضارة مستدامة تهب تناغماً بصرياً مريحاً يضفي جودة للحياة، ويتكامل مشهد الصورة ليشكل فكرة عن نموذج النسيج العمراني لبيت الطين بنجران، واطاراً ثقافياً مُلهماً للزوار والسواح.

«قصر نجران التاريخي» نموذج للبيت التراثي الأصيل -صحيفة هتون الدولية-
يتميز قصر الأمارة بجدرانه السميكة مع الطين ، وأبوابه الضيقة والعالية جدا لغرض الأمن . هناك ستين غرفة في القصر ، استخدمت معظمها كمكاتب للأمراء . وهو محاط بجدار عال وأبراج المراقبة الدائرية على الزوايا الأربعة . المناطق الداخلية تتميز بالطوب المحروق الأحمر ، والتي يعود استخدامها إلى فترة ما قبل الإسلام . تمت استعادة القصر وتجديده في 1406 – 1407 هـ (1986 – 1987 م) . ويجري تطويره باعتباره المتحف العرقي في المنطقة .

يقع قصر إمارة نجران في قلب مدينة نجران القديمة، وتقدر مساحته بنحو 625 متر مربع، وشيد عام 1363 هـ، ويحظى بشهرة واسعة كأحد أهم المعالم التراثية والتقليدية في المملكة العربية السعودية.
«قصر نجران التاريخي» نموذج للبيت التراثي الأصيل -صحيفة هتون الدولية-

وكان قديماً مقر الإمارة وبعض الإدارات الحكومية مثل المحاكم الشرعية، البرقيات، ووحدة الشرطة، كما أنه كان بمثابة مسكن للمحافظ ونائبه.

ويحاكي تصميم قصر إمارة نجران القديم كل تفاصيل الحياة القديمة لأهالي نجران، وذلك من خلال المقتنيات والمعروضات التاريخية التي تنتشر في أرجاء القصر وتعبر عن تاريخه.

وقصر إمارة نجران على شكل قلعة ذات أسوار عالية يقام في أركانها الأربعة أبراج المراقبة الشاهقة ذات الأشكال الدائرية، كما يحتوي على بئر مياه قديم وعلى مسجد مصمم ليعكس تاريخ نجران، ويعود تاريخ البئر إلى عصور ما قبل الإسلام.
«قصر نجران التاريخي» نموذج للبيت التراثي الأصيل -صحيفة هتون الدولية-

كما أن المبنى مصنوع من الطين وأساساته الحجارة ويعدُ من أهم المباني في المنطقة، ولا يزال المبنى يحتفظ بتصاميمه البديعة حتى مع مرور مئات السنوات عليه، وذلك بفضل مشاريع الترميم والتطوير التي تسعى للحفاظ على الآثار باقية دون التعرض للأضرار أو الهدم.

ويتكون قصر إمارة نجران من ثلاثة طوابق تحتوي على 65 غرفة موزعة على هذه الطوابق، وكانت تستخدم هذه الغرف قديماً لإقامة الإدارات الحكومية المختلفة، ولكن الآن تحوّلت إلى متاحف تضم مقتنيات تراثية.

احتضن قصر إمارة نجران في فترة زمنية معينة عدد من الحرفيين لعرض صناعاتهم اليدوية، وذلك دعماً للتراث الملموس والذي يميز نجران، وبلغ عدد العاملين بالحرف اليدوية والصناعات أكثر من 750 حرفي وحرفية.

وتعددت الصناعات اليدوية التي خرجت من قصر الإمارة وتمثلت في؛ صناعة الخناجر والسيوف، فضلاً على الصناعات الحديدية التقليدية وصناعات النجارة التقليدية.
«قصر نجران التاريخي» نموذج للبيت التراثي الأصيل -صحيفة هتون الدولية-

بالإضافة إلى صناعة الأزياء الشعبية وصناعة الطبول وآلات الفنون الشعبية وصناعة الفخار وصيانة البنادق التقليدية، فضلاً على صناعة المشغولات اليدوية الذهبية والفضية.

ويلاقي قصر الإمارة التاريخي اهتماماً متزايداً من الزوار والسواح لما له من قيمة تاريخية كبيرة وقيمة تراثية ثقافية، كما يمتاز موقعه بمنطقة ذات جذب سياحي تتواجد فيها الأسواق الشعبية كسوق الجنابي والصناعات الجلدية التراثية ومحال بيع الفخاريات وخياطة وبيع الثياب التراثية النجرانية للرجال والنساء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى