وليلي أقدم حاضرة بالمغرب
تعد مدينة “وليلي” من أقدم المعالم التاريخية والأثرية في المغرب والعالم أيضاً، إذ إن تأسيس هذه المدينة التي يطلق عليها اسم “فولوبيليس” باللاتينية يعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد، وسكنها القرطاجيون والرومانيون قبل أن تصبح بعد ردح من الزمن “أثراً بعد عين”.
وبعد كل المجد التاريخي الذي حازته مدينة “وليلي” عبر الزمن، وبعد مرور كل الأقوام والدول التي عاشت فيها، أضحت أطلالاً تاريخية، لكنها أطلال تضج بالحياة والعراقة، يستهدفها آلاف السياح للاطلاع على جزء من تاريخ المغرب القديم
تاريخ مدينة وليلي
تحتل المدينة مكانة تاريخية مرموقة، حيث يوجد فيها العديد من المواقع الرومانية المهمة في منطقة المغرب العربي وشمال أفريقيا، كما اتفق المؤرخون على أنّ تاريخها يرجع إلى أول قرنين من الميلاد لما تحتويه من آثار رومانية مثل، الساحة العمومية، وقوس النصر، والمحكمة الرومانية القديمة، وكانت بداية هذه الحضارة على أيدي الأمبراطور كاليجولا، حيث احتل شمال أفريقيا بعد موت بتوليمي ابن الملك الأمازيغي يوبا الثاني، بعد ذلك وضعت الدولة الرومانية حجر الأساس لحضارتهم في المنطقة بأكملها. تتميز مدينة وليلي باحتوائها على الكثير من التضاريس الطبيعية مثل الأراضي الخصبة، ومصادر مائية، وموارد طبيعية، وكلّ هذه العوامل شجعت الرومان على الاهتمام بها بشكل خاص، كما تمّ تصنيفها من الأمم المتحدة لتربية والثقافة والعلوم باعتبارها واحدة من ضمن لائحة التراث العالمي، وكان ذلك في سنة 1997م.
المعالم التاريخية في مدينة وليلي
يعتبر بناء السور الكبير بأبوابه الثمانية من أهم المعالم التاريخية، بالإضافة إلى بعض أبراج المراقبة التي كانت تعد بمثابة حصن منيع ضد أي هجوم استهدف المدينة، ويمتد السور على مساحة ما يقارب 2000 متراً، وقد استغرق بنائه بين فترة عام 168م و169م على يد الإمبراطور مارك أوريل. إنّ المعالم التاريخية في مدينة ويليلي جعلتها بمكانة سياحية كبيرة، حيث يأتي إليها السياح من كافة أنحاء العالم، ويعتبر قصر كورديانوس من أكبر وأضخم الأماكن في المدينة، حيث تبلغ مساحتها ما يقارب 188م²، وقد تمّ إنشاؤه سنة 283م على أيدي الإمبراطور كورديانوس الثالث.