تضاعف الورم، وتراكم الألم، في القدم، فذهبت لصديقي وطبيبي الخاص استشاري العظام، وهو من الأعلام، الدكتور محمد التابعي، من محبي طه حسين والرافعي، فاستقبلني بالترحاب وقال أهلا بشيخ الشباب، مم شكواك؟ فقلت جعلت فداك، كما ترى، وهذا نتيجة ما حدث وجرى، بيني وبين سنكوحة بنت زعبوب، الجفرة الرعبوب، أطاحتني أرضا بعد أن تشقلبت في الهواء كالأرجوحة، وهي فتوة نطوحة.
قال: لا تثريب عليك، عرفت ما لديك، سأحيلك إلى الأشعة الساعة، وأنت من ذوي الحصانة والمناعة والشفاعة.
أليس عندك تأمين، وقد تجاوزت الستين؟
قلت: ننتظر الفرج من رب العالمين. ودفعت خمسة وثمانين وقبلها مئتين للكشف، ولم أنبس ببنت شفة أو يرف لي طرف. وتتابعت صور الأشعة تترى، ستة في عشرا، وتفحص الصور بعناية وقال: قدمك مختلف للغاية، لم أر قدما من قبل بهذه التضاريس، كأنها قدم توت عنخ أمون المحفوظة في باريس،
قلت: الناس مقامات، وقدمي قدم باشوات.
قال: لديك كسر،
قلت أعرف ذلك في علم الجبر، ولا فخر.
قال عندك كسر مضاعف يا باشا،
قلت: كلا وحاشا، أعد النظر يا دكتور،
قال: أنا خبير بالكسور، ولا بد من الجبيرة، وخذ الفاتورة؛ فأخرجت بطاقة مدى، فالثمن لن يذهب سدى، ودفعت ستمئة بالتمام والكمال، من فئة الخمسة والعشرة ريال، وقدم لقدمي ما لذ وطاب من أنواع التجبير، والجيب حسير وكسير، أكثر من كسر قدمي، وتضاعف في البنك ألمي، قال وعليك بشراء هذه الأدوية والجبيرة لشهر، قلت كأنك تقول لي أبد الدهر، وخرجت وأنا أدعو على سنكوحة بالويل والثبور، وعظائم الأمور وأتوعدها بعد شفائي، أن تكون دوائي، في قدر سليق أو حفرة مندي، يا كبدي.
بقلم/ علي عويض الأزوري