من نعم الله تعالى: النسيان والتغاضي وغض الطرف، قالتها العرب قديمًا “ولِمَ البكاء على اللبن المسكوب”، فكم من لبن سُكب، وجهد ذهب هباء، وعين نامت دون غطاء. الرضا بالقول يتبعه فعل النفس واستمراء تهذيبها على القبول بالواقع والتعايش معه، ولن يكون بالسهل، ولكنه ليس أكثر صعوبة من استجواب ذاته وتقريعها والعيش مع مخلفات ذاكرة أعياها مر السنوات وقسوة الأيام وذكريات ذهبت مع الرياح ودُفنت في أقصى صفوفها الخلفية بعيدة عن الشمس والنور.
طريق العودة إلى المستحيل ضرب من الجنون لم يكن خيرًا أتبعه، ولم يأتِ محض صدفة وإنما قدر آمنت به وحط رحاله، وسيظل الخنجر المسموم الذي أرهق وأزهق موقعه فأصبح جرحًا لم يتجاوزه جسدي ولم يستوعبه عقلي، أفزع منه وأشيح بنظري إلى فضاء لم أكن أعتاده؛ فترمقني بسخرية وقعها أشد ألمًا من صبرٍ يدمي أيامي الأخيره طالبًا الكفاف؛ إن لم يكن السلام يفي بما تبقى من لحظات.
لم يكن قوله هكذا بدأت وهكذا انتهيت، وما بينهما لم يعد يهم أحدهم حكمه، إنما قول راجح؛ فصفوة الأفعال أخفاها خطأ مر بمره ولم يدم عمرا أحلاه ذكرى تلك الصفعة فقط.
هـمـسـة: الشيخ من جاوز الخمسين، لم تعد كذلك إلّا في حسابه البنكي!
خـتـامًـا: جفت محبرتي وانكسر قلمي، كما فعلها قلبي وجسدي من قبل، فماذا أنت فاعل؟!
شـيء مـن ذاتـه: لم أكن أعلم بأنَّ القدرة تحتاج إلى مهارة من نوع خاص.
نـقـد: ينتظر سقوطي، ثم يلومني عليه!.
بقلم الكاتب/ عائض الأحمد