البيت والأسرةتربية وقضايا

فوائد ومخاطر الإنترنت على الأطفال وطرق الحماية

أصبح للأنترنت حضور متزايد في الحياة العملية والخاصة لجميع أفراد الأسرة بما في ذلك الأطفال، لما يقدمه لهم من فوائد كثيرة في مجالات التعلم والتواصل والترفيه، خصوصا بعدما أصبحت المعلوميات مادة تربوية معتمدة ضمن المناهج الدراسية في بعض المؤسسات التعليمية.

فحسب البحث الذي أجرته الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات سنة 2019، انتقل معدل ولوج الأسر للأنترنت من 25% سنة 2010 إلى 74.2% سنة 2018.

وعلى قدر منافع الأنترنت في تطوير قدرات ومهارات الأطفال، إلا أن له مخاطر عليهم. وهي مخاطر قد تهدد سلامة الطفل، وقد تعرضه للإساءة أو العنف أو الاستغلال، كما قد تعرضه للإدمان، مما ينعكس على صحة الطفل ونموه الجسدي والعقلي وتوازنه العقلي. وتزداد فرص التعرض لهذه المخاطر في حالة غياب الوعي بها وعدم اتخاذ التدابير الاحترازية.

ونظرا للتطور المستمر للتقنيات الجديدة على الأنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، فإنه يصعب على أولياء الأمور مواكبة أطفالهم، مما يجعل عملية مراقبة أنشطتهم على الأنترنيت أمرا في غاية الصعوبة، لاسيما عندما لا يتوفر أولياء الأطفال على معارف كافية للقيام بالمراقبة وتعريف الأطفال بعالم الأنترنيت ومزاياه وسلبياته.

ووعيا منها بأهمية دور الأسر، إلى جانب باقي الفاعلين، في حماية الأطفال من مخاطر الأنترنيت، أعدت وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، بتعاون مع اليونيسيف، “دليل الأسر لحماية الأطفال من مخاطر الأنترنت”، تم تقديمه في لقاء دراسي حول دور الأسر في حماية الأطفال من مخاطر الأنترنيت يوم 24 نونبر 2020.

فوائد الإنترنت على الأطفال

إن للإنترنت الكثير من الفوائد على الأطفال الصغار والتي تتمثل أهمها فيما يلي:

يساعد الإنترنت الأطفال الصغار على النمو الأكاديمي، حيث إنه يتيح لهم الوصول إلى الكثير من الموارد العلمية، كما أن البرامج التفاعلية الموجودة على الشبكة تعمل على التطوير من قدرات الأطفال، مع تنمية مهارات الكتابة لديهم كذلك عن طريق استخدام البريد الإلكتروني.
يجعلهم على اتصال دائم بكل من الأصدقاء والعائلة، ولذلك فيعمل على تنمية مهارات التواصل لديهم.
العمل على تغيير وجهة النظر للأمور ويتم هذا من خلال مشاهدتهم لمقاطع الفيديو المنتشرة على الإنترنت والتي تشتمل على باقة من المعلومات المتعلقة ببلدان العالم وثقافاتهم كذلك.
يعمل الإنترنت على تقديم الترفيه للأطفال ويتم هذا من خلال الألعاب التفاعلية المنتشرة من خلاله.
استخدام الإنترنت من أجل تحضير التقارير المدرسية والانخراط في أنشطة مفيدة أيضًا.

2- أضرار الإنترنت على الأطفال

على الرغم من تعدد فوائد الإنترنت على الأطفال، إلا أن الأمر لم يخلو من بعض الأضرار كذلك التي تمثلت فيما يلي:

يمكن للإنترنت أن يؤثر على نفسية الأطفال بشكل سلبي نظرًا للمحتوى غير المناسب في بعض الأحيان، بالإضافة إلى صور الحيوانات المفترسة ومشاهد العنف وغيرها من الأمور.
هناك احتمالية ليست ببسيطة بالتعرض للتفاعل والتواصل مع الغرباء ومشاركة المعلومات الشخصية مثل رقم الهاتف وعنوان السكن كذلك معهم مما يتسبب في وقوع مشكلات متعددة.
يعمل الإنترنت كذلك على إضاعة الوقت في تصفح الشبكات والمواقع المختلفة، مما يخفض من الإنتاجية لدى الأطفال.
يمكن أن يتعرض الطفل لأخطار الإدمان على الألعاب الإلكترونية.
التسهيل من الغش من أجل الحصول على مساعدة لحل الواجبات وكتابة التقارير المدرسية وغيرها من الأمور.
خطر الإصابة بالسمنة بسبب تناول الطعام عند استخدام الإنترنت.
سهولة التعرض إلى التنمر والشعور بالإهانة والإحراج كذلك بسبب احتمالية مواجهة أحد التعليقات الجارحة والشريرة.
احتمالية التخلي عن الأسرة والحياة الحقيقية بسبب قضاء الوقت في تصفح الإنترنت.
وجود احتمالية التعرض إلى الأرق واضطرابات النوم كذلك.
التعرف إلى الإدمان على الإنترنت ومواجهة خطر الخمول البدني.
الفساد الأخلاقي بسبب وجود احتمالية التعرض إلى المواقع الإباحية.

مخاطر إدمان الأطفال للإنترنت

1. التعرض للانحراف

أصبح الكثير من الأطفال يدخلون إلى عالم الإنترنت بشكل أقرب إلى الأدمان، وبعض الأسر قد تتجاهل تلك المشكلة ظنا منها بأن الإنترنت له فوائد عظيمة للأطفال كونه مصدرا متميزا للحصول على المعلومات والتثقيف، إلا أن قضاء الأطفال ساعات طويلة أمام الشبكة العنكبوتية دون وعي أو رقابة يجعلهم عرضة للانحراف وقد يضعهم في مشاكل كبيرة.
2. فقدان الثقة بالنفس

واحدة من أهم سلبيات الإنترنت على الأطفال هو أنه يعمل على فقدان ثقة الطفل بنفسه وإضعاف شخصيته، كما أنه يعرّض الطفل للتعرف على الكثير من الأفكار بعضها يكون مغلوطا وخاصة المعتقدات الغريبة والثقافات التي لا تتوافق مع مجتمعه وبيئته.
3. متلازمة الإنهاك المعلوماتي

من المشكلات التي يتعرض لها الطفل بسبب استخدامه الإنترنت دون رقابة هي كثرة المعلومات التي يتعرف عليها الطفل دون التأكد من صحتها، وبالتالي تعرض الطفل لما يسمى بـ”متلازمة الإنهاك المعلوماتي”، بالإضافة إلى إصابة الطفل بالانطواء وانفصاله عن الآخرين.
4. تغيير سلوكيات الطفل

يؤثر الإنترنت على سلوك الطفل تأثيراً سلبياً لأسباب مختلفة، وخاصة عند ممارسته للألعاب العنيفة، كما قد يتعرض لمشاهدة بعض المواد الإباحية مما سيؤثر بالسلب الكبير على شخصيته وتفكيره.

5. الإرهاق والتعب

كثرة جلوس الطفل بالساعات أمام جهاز الكمبيوتر أو الهاتف المحمول لتصفح الإنترنت تؤدي إلى ضعف نظره، وإصابته بالصداع وأوجاع العظام، خاصة وأن جسده لا يزال في مرحلة التكوين، كما قد تؤدي أيضا إلى إصابته بالسمنة وما يرتبط بها من أمراض، خاصة وإن كان لا يمارس أي رياضة في الأوقات الأخرى.

6. الوحدة والانطواء
كثرة جلوس الأطفال أمام الكمبيوتر أو كثرة تصفحهم للهاتف المحمول تجعلهم أشخاصا غير اجتماعيين، وتشعرهم بالوحدة والانطواء، كما قد تعرضهم للابتزاز والمضايقة، عبر المحتويات العدوانية والمزعجة التي يتم إرسالها إليهم عبر غرف الدردشة أو رسائل البريد الإلكتروني.

إرشادات أساسية لمشاركتها مع أطفالكم

الإرشادات التالية يجب أن تكون واضحة لدى أطفالكم، حسب منظمة “صحة الأطفال”؛ تحدثوا معهم عنها دائما، وناقشوها واشرحوها لهم، وأجيبوا عن أسئلتهم بخصوصها مهما كانت ومن دون تذمر، فمن المهم أن يفهم طفلك المخاطر التي يواجهها عبر الشبكة الدولية، وهي:

اتبع قواعد الأسرة، وتلك التي وضعها مزود خدمة الإنترنت.
لا تنشر أبدا أو تتاجر بالصور الشخصية.
لا تكشف أبدا عن أي معلومات شخصية، مثل العنوان أو رقم الهاتف أو اسم المدرسة أو الموقع.
لا تشارك كلمات المرور مع أحد سوى والديك.
لا توافق أبدا على الاجتماع وجها لوجه مع أي شخص قابلته عبر الإنترنت من دون موافقة ولي الأمر و/أو إشرافه.
لا ترد أبدا على رسائل التهديد والتخويف التي تردك عبر البريد الإلكتروني أو في وسائل التواصل الاجتماعي، وأخبر والديك عنها فورا.
أخبر دائمًا أحد الوالدين أو أي شخص بالغ موثوق به عن أي اتصال أو محادثة كانت مخيفة أو مؤذية.

مبادئ أساسية للإشراف الأبوي

وفي هذا السياق ذكرت المنصة بعضا من المبادئ التوجيهية الأساسية للآباء:

اقضوا وقتا على الإنترنت مع أطفالكم لتعليمهم السلوك المناسب عبر الشبكة.
ضعوا جهاز الحاسوب في مكان عام حيث يمكنكم مشاهدة استخدامه، وليس في غرف النوم الفردية، وراقبوا أيضا أي وقت يمضيه أطفالكم على الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية.
ضعوا إشارة مرجعية على مواقع الأطفال المفضلة لسهولة الوصول إليها.
تحققوا من فواتير بطاقتكم الائتمانية والهاتف بحثا عن أي رسوم أخرى غير مألوفة لديكم.
تعرفوا على طرق الحماية عبر الإنترنت التي توفرها المدرسة لطفلكم، إن وجدت، وكذلك المراكز التدريبية والتعليمية التي يزورها أولادكم، أو منازل الأصدقاء أو أي مكان يمكن للأطفال فيه استخدام الحاسوب من دون إشرافكم.
تعاملوا مع طفلكم بجدية إذا أبلغ عن أي مضايقات يتعرض لها عبر الشبكة، فكثير من الآباء والأمهات يهملون مثل هذه الشكاوى من أطفالهم مع أنها قد تكون بالغة الخطورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى