نصائح للأمهات في تربية الأبناء وأهم قواعد التربية
من أهم النصائح التربوية للأمهات أن تحافظ الأمُّ على السياق التربوي، وألّا تنظر للعملية التربوية بشكلٍ مجزّأ، فتربية الأبناء تشمل جوانب التغذية والرعاية الجسدية والتعليم والتأديب وتنمية المهارات الاجتماعية والفردية… وغيرها الكثير من جوانب العملية التربوية، التي يجب أن تشكّل معاً سياقاً تربوياً متناسقاً ومتوازناً، يؤدي بدوره لتربية صحيحة وفعّالة.
تعرفي في الفقرات التالية إلى أهم النصائح التربوية للأمهات ونصائح تربية الطفل للأمهات الجدد، واكتشفي بعض أهم قواعد التربية الصحيحة والأخطاء التي يجب تجنبها في تربية الأبناء.
مبادئ تبني شخصية الطفل
وتحدثت الباحثة والكاتبة جين نيلسن في كتابها “التربية الإيجابية” (positive discipline)، وهو الأكثر مبيعا في التربية، عن أهم المبادئ التي تبني شخصية الطفل الصغير، ومنها:
الاحترام المتبادل المبني على اللطف والحزم: فالأطفال يرتاحون أكثر في البيئة التي تحكمها قوانين ومبادئ واضحة يحترمها الجميع، ومن أهم مسببات الاحترام ثقافة الاعتذار من الأبوين عند الخطأ، وأهم ما يوضح هذا المبدأ كما تقول نيلسن هو مقولة: “أنا أحبك، ولكن لا”، وذلك ردًّا على رغبة الطفل في فعل تصرف غير مناسب.
التشجيع بدل المدح: التشجيع أحد وسائل التهذيب القيّمة جدا، والمقصود هنا تشجيع الفعل الحسن لا مدح الطفل، كأن تقول: “لقد أصبحت ماهرا في حل هذه المسألة”، لا أن تقول له: “أنت عبقري”.
العواقب لا العقاب: أسلوب “العاقبة” من أنجح طرق التهذيب، وهو أن نجعل لكل تصرف خاطئ عاقبة تتناسب معه هي بمثابة نتيجة مباشرة ومنطقية له، كأن تكون عاقبة إساءة استخدام الألعاب (تكسيرها مثلا) هو أخذها بعيدا مع الإشارة لأسباب هذا التصرف من الأم/الأب، وأن تخبره أنها متاحة حين يود استخدامها استخداما جيدا، بدلا من العقاب البدني أو اللفظي أو حتى النفسي، كالتجاهل أو وضع الطفل في ركن العقاب، فكل هذه الطرق تفاقم الأمور وتنتج شخصية مشوهة ساخطة أو متمردة أو منسحبة أو ترغب بالانتقام، وكلها نتائج سلبية لا يود الوالدان الوصول لها بالطبع.
مهارات ضرورية للأطفال
وتقول نيلسن: “الطفل سيئ السلوك هو طفل ينقصه التشجيع”، فهناك عوامل أخرى تساعد في جعل شعور الطفل جيدا، مثل تقدير أفكاره وشكره على مجهوداته، واجتماعات الأسرة الدورية والاجتماعات الخاصة بالطفل التي تناقش ما يمر به الطفل ويشغل فكره”.
فبيئة التربية الإيجابية ينتج عنها تعليم الطفل مهارات الحياة والمهارات الاجتماعية لبناء شخصية سوية وفعالة، تتميز بالاحترام وحل المشكلات والاستقلالية والتعاون ومراعاة شعور الآخرين، وهي مهارات تمنح مناخا جيدا يشعر فيه الطفل بأهميته كفرد فاعل مؤثر ومشارك فيما حوله.
دور الأم في تربية الأطفال
تعتبر الأم شخصية أساسية في حياة الأطفال، حيث تلعب دورًا لا يمكن تجاوزه في تشكيل شخصياتهم وتوجيههم نحو مستقبلٍ أفضل، فدور الأم في تربية الأطفال يمتد من توفير الرعاية الأساسية إلى تقديم الدعم النفسي والتوجيه الصحيح.
إليكم بعض جوانب هذا الدور القيم:
توفير الحنان والرعاية: فالأم هي المصدر الرئيسي للحنان والرعاية اللازمة للأطفال، من خلال تلبية احتياجاتهم الجسدية والعاطفية، تشعر الأطفال بالأمان والراحة في بيئة منزلهم.
تعزيز اللغة والتواصل: تساهم الأم في تعزيز مهارات التواصل واللغة لدى الأطفال منذ الصغر، فهي تقوم بالحديث معهم وتعريفهم بمفردات جديدة، مما يساهم في تطوير لغتهم وفهمهم للعالم من حولهم.
تعليم الطفل الأخلاق: تلعب الأم دورًا مهمًا في نقل القيم والأخلاق إلى الأطفال. فمن خلال سلوكها وأفعالها، يتعلم الأطفال القيم الإسلامية الحميدة.
اكتساب الاستقلالية: تساعد الأم الأطفال في تعليمهم الاعتماد على الذات واكتساب الاستقلالية، فمن خلال تشجيعهم على القيام بمهام بسيطة بأنفسهم مع تقديم الدعم اللازم.
التعليم: تلعب الأم دورًا هامًا في في تعليم الأطفال، فهي تساعدهم على اكتشاف مهاراتهم واهتماماتهم وتوجيههم نحو السلوكيات الصحيحة وتجنيبهم السلوكيات الخاطئة.
منح الأمان: تمثل الأم مصدرًا للأمان والاستقرار في حياة الأطفال، فبمساعدتها يكتسب الطفل القدرة على التعامل مع المشاعر السلبية وتقديم الدعم عند مواجهة التحديات.
فيمكن القول أن دور الأم في تربية الأطفال يمتد إلى مجموعة متنوعة من الجوانب الحياتية الضرورية، فهي المعلم والمربي وهي شبه كل شيء، لهذا نجدها تسعى وتبحث عن أفضل نصائح في تربية الأبناء.