لرعاية المواهب المحلية .. السعودية تسعى لاستقطاب صناع الأفلام العالميين
تحرص المملكة العربية السعودية على تنويع وإثراء التجربة الترفيهية، وذلك تماشياً مع رؤية المملكة 2030، إذ تنظم جهات عدة في المملكة قطاع الترفيه، وتوفر الخيارات والفرص الترفيهية لكافة شرائح المجتمع في كل مناطق المملكة، إضافة إلى تحفيز دور القطاع الخاص في بناء وتنمية نشاطات الترفيه المختلفة، ما يدعم القطاع الاقتصادي للمساهمة في تنويع مصادره والمساهمة في رفع الناتج المحلي الإجمالي ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة ورفع نسبة الاستثمارات الأجنبية المباشرة لتوليد الوظائف في قطاع الترفيه، وخاصة السينما ومجال صناعة الأفلام بعد انفتاح عدد من دور السينما حديثاً في المملكة.
وأفادت وكالة “بلومبيرغ” الأميركية بأن السعودية تعمل على استقطاب الأجانب ذوي الخبرة، من بينهم صناع الأفلام في هوليوود، لرعاية المواهب المحلية.
وقدمت السعودية حوافز سخية لجذب هوليوود وصناع الأفلام الدوليين الآخرين، بما في ذلك خصم نقدي بنسبة 40 بالمئة. كما أطلقت الصندوق السعودي للأفلام بقيمة 100 مليون دولار في فبراير الماضي، لتعزيز التعاون مع الاستوديوهات العالمية، وفقا لـ”بلومبيرغ”.
وكان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، رفع الحظر على دور السينما عام 2018 كخطوة أولى لتحريك صناعة السينما في البلاد ومحاولة تحويلها إلى مركز سينمائي في الشرق الأوسط.
وبحسب “بلومبيرغ”، تأمل السعودية في ترسيخ جذور صناعتها الخاصة، بما يعكس قيمها وتقاليدها ويساعد في تعزيز المجتمع، حيث يمكن للمواطنين متابعة شغفهم الإبداعي.
وأضافت أن نجاح المملكة والتحدي الأكبر الذي تواجهه الآن، يعتمد على قدرتها على استقطاب الأجانب ذوي الخبرة القادرين على رعاية المواهب المحلية وإظهار كيفية توسيع الصناعة، مشيرة إلى الاستوديو السينمائي الحديث الذي شيدته السعودية على مشارف العلا شمال غربي البلاد، والمقرر افتتاحه خلال وقت لاحق من هذا العام.
أفلام عالمية
وعلى رغم حداثة عهد البلاد في هذا القطاع فإن أرضه شهدت تصوير عدد من الأفلام العالمية في أماكن ضاربة في عتاقة التاريخ، كمدينة العلا المدرجة آثارها ضمن قائمة مواقع التراث العالمي “اليونيسكو”.
وكشفت المديرة التنفيذية لوكالة “فيلم العلا” شارلين جونز عن أن ثمة توجهاً للهيئة الملكية لمحافظة العلا إلى استقطاب كبرى شركات الإنتاج العالمية للتصوير في أراضيها، وفي الحوار الذي أجرته اللندنية “الشرق الأوسط” تقول جونز التي تترأس الوكالة منذ أن أسست عام 2020 “سيتم افتتاح منشأة إنتاج عالمية تقدم خدمات متكاملة، وتشمل موقع تصوير تبلغ مساحته 30 ألف متر مربع”.
والعلا التي صارت وجهة لتصوير الأفلام السينمائية شهدت عرضاً حصرياً لفيلم “قندهار”، وهو أول فيلم أميركي بإنتاج ضخم تم تصويره بالكامل في المدينة، وهو من بطولة الممثل الاسكتلندي جيرارد بتلر الذي يلعب دور العميل السري توم هاريس، ومن إخراج ريك رومان ووه. وحضر العرض الأولي الممثل البوليوودي علي فضل أحد النجوم الرئيسين في الفيلم.
حول هذا التوجه العالمي للسينما السعودية يقول مدير قطاع الصناعات الإعلامية والترفيه والثقافة في نيوم، واين بورغ: “نقدم في نيوم خدمات على مستوى عالمي للمنتجين تتنوع بين مرافق مجهزة بأحدث التقنيات، وطواقم محترفة، ومواقع تصوير طبيعية مميزة”؛ مشيرًا إلى أن نيوم تقدم حوافز تنافسية للاسترداد المالي للإنتاج على مستوى العالم، تصل إلى أكثر من 40%. نفخر برؤية الإقبال المتنامي لقطاع الإنتاج التلفزيوني والسينمائي العالمي على التصوير في أستوديوهات نيوم، التي تملك قدرات متطورة تلبي الاحتياجات الكبيرة والمتنامية للمحتوى الفني عالي الجودة. كما أن تأمين إنتاج فيلم مثل (ريفرمان)؛ يعزز مكانتنا كمركز إنتاج سينمائي متكامل الخدمات ورائد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.
هذا في الوقت الذي قامت فيه “نيوم” خلال أقل من عامين بدعم 30 إنتاجًا سينمائيًّا وعملًا تلفزيونيًّا، بما في ذلك: فيلم “Desert Warrior” لروبرت وايت، بطولة أنتوني ماكي والسير بن كينغسلي.. وفيلم “دنكي” من إخراج راجكومار هيراني وبطولة شاروخان.. وبرنامج تلفزيون الواقع “Million Dollar Island”.. بالإضافة إلى العرض التلفزيوني ذي الميزانية الأكبر في المنطقة “Rise of The Witches”.
ونقلت “بلومبيرغ” عن ستيوارت ساذرلاند، الرئيس التنفيذي لشركة “سلتيك أرابيا”، التي شاركت في الإنتاج السعودي لفيلم “قندهار” لعام 2023، قوله: “تركز الدولة على بناء قاعدة من صانعي الأفلام المحليين، لكن يجب تعزيز ذلك من خلال وجود صناعة دولية قوية تأتي للتصوير هناك”.
وأضاف: “نقل المعرفة مهم بشكل لا يُحصى”.
وفيلم “قندهار”، الذي أنتجته شركة “Thunder Road Films” ومقرها كاليفورنيا، هو واحد من عدد قليل من الإنتاجات الهوليودية الكبرى التي تم تصويرها في السعودية خلال السنوات الأخيرة.
ومع ذلك، يتعين على فرق الإنتاج الأجنبية أيضا أن تتنقل بين القيود الثقافية والسياسية في السعودية، والتي تتعارض أحيانا مع جهود ولي العهد لفتح البلاد اجتماعيا بشكل أكبر، وفق “بلومبيرغ”، إذ يجب أن توافق السلطات على نصوص الأفلام.
وفي وقت سابق من هذا العام، حكم على المنتج عبدالعزيز المزيني، وهو مواطن أميركي من أصل سعودي بالسجن لمدة 13 عاما والمنع من السفر بعد إدانته بتهم تتعلق بالتطرف.
وقدمت السعودية حوافز سخية لجذب هوليوود وصناع الأفلام الدوليين الآخرين، بما في ذلك خصم نقدي بنسبة 40 بالمئة. كما أطلقت الصندوق السعودي للأفلام بقيمة 100 مليون دولار في فبراير الماضي، لتعزيز التعاون مع الاستوديوهات العالمية، وفقا لـ”بلومبيرغ”.
وكان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، رفع الحظر على دور السينما عام 2018 كخطوة أولى لتحريك صناعة السينما في البلاد ومحاولة تحويلها إلى مركز سينمائي في الشرق الأوسط.
وبحسب “بلومبيرغ”، تأمل السعودية في ترسيخ جذور صناعتها الخاصة، بما يعكس قيمها وتقاليدها ويساعد في تعزيز المجتمع، حيث يمكن للمواطنين متابعة شغفهم الإبداعي.
وأضافت أن نجاح المملكة والتحدي الأكبر الذي تواجهه الآن، يعتمد على قدرتها على استقطاب الأجانب ذوي الخبرة القادرين على رعاية المواهب المحلية وإظهار كيفية توسيع الصناعة، مشيرة إلى الاستوديو السينمائي الحديث الذي شيدته السعودية على مشارف العلا شمال غربي البلاد، والمقرر افتتاحه خلال وقت لاحق من هذا العام.