إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

الوعي والشقاء

خالد بركات

بحالة الشقاء والقلق والتوتر واللا وعي التي نعيشها، وقبل أن نفقد وعينا الكامل.. نسأل هل الوعي مرادف للشقاء؟!

لربما هذا السؤال يراودنا ونحتار بالجواب؛ فجمعت آراء قلة قليلة من المفكرين والأدباء:

 – دوستويفسكي: “أقسم لكم بأغلظ الأيمان أن شدة الإدراك مرض”

ـ ‏المتنبي: “ذو العقل يشقى في النعيم بعقله..  وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم “

– ‏كافكا: “إذا كان هناك ما هو أشد خطورة من الإفراط في المخدرات فمن دون شك

 هو الإفراط في الوعي”.

– ابن خلدون في مقدمته: “اشتهر بين الناس أن الكامل في المعرفة محروم من الحظ

 وأنه قد حوسب بما رزق من المعرفة، واقتطع له ذلك من الحظ”.

– وأجاد “سارتر” وصف المثقف “بالضمير الشقي”،  حيث رأى بأن المثقف هو الشخص الذي يقوم بمهامٍ لم يكلفه بها أحد.. من منطلق شفقة سارتر هنا لا السخرية!.

قال كمال جنبلاط: “إنَّ الإنسان لكي يستطيع أن يعطي يجب أن يتّصف ويحدّد بالوعي وبالحرّية والمعرفة، أمام الوعي الأزلي تفقد الكلمة معناها”.

 الوعي والحريّة شيء واحد، الوعي لا ينقص ولا يزيد، وإنَّما مضمون الوعي هو الذي يتغيّر..

العـبــرة: ‏اختلف الأدباء والفلاسفة، واختلفت الأزمنة، لكن اجتمعوا على الرأي نفسه حول الوعي والشقاء.

نعم.. يمكن أن نكون أقوياء بالوعي والمعرفة.. ولكننا لا نصبح بشرًا إلا بالشقاء والرحمة.

والناس هلكى إلا العالمون، والعالمون هلكى إلا العاملون، والعاملون هلكى إلا المخلصون.

اللهم نرجوك اجعلنا من عبادك المخلَصين.. الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون.

اللّهم اجعلنا من الذين اطمأَنّت قلوبُهم بذِكرِك، وانشَرحَت صدورُهم برحمتِك، وأُضيئت دروبُهم بهدايتِك، واستَجبتَ لِـدُعائِهم، وعفَوتَ عنهم، وارزقنا الوعي والمعرفة برحمتك ودون شقاء.

 رسالة من عبد الله لعبد الله

بقلم/ أ. خالد بركات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى