– يبلغ طول أحمد 180 سم، بينما وزن محمد 180 رطلا.
– يستغرق (ربيع) نصف ساعة للوصول من بيته إلى مكتبه في سيارته، بينما يقطع (علي) نفس المسافة في 45 دقيقة على دراجته.
– أظهرت إحصائيات منظمة (غالوب) أن 16 في المائة من سكان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يعيشون على 1.25 دولار أو أقل في اليوم، بينما يعيش 28 في المائة من سكان المنطقة ذاتها على دولارين أو أقل في اليوم.
ومن جهة أخرى، لا يتجاوز عدد السكان الذين يعيشون على 1.25 دولار في اليوم نسبة 1 في المائة في المناطق المتقدمة اقتصاديا مثل أستراليا، نيوزيلندا، الولايات المتحدة، كندا وأوروبا – باستثناء منطقة البلقان.
المنهج المقارن:
المنهج المقارن لغة: هو المقايسة بين ظاهرتين أو أكثر ويتم ذلك بمعرفة أوجه الشبه وأوجه الاختلاف.
المنهج المقارن اصطلاحًا: هو عملية عقلية تتم بتحديد أوجه الشبه وأوجه الاختلاف بين حادثتين اجتماعيتين أو أكثر تستطيع من خلالها الحصول على معارف أدق وأوقات نميز بها موضوع الدراسة أو الحادثة في مجال المقارنة والتصنيف، يقول دور كايم “المقارنة هي الأداة المثلى للطريقة الاجتماعية” وهذه الحادثة محددة بزمانها ومكانها وتاريخها، ويمكن أن تكون كيفية قابلة للتحليل أو كمية لتحويلها إلى كم قابل للحساب، وتكمن أهميتها في تمييز موضوع البحث عن الموضوعات الأخرى وهنا تبدأ معرفتنا له.
أي أنه لا يمكن مقارنة ظاهرتين أو حالتين متناقضتين، وذلك بالاعتماد على الظروف المؤثرة عليهما والتي تسمى بالمتغيّرات، ولكي تكون نتائج المنهج المقارن صحيحة يجب أن تعتمد على عدة عمليات ذهنية مع أهمية تحليل الظاهرة ووصفها ووضعها في سياقها العام. ( موقع إعداد رسائل الماجستير والدكتوراه).
– يحاول البعض سواء في المجالس، أو في الكتابة، أو في الوعظ والإرشاد المقارنة بين زمنين مختلفين، أو شخصيات من الزمن الماضي والزمن الحاضر، أو حالات اجتماعية مثل الغنى والفقر، أو التعليم في دولتين مختلفتين: سياسيًّا، واجتماعيًّا، واقتصاديًّا، وعدد السكان، والموارد المالية.
أنـواع المقارنات:
المقارنة الاعتيادية: تكون هذه المقارنة بين ظاهرتين اجتماعيتين أو أكثر، ولكن تكون أوجه التشابه بينهما أكثر من أوجه الاختلاف، مثل دراسة أوجه الاختلاف بين تنفيذ القرارات الإدارية في القضاء ووقف تنفيذ القرارات القضائية.
المقارنة الداخلية: تكون المقارنة الداخلية بدراسة حالة أو ظاهرة واحدة فقط، مثل مقارنة العقد الإداري بين القانون الفرنسي والقانون الجزائري.
المقارنة الخارجية: يقارن هذا النوع عدة ظواهر اجتماعية مع بعضها البعض، مثل مقارنة نظامين قضائيين أو حالتين اجتماعيتين مختلفتين.
المقارنة العرضية: تكون بمقارنة ظاهرة اجتماعية واحدة، ولكن في أكثر من مجتمع أو منطقة جغرافية أو على فترات زمنية مختلفة.
المقارنة الطولية: يكون هذا النوع بمقارنة ظاهرة اجتماعية واحدة في مجتمع واحد، ولكن خلال فترة زمنية طويلة، ويكون الهدف من هذا النوع دراسة تطور الظاهرة أو التغيير الذي طرأ عليها خلال الزمن. (موقع باحثين)
– إن الثلاثة أمثلة الأولى: بدءًا من الوزن والطول، والسيارة والدراجة، والفقر في أفريقيا وبعض دول آسيا تفتقر إلى عوامل علمية تجعل من المقارنة مقبولة ومنطقية.
في المثال الأول: كان يتوجب مقارنة الطول بالطول لا الطول بالوزن، وفي الثانية مقارنة سيارة بسيارة لا سيارة بدراجة، والأخير تقرير المنظمة نفسها يعترف أن الدول (المتقدمة اقتصاديا) تقل فيها نسبة الفقر عن بعض دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
المثال الثاني: لو قارنت سيارتين من ماركة معينة أو مختلفة ولنفترض مرسيدس مع مرسيدس مع اختلاف سنة الصنع، أو سيارة كورية الصنع مع أخرى أمريكية لكان هناك شيء من المنطقية فالسيارتين تستخدمان الوقود ولهما محركان يعملان بطاقة معينة وغيرها من المكملات الميكانيكية والكهربائية، لكن مقارنة السيارة بالدراجة يشبه مقارنة التفاح بالبرتقال كما يقول إخواننا -في الإنسانية- الإنجليز.
هناك عوامل مؤثرة على نتائج البحث المقارن ومنها:
الصلاحية الخارجية: تعني الصلاحية الخارجية إمكانية تعميم نتائج البحث على مجتمع الدراسة.
اختيار متغيرات البحث: متغيرات الدراسة عوامل مهمة وأساسية في البحث العلمي، وقد تؤثر على صلاحية الدراسة المقارنة وصحتها، فاختيار المتغيرات التابعة والمستقلة يجب أن يكون بعناية لأنه يؤثر على سؤال البحث والفرضية وتصميم الدراسة ككل، وعلى النتائج في النهاية.
حجم العينة: حجم العينة عنصر أساسي ومهم، ويؤثر على صدق الدراسة ونتائجها، ولهذا يجب أن يولي الباحث أهمية كبيرة عند اختيار عينة البحث، من ناحية عددها ونوعها، ليضمن أنها مناسبة وستعطيه نتائج حيادية وموضوعية.
مصادر التحيّز: مثل اختيار الباحث لعينة دون غيرها للحصول على نتائج يريدها وهو من أنواع التحيز المقصود، أو قد يحدث التحيّز بغير قصد الباحث والذي ينشأ عن الاختلافات الموجودة بين مجموعات عينة الدراسة، أو مدى استجابة أفراد من العينة دون غيرهم للإجابة على أسئلة الباحث.
عوامل الإرباك: قد يواجه الباحث بعض المواقف والعوامل المربكة التي تؤثر على نتائج دراسته، فمثلًا في دراسة عن اعتماد نظام معين لطلب الدواء وتأثيره على انخفاض تكاليف الدواء نفسه، قد يواجه الباحث عوامل إرباك مثل شدة المرض وحاجة المريض لجرعة معينة، أو سياسة المستشفيات في وصف الأدوية لمرضاها، فكل ذلك سيؤثر على النتائج التي سيصل لها الباحث، ويتخلص الباحث من هذه المشكلة من خلال تقسيم عينته لمجموعات أصغر مبنية على عامل الإرباك الذي ظهر له، مثل شدة المرض. (موقع باحثين)
أعود للعنوان: (قارون وإيلون ماسك) والمقارنة بينهما على مستوى الغنى. قبل أن أكتب عن ذلك تذكرت أن في الفلسفة يفسر الغنى والفقر على أنهما مفهومان نسبيان بمعنى لو كان دخل محمد الشهري ألف ريال، بينما دخل أحمد 700 ريال، فمحمد أغنى من أحمد بثلاثمئة ريال، وأحمد أفقر من محمد بثلاثمئة ريال.
لو أردنا مقارنة ثروة قارون بثروة ماسك لن نستطيع تقدير حجم ثروة الأول لأننا لا نملك معلومات كافية غير الآية التي وردت في القرآن أن مفاتيح خزائنه تتعب من يحملها، لكن ما نوع تلك الثروة هل كانت ذهبا أو فضة أو غيرها من المعادن؟ لا أدري!
ولو كان قارون في هذا الزمن هل يحتاج إلى مفاتيح وخزائن وعصبة من الرجال ليحملوها، وهناك بنوك يضع فيها ثرواته فيسهل عليه مراقبتها والتصرف فيها!.
هناك من يقارن بين عهد من عهود الدولة العربية/ الإسلامية وبين زمننا الحاضر وهنا مثلما في مثال قارون وإيلون ماسك يقع المتحدثون والكتاب والباحثون في التحيز والمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. تلك الدول والعهود لم تكن دولا بالمفهوم السياسي الحديث فلم يكن هناك وزارات ولا وزراء، ولم يكن هناك مصادر دخل مثل الآن لكثير من الدول من معادن وصناعات، بل كانت تعتمد على الحروب والمعارك والغنائم أو الخراج، أو الاستيلاء على ممالك أخرى. لعل في التاريخ الحديث شاهد على سيطرة أوروبا على أفريقيا السوداء واستغلال ثرواتها الباطنة.
يتوجب عند المقارنة أن تكون علمية وعقلانية ومنطقية وتخضع للمعايير السابقة إن لم يكن كلها فأغلبها، وإلا ستكون حديث مجالس تتحكم فيه الأهواء والأمزجة ولا يقدم للمجتمع شيئًا ذا قيمة.
بقلم/ علي عويض الأزوري