الكاتب عبده الزراع .. أدب الطفل بالعالم العربي يمرّ بأزهى عصوره
قال الكاتب المصري المتخصص في أدب الطفل عبده الزراع، إن أدب الطفل العربي «يمر بأزهي عصوره مقارنة بما مضى، حيث عاني كُتّاب الأطفال لسنوات طويلة من الإهمال والتهميش واقتصار الاهتمام على من يكتبون أدباً موجهاً للكبار».
وأضاف الزراع أن هذه النظرة تغيرت اليوم «وأصبح كُتّاب الأطفال هم الأكثر رواجاً وشهرة، وصار يُنظر لأدب الطفل على أنه الأدب الذي يسهم في تنشئة الأجيال».
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية
وأرجع الزراع النهضة التي يشهدها حقل أدب الطفل ببلدان العالم العربي، إلى «انتباه الحكومات أخيراً لقيمة وأهمية أدب الطفل في تربية وتعليم وتثقيف الأطفال العرب بشكل صحيح، وإدراك قيمة تحريك عقول وأخيلة الصغار وجعلهم يسبحون في عوالم خيالية لتوسيع مداركهم وتغذية وجداناتهم بالفن والأدب الذي يرقق المشاعر ويجعلها منفتحة لاستقبال كل ما هو جميل».
وأضاف الزراع أن «المشهد الثقافي والإبداعي العربي يشهد اليوم اهتماماً كبيراً بنشر الكتب الموجهة للأطفال، وذلك من قبل الهيئات الحكومية المعنية بالثقافة أو من خلال النشر الخاص»، إضافة إلى رصد جوائز مادية كُبرى باتت تُنافس الجوائز المخصصة لأدب الكبار، حيث أدى ذلك إلى تغيّر حال كُتّاب الأطفال للأفضل، هذا إلى جانب تخصيص ملتقيات ومهرجانات ومؤتمرات بكثرة في جميع الدول العربية يلتقي فيها المبدعون من شتى ربوع الوطن لخدمة الطفل العربي.
وحول رؤيته لدور المعارض والمؤتمرات والمهرجانات في خدمة أدب الطفل، قال الزراع إن للمعارض والمؤتمرات والمهرجانات دورا كبيرا ورئيسيا في خدمة أدب الطفل والترويج له على المستوي العربي، «ففي المعارض والمهرجانات يتم التعرف على أهم إصدارات كتب الأطفال في الدول الأخري وما وصل إليه كتاب الطفل من مستوى في الطباعة والرسوم والإخراج، وإقامة حفلات توقيع للكتب المهمة وإتاحة فرصة للقاءات المشتركة بين كُتّاب الأطفال وتبادل الرؤى والخبرات فيما بينهم، إضافة إلى الندوات المتخصصة التي تُناقش أهم القضايا الخاصة بأدب الطفل وثقافته.
وعن النهوض بحركة النشر في مجال أدب الطفل، قال الزراع إن حركة النشر الآن مزدهرة في العالم العربي، وإن هناك اهتماماً بالتقنيات المستخدمة في إخراج وطباعة الكتب، وحرصاً على جودة الورق والطباعة والإخراج والألوان والرسوم، وإن كتاب الطفل العربي أصبح لا يقل في جودته عن مثيله بالعالم.
وحول رؤيته لحضور التراث في المؤلفات الموجهة للطفل ومدى أهمية ذلك، قال الزراع إن الكتابة للطفل منذ بدايتها الأولي جاءت متكئة على التراث وأن أهم كتابين نهل منهما كُتّاب الأطفال ببلدان العالم العربي هما ألف ليلة وليلة، وكليلة ودمنة.
وأوضح أن كاتب الأطفال كامل كيلاني استلهم أول قصة كتبها للأطفال في عام 1928 من كتاب ألف ليلة وليلة، وهي قصة السندباد البحري، وأنه على ذلك المنهاج جاءت الكثير من القصص مثل عبدالله البري، وعلاء الدين والمصباح السحري وغيرهما.
ونوّه إلى أن الأجيال التي جاءت بعد الكيلاني من الكُتّاب ظلت تنهل من هذين الكتابين حيث لا يوجد كاتب لم يتخذ من التراث ملهما له.
واعتبر أن التراث “مكون رئيسي ومهم في الهوية الثقافية العربية والإسلامية، لافتا إلى ضرورة أن يُقدم ذلك التراث للأطفال في قالب شائق وممتع خاصة وأن التراث صالح لكل زمان”.