العناد بين الزوجين يزيد البعد والشقاق
إن العلاقة الزوجية علاقة شراكة قائمة على الاحترام والمودة والمرونة، والتنازل والغفران من أحد الأطراف عند حدوث أي مشكلة حتى ولو كانت صغيرة، أما العناد والتصلب في الرأي والجمود وعدم المرونة تُضفي على الأسرة جوًّا خانقاً لا تثمر عن أي شيء سوى استمرارية اشتعال الخلافات، مما ينذر بالاقتراب من الخطر. “سيدتي” التقت استشاري العلاقات الأسرية أماني ثابت؛ لتحدثك عن العناد بين الزوجين وكيف يؤثر علي الحياة الزوجية.
العناد يولد العناد ويزيد البعد والشقاق
تقول استشاري العلاقات الأسرية أماني ثابت : إن نجاح الحياة الزوجية يتطلب قدرًا من التفاهم والتسامح والتجاوز عن الهفوات، والتغاضي عن الأنانية والعناد وتصيد الأخطاء، فالعناد يولد العناد ويزيد البعد والشقاق، ويقضي علي كيان الأسرة، وهو صفة موجودة في الرجل والمرأة، وقد يكون العناد بسبب عدم النضج وانعدام القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ، وهناك من يدير العناد بطريقة صحيحة بالنقاش الصحي، حتى تستمر سفينة الحياة الأسرية، وهناك من يتشبث برأيه فيدفع الحياة الزوجية إلى طريق شائك، والعناد يحول دون الوصول إلى حل يرضي الطرفين، وخصوصاً عندما يكون بشكل مستمر ومتكرر، فيجعل الحياة الزوجية على صفيح ساخن لا تهدأ أبداً لكثرة الخلافات الزوجية والمشاكل، ويعتبر العناد بين الزوجين من مسببات زيادة فترة الخلاف، وقد يصل للانفصال.
أسباب العناد بين الزوجين
تقول أماني ثابت العناد بين الزوجين من أهم أسباب المشاكل الزوجية، لأن كل طرف من الزوجين يتمسك برأيه ولا يتنازل عنه وأسباب العناد كثيرة ومتعددة فقد يكون العناد بسبب عدم قدرة طرف على التكيف مع الشريك نظراً لاختلاف الطباع، فقد يكون العناد صورة من صور التعبير عن رفض الزوجة سلوك زوجها، وعدم إنسجامها معه في حياتهما الزوجية، ولا يعلم الطرفان أن الكثير من المشكلات تحل بالتخلي عن العناد والخصام .
وللعناد بين الزوجين يحدث لعدة أسباب منها :
التمسك بالرأي وعدم وجود مرونة في قبول وجهة نظر الطرف الآخر، بل وعدم الاهتمام به أيضاً، والإصرار الشديد الذي يقتل أي فرصة للتفاهم بين الزوجين.
قد يكون السبب أساليب التربية الخاطئة للزوجين منذ الصغر، عندما يتشبث الطفل برأيه فيبتسم له الوالدان وينفذان ما يريد، مع عدم الاهتمام بعلاجه.
وجود الكثير من المشاحنات بين الزوجين مما يسبب الانفعال الدائم والمستمر والعناد والتصميم على الرأي.
التخوف من الموافقة المستمرة على رأي الطرف الآخر، لذا يلجأ أحد الطرفين للعناد والتعنت من أجل اظهار الشخصية وإثبات الذات.
الرغبة في فرض السيطرة، فقد يلجأ أحد الزوجين إلى العناد والتمسك بالرأي رغبة في فرض السيطرة من البداية، لكي يستسلم الطرف الآخر، ويتنازل عن رأيه ويبقى الحال كما هو عليه للطرف الأقوى المسيطر في كل خلاف يحدث بينهم، لكي يأمر ويُطاع، يعاند ويتمسك برأيه ويتحقق ما يريد.
قد يكون عناد الزوج تقليداً للأب، فالرجل الذي ينشأ ويتربى في بيت يكون فيه الأب متحكماً ومسيطراً بالتالي فيحاول الابن إنتهاج نهج الأب مقلداً نفس سلوكه.
قد يكون سبب العناد عدم التكيف مع الزوجة والشعور باختلاف الطباع فيكون العناد صورة من صور التعبير عن رفض سلوك الزوجة، وعدم الانسجام فى الحياة الزوجية.
تسلط واستبداد الزوجة برأيها واستهتارها الدائم برأي الزوج، والاستهزاء به قد يدفعه إلى طريق العناد.
من أسباب عناد أحد الطرفين، هو عدم ثقته بالطرف الآخر، لذلك يحاول بأقصى كل الطرق إثبات نفسه بالعناد من أجل إثبات الذات.
تأثير العناد على الحياة الزوجية
تقول أماني ثابت إنَّ الحياةَ الزّوجيّةَ تقومُ على التفاعل والتواصل بين شريكين، وإنّ أي إضطرابٍ بين الطرفين قد يُؤثِّرَ سَلباً في العَلاقةِ بينهما، وفي طبيعةِ تفاعلهما وتَواصلهما معاً، فالعناد من أكبر المشاكل التي تعترض الحياة الزوجية، فالعناد والتصلب في الرأي والجمود وعدم المرونة تضفي على الأسرة جوًا كئيباً، وتنشر في البيت مشاحنات وقلاقل مستمرة، وهذا العناد قد يعجل من شعور الشريك بالملل ويهيئ المناخ السلبي، مما ينذر بالاقتراب من الخطر، ولذلك فإن مراعاة كلا الزوجين لطباع الآخر، ومحاولة التكيف والتفاعل مع ما يصعب تغييره أمر يحتمه الوعي والذكاء الزوجي، فالزوج الذي يتفرد برأيه مخطئ، والذي يتخذ القرار غير الصائب لمجرد مخالفة رأي زوجته، وقد تبين له صوابها، بالتأكيد يعتبر رجلاً لا يقدر المصلحة، ويضع كبرياءه في موضعه، ويحقق انتصارات زائفة لا مكان لها إلا في عقله هو دون أحد سواه، كما أنه يفقد مكانته لدى زوجته، وقد يكون العناد من الأمور الإيجابية إن كان الطرف المعاند محقاً، لكن إذا كان العناد يؤدّي إلى هدم المنازل فهو مرفوض.