مشاركة د. محمد عبد الله الأصلعي .. اليوم الوطني 94
قــدّام يـا دار الـعـز قــدّام
بسم الله الذي علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم. والحمد لله الذي وحّد هذا الشعب العظيم، وكل شيء سابق في علمه جلّ جلاله.
في هذا اليوم الوطني العظيم، لن أسترجع الماضي منذ ٩٤ عامًا لهذا البناء الشامخ، ولن أتحدث عن المؤسس -طيب الله ثراه- والملوك الدهاة الذين سطروا المجد وزادوا في بنائه. فقد بنوا الدولة على أساس متين، وحصّنوها بالتمسك بالدين، ووحّدوا الكلمة بردم الهوة بين الحاكم والمحكوم، وجعلوا شعبهم يحبهم ويثق فيهم لما يجده منهم من صدق في القول والعمل. غفر الله لهم، وجعل ما قدموه في موازين حسناتهم، وأدام على بلدي الحبيب عزه وسؤدده.
كلامي اليوم عن ملك همام/ سلمان، ومن مثل سلمان؟ رجل الحكمة والدهاء، رجل الحزم والعزم الذي اعتلى صهوة السلطة في وطن كل ينظر له حسب أهوائه؛ إما قريب وجار حاسد، أو بعيد عن الإسلام ومنبع النور حاقد. ولا يوجد محب في عالمنا اليوم، فالكل متربصون، يبدون من طرف اللسان حلاوة، ويروغون عن الحق كما يروغ الثعلب. ولكنه بحزمه قطع عليهم كل طرق التغلغل والإفساد، وأجهز على خططهم في تطويق البلاد. ثم اختار من له عوين، ولكائدات الحمل قادر، شاب لمع نجمه فوق النجوم، فاختار ولي عهده الأمير الشاب الطموح/ محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء. فكان لفكره أثر، ولقوله صدى، ولعلمه خبر.
مهندس العصر الحديث وباني نهضته، نقل وطننا من ضيق البترول والاقتصاد المقهور الخاضع لتقلبات الأسواق العالمية وتلاعب شركات الغرب بأسعاره، إلى اقتصاد مزدهر متعدد المصادر، معتمد على قدرات بلده الكامنة، ومراهن على شعب طموح كان ينتظر فارس أحلامه لكي ينطلق به إلى المستقبل، حيث يكون لنا فيه السيادة والقيادة لصناعة حلم الأجيال القادمة بأن نكون أمة لها شأن كبير وأثر عظيم.
قد لا يعرف الكثير منا أن برامج الرؤية 2030 كانت بالنسبة للآخرين ضربًا من الخيال، ومشروعًا فاشلًا وبداية النهاية، لأنها أفكار يصعب تحقيقها في الدول المتقدمة نظرًا لاحتياجها إلى جهد جبار، وقائد ملهم، وشعب طموح، وقاعدة صلبة من القوانين والأنظمة والتشريعات التي لم تكن موجودة.
انبرى لها صقر العروبة وعراب الرؤية، فأشرف بنفسه على كل صغيرة وكبيرة، وبذل وقته وجهده، واختار رجاله وتوكل على ربه. فأصبحت مملكتنا الغالية حديث العالم بما حققته من إنجازات ونجاحات، أذكر منها الآتي:
– ثاني دولة من دول العشرين في الحوكمة الإلكترونية، وهذا رفع الشفافية وزاد الثقة.
– شرع التشريعات المساعدة على حماية الاستثمارات، مما زاد من طمأنينة الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
– وطَّنَ الصناعة ودعم الاستثمار فيها.
– دعم محور السياحة وجعله رافدًا من روافد الاقتصاد.
– دعم استراتيجية الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء والزراعة، فأصبحت مملكتنا بستان خير وبركة.
– دعم صناعة الدواء، فأصبحنا روادًا في هذا المجال.
هذا غيض من فيض، وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها.
الحمد لله الذي وهبنا حكامًا طموحهم أن يكون بلدنا قمة طويق.
قدّام يا دار العز قدّام.
بقلم/ د. محمد عبد الله الأصلعي
ماشاء الله تبارك الرحمن
مقال جميل جدا وهذا ماتعودنا عليه من هذه الصحيفة
والفضل لله ثم لهذا الدكتور المبدع الذي مقالاته دائمآ تكون جميله وهادفه
بارك في جهودك أبا عبدالله لقد أبدعت في هذا المقال والوطن يستاهل