مشاركة الشاعر/ حسن محمد الراوي .. اليوم الوطني 94
قُبلة في جبين القِبلة
إليكَ تَهفُو قلوبُ الخلقِ يا وطني
ومِنك يُشرقُ نُورُ الحقّ في الزّمنِ
يا قِبلةَ الكون هذا يومُ وِحدتِنا
كُنّا، ولكنّ هذا السّعد لم يَكُنِ
كُنّا شتاتًا فمدّ (الصقرُ) خافِقهُ
وضمّنا بِحنانٍ دافِقٍ هَتِنِ
مازالِ (عبد العزيز) اليومَ في دَمِنا
ينسابُ بين هِضاب الشّامِ واليمن
إحدَى يديهِ بِها المَرجان ناصعةً
ولُؤلُؤ في اليدِ الأُخرى على السّفُن
وفوق هامتِهِ الشَّماء مصحفهُ
ورايةُ الحقّ نُورٌ في دُجى الإحن
بَنَى على العدل والإحسان دولتَه
وكان سهماً على الأحقاد والفِتن
وخَطّ دستورها من هَدي خالِقهِ
فرفرف الأمنُ في الصحراء والمدن
وسوف تبقى له في كل ثانيةٍ
من عُمْرِنا دعوةٌ في السِرّ والعلن
من كان هديُ إلهِ الكون منهجَهُ
لم يخشَ بأسَ بني الدّنيا ولم يَهُن
يا قِبلة الكون هذا يوم وِحدتِنا
شَدَتْ بلابلُ أفراحي على فَنَني
عيدٌ تُسطرهُ الآمال في كبدي
وبهجةٌ نُقشت في صفحةِ الشّجن
قصيدتي قُبلةٌ خضراءُ يطبعها
ثَغرُ الرّضَا في جبين المجد لِلوطن
يا موطني كيف أُبدِي عشق قافيتي
وَلَسْتُ وَا أسفي بالشاعر اللّسِنِ
فتحتُ عيني فكُنت النُور يا وطناً
شَرِبتُ عِشقك في مهدي مع اللّبن
فما أنا غيرُ جُزءٍ منك تحملني
بكُل عطفٍ وأنت الروح في بدني
وأنت رعشةُ حُبٍّ صادقٍ وُلِدتْ
بيضاء تمتدّ من مهدي إلى كفني
أراكَ في يقظتي شمسًا مُحلقةً
أراك بدرًا من الأحلام في وَسَني
أراك ظِلًّا يبُثّ الأمن في قلقي
أراكَ عَزمًا يشبُّ النّار في وَهَني
أراك في (راية التوحيد) مُؤتلقًا
تُشِعّ ضوءَ هُدىً من وجهها الحسن
يا قبلة الكون غنّتْ كُلّ أورِدتي
ورددتْ شدوها الأنفاس لِلبَدَن
وقامت الرّوح تتلو الشّدوَ قائلةً
سلمتَ من نائباتِ الدّهر يا وطني
سلمتَ من نائباتِ الدّهر يا وطني
بقلم الشاعر/ حسن محمد الراوي