الفنون والإعلامفن و ثقافة

مهرجان فيلم المرأة بسلا يحتفي بالسعدية لديب وداليا البحيري

انطلقت فعاليات الدورة السابعة عشرة من المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، بتكريم اثنتين من المبدعات العربيات هما الممثلة المغربية السعدية لديب والممثلة المصرية داليا البحيري، تقديرا لمسيرة كل واحدة منهما.

والمهرجان الذي تنظمه جمعية أبي رقراق من 23 إلى 28 سبتمبر الجاري يعد فرصة لصانعات الأفلام من مختلف أنحاء العالم لمقاربة القضايا المتعلقة بالسينما وتبادل تجاربهن وخبراتهن ومناقشة قضايا النساء من خلال الإنتاج السينمائي.

وتعد السعدية لديب (1971) واحدة من أبرز الممثلات المغربيات اللواتي تركن بصمة واضحة في عالم الفن منذ ظهورها الأول، إذ نجحت في فرض حضورها لتصبح وجها مألوفا لدى عشاق المسرح والسينما والتلفزيون، بتفردها الفني وأدائها المميز، حيث استطاعت أن تجمع بين قوة التمثيل وعمق الشخصيات التي تقدمها، ما جعلها تنال إعجاب الجمهور والنقاد على حد السواء.

شقت طريقها بثبات وإصرار منذ بداياتها الفنية في التسعينات، وتميزت بقدرتها الفائقة على تجسيد الشخصيات المتنوعة وإيصال الأحاسيس المعقدة بحرفية عالية، ما جعلها محبوبة الجماهير وأحد الأسماء التي تترك بصمتها في كل عمل تشارك فيه، ومع مرور السنين أصبح اسم السعدية مرادفا للإبداع والتألق، وتجسيدها للأدوار المختلفة يعكس نضجا فنيا ومعرفة عميقة بخبايا الشخصيات التي تتقمصها.

تألقت السعدية لديب في مجال الدراما التلفزيونية من خلال تجسيد مجموعة من الشخصيات التي أصبحت مرسومة في ذاكرة المشاهد المغربي، أحد أبرز أعمالها كان دورها في المسلسل الدرامي الشهير “سلمات أبوالبنات” خلال خمسة أجزاء امتدت من 2020 إلى 2024، إذ قدمت السعدية شخصية “لطيفة” في هذا العمل الدرامي الأسري الذي تناول موضوعات اجتماعية حساسة وقصصا إنسانية مليئة بالتحديات، ونجحت في رسم ملامح شخصية الأم المكافحة التي تواجه مصاعب الحياة بشجاعة وحنكة.

ويضاف تكريم الفنانة في مهرجان فيلم المرأة بسلا إلى تكريماتها السابقة في مهرجانين سينمائيين في سيدي قاسم وتطوان.

وقد لفتت لديب الأنظار منذ بداياتها في السينما، سواء إلى جانب راوية أو الراحل محمد بصطاوي، حيث شاركت في أعمال مثل فيلم “كنوز الأطلس” مع محمد أومولود العبازي وفيلم “سبقت رؤيته” مع محمد مفتاح، والذي كان بداية مشوار زوجها المخرج عزيز السالمي.

كما ظهرت في أعمال متعددة أظهرت فيها قدرتها على تجسيد أدوار متنوعة، مثل المرأة المقهورة أو المرأة القوية والمتمردة على المحظورات الاجتماعية، وتميزت بأداء قوي يظهر قدرتها على التعبير من خلال حركات جسدها وتعبير وجهها وكلماتها ونظراتها، ومن بين أفلامها البارزة “قصة وردة” للمخرج مجيد رشيش، و”شفاه الصمت” و”ولد الدرب” للمخرج حسن بنجلون، و”ظل الموت” لمحمد مفتكر، و”ريح البحر” لعبدالحي العراقي، و”بورناوت” لنور الدين لخماري.

ومنحت لجان تحكيم المهرجانات الوطنية السعدية لديب عدة جوائز تقديرا لأدائها، مثل جائزة ثاني دور نسائي عن فيلم “حجاب الحب” وجائزة أحسن تشخيص نسائي مناصفة مع ماجدولين الإدريسي عن فيلم “البراق”.

أما الممثلة المصرية داليا البحيري، ثانية المكرمات في مهرجان سلا، فهي من مواليد 1970، بدأت حياتها بالتتويج بلقب ملكة جمال مصر، ثم مثلت بلدها في مسابقة ملكة جمال العالم، وحصلت على درجة البكالوريوس من كلية السياحة والفنادق، وعملت لفترة كمرشدة سياحية، ثم اتجهت إلى العمل في مجال الإعلام كمقدمة برامج على القناة الفضائية المصرية، وكذلك عملت كعارضة أزياء، ولاحقًا تم اختيارها سفيرة للنوايا الحسنة من أجل محاربة مرض السكتة الدماغية، وهو المنصب الذي عبرت عن فخرها به نظرًا لأهمية دور الفنان في القضايا الإنسانية.

دخلت داليا البحيري عالم الفن في مطلع الألفينات، حيث لعبت أول أدوارها السينمائية في فيلم “علشان ربنا يحبك”، لكنها حققت شهرة واسعة بعد مشاركتها في الفيلم الكوميدي “محامي خلع” إلى جانب الفنان هاني رمزي. منذ ذلك الحين واصلت مشوارها الفني وشاركت في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، حيث تميزت بتقديم أدوار مركبة ومعقدة. وإلى جانب السينما والتلفزيون ظهرت داليا في العديد من البرامج التلفزيونية كضيفة شرف، وكانت لها إطلالات مميزة في عدد من البرامج الحوارية والترفيهية. كما شاركت في دبلجة عدة أعمال رسوم متحركة بصوتها، وهو ما يضيف إلى تنوع مساهماتها الفنية.

ويذكر أن افتتاح مهرجان فيلم المرأة بسلا عرض أيضا بورتريه لرائدة السينما المجرية، مارتا ميسزاروس، تكريما لها، علاوة على مقتطفات من الأفلام المبرمجة في هذه الدورة من المهرجان.

وأكد وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، في كلمة تليت باسمه بهذه المناسبة، أن السينما المغربية تشهد تطورا ملموسا على جميع المستويات، لاسيما من خلال عدد من المشاريع والإنجازات التي تتجسد في حجم ونوعية الإنتاج السينمائي في المغرب، والذي بلغ حوالي 30 عملا في السنة بفضل دعم المركز السينمائي المغربي.

وأشار بنسعيد إلى أن الفيلم المغربي صار يحتل المراتب الأولى في شباك التذاكر ويتميز بحضور ملحوظ في مهرجانات دولية ذائعة الصيت، مشيدا بمشاركة المرأة المغربية المبدعة في مجال السينما وحضورها المتميز في مختلف المسابقات الرسمية الوطنية والدولية.

كما سلط الوزير الضوء على المكانة المتميزة للمرأة في مجال الصناعة السينمائية وكذلك حضورها في مختلف عمليات ومراحل الإنتاج السينمائي، مشيرا إلى أن صناعة السينما المغربية تضم حاليا أكثر من 80 مخرجة و45 مخرجة مساعدة، بالإضافة إلى ثلاث نساء من مستغلي قاعات السينما وثماني موزعات أفلام.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى