مهرجان طرابلس للأفلام يعلن جوائزه ويلغي حفل الاختتام
رغم الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان والمنطقة ككل، انعقدت فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان طرابلس للأفلام، مستقطبة أفلاما من عدة دول عربية وأجنبية، ومؤكدة على رسالة المهرجان الأساسية التي يتبناها منذ تأسيسه، في دعم السينما وصناعها، وفتح آفاق الأمل أمامهم إيمانا بقدرة الفن على التغيير.
طرابلس (لبنان) – اختتمت الأربعاء فعاليات مهرجان طرابلس للأفلام في دورته الحادية عشرة التي استمرت من 19 حتى 25 سبتمبر الجاري، بإعلانه عن المتوجين بجوائزه بينما ألغي الحفل الختامي.
وتنافست الأفلام المشاركة في هذه الدورة على جوائز “الفيلم الروائي الطويل”، و”الفيلم الوثائقي الطويل”، و”الفيلم الدولي القصير”، و”الفيلم العربي القصير”، و”الفيلم اللبناني القصير”، و”فيلم التحريك”.
أفلام متوجة
أعلن المهرجان في بيان له أنه منذ انطلاقة دورته الحالية الحادية عشرة، كانت “رسالتنا واضحة في تعزيز التضامن مع الجنوب وفلسطين المحتلة ودعم صناع السينما، مما يعكس روح التعاون الإنساني والثقافي، ويمثل جزءا مهما من تلاحم المجتمع الفني في منطقتنا الشرق أوسطية”.
وتابع البيان أنه نظرا إلى الظروف الأليمة والمجازر المستمرة في لبنان وفلسطين، فقد قررت اللجنة المنظمة لمهرجان طرابلس للأفلام إلغاء حفل الاختتام الذي يتم خلاله إعلان الأفلام الفائزة وتوزيع الجوائز. وأعلن عن الأفلام الفائزة.
وفق بيان المنظمين فقد نال جائزة أفضل فيلم روائي طويل فيلم “Six Feet Over” لكريم بن صلاح، لجودة مستواه الفني والسرد غير التقليدي، إذ استطاع أن يمرر المشاهد القاسية بدقة شديدة، ويختار مقاربات ذكية لخلق التحول الدرامي للشخصيات، فيلم بمستوى فني مميز.
أما جائزة أحسن فيلم وثائقي فذهبت لفيلم “Thiiird” لكريم قاسم، نظرا إلى حساسيته الفنية وإيقاعه المتميز وطريقة تأمل البشر في الأزمات بطريقة سينمائية عذبة.
وتوج بجائزة أفضل فيلم قصير فيلم “LES CHENILLES” لنويل وميشيل كسرواني، وهو عمل تميز، وفق بيان لجنة التحكيم، باستخدام عدة طبقات تعبيرية تعكس أسلوبا قصصيا جذابا لتحقيق سرد سينمائي ملفت تتحول فيه وسائل اضطهاد المرأة إلى أدوات لتحريرها، وحيث قوة الرابطة الإنسانية والإحساس بالآخر يجمعان الأفراد.
وذهبت جائزة أفضل فيلم تحريك لفيلم “TOUCHED” لرنا رشيد، ففي فترة قصيرة، تتناول المخرجة موضوعا أساسيا ومهما يُحكى عنه كثيرا، لكنها تنجح في تقديمه بطريقة فريدة ومبتكرة. يجعلك الفيلم تتساءل عن حياتك وحياة الناس من حولك، وحتى عن حياة الأشياء التي نتعامل معها كل يوم. فيلم يجذبك ويبقيك تحت تأثيره لفترة بعد انتهاء عرضه بفضل لمسته الصادقة والمميزة.
وكانت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم الطويل من نصيب فيلم “GOODBYE JULIA” لمحمد كردفاني. وهو قصة سينمائية عصرية، يتقاطع فيها الهم الخاص مع العام بعذوبة، وفنية عالية.
هذه الدورة من المهرجان تحمل رسالة أمل وصمود رغم الظروف وتعكس الحقيقة الصعبة التي يعيشها لبنان وفلسطين
أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم القصير، فذهبت لفيلم “AMPLIFIED” لدينا ناصر، في عملها تتعمق بوتيرة تصاعدية في العالم الصامت للشخصية الرئيسية في الفيلم وترفض أن تتحول إلى ضحية عند تعرضها للتحرش، ومعالجة هذا الموضوع الحساس من خلال سرد قصصي متناغم وتصميم صوت قوي.
ولم تستطع لجان التحكيم التجاوز عن أربعة أفلام طويلة وقصيرة استحقت التنويه الخاص من قبلها وهي: عن فئة الأفلام الطويلة تنويه خاص من لجنة التحكيم لفيلم “The Needle” لعبدالحميد بوشناق، وفيلم “The tedious tour of M” لهند بكر.
أما بالنسبة إلى فئة الفيلم القصير فقد قررت لجنة التحكيم أن تمنح تنويها خاصا لفيلمين قصيرين قاما بأسر القلوب، فهما يشتركان في حس فكاهي راق وممثلين متميزين وقدر كبير من الفانتازيا بينما يتناولان بأسلوب رقيق وراقٍ مواضيع أعمق بكثير. أحدهما يعالج سينمائيا موقفا غير عادي بعبثية جذابة، بينما الآخر يتناول حياة شخصين والحب الذي تولد بينهما بسحر وهو إنجاز خاص لمخرج شاب يدخل الساحة السينمائية اللبنانية كصوت جديد. والفيلمان هما “AN ALBUM OF VOWS” لإيليو طربيه، و”ABEAUTIFUL EXCUSE FOR A DEADLY SIN” لهاشم شرف.
أما جوائز “منصة دعم الفيلم العربي القصير فقد جاءت على النحو التالي: جائزة 3 آلاف دولار نقدا مقدمة من “مهرجان طرابلس للأفلام” لفيلم “TWO BIRDS ONE STONE” لشيرين كرم، جائزة 1500 يورو نقدا، مقدمة من “SPECIAL TOUCH STUDIOS“(فرنسا)، لفيلم “MAHOGANY” لإيلي نجيم، جائزة ألف دولار نقدا، مقدمة من “DIGITISED” (مصر)، لفيلم “JAUNDICE” لشريف البنداري، جائزة “DCP Creation & Press Kit“مقدمة من شركة “CMS” (الإمارات) ،لفيلم MAHOGANY“” لـ”إيلي نجيم”.
شهد المهرجان في دورته لهذا العام مشاركة 50 فيلما من 20 بلدا عربيا وأجنبيا، عرضت أمام الجمهور اللبناني، مؤكدة على جهود المهرجان في الاستمرار رغم الأوضاع الاقتصادية والسياسية الحرجة. واختار منظمو المهرجان، الذي تحتضنه مدينة طرابلس اللبنانية، أن تركز الأفلام المشاركة على المواضيع الإنسانية، خاصة التي تحمل رسائل الأمل والتشبث بالحياة والتغلب على الصعوبات والتحديات.
وفي بيان صحفي سابق قال مدير المهرجان إلياس خلاط إن “مهرجان طرابلس للأفلام يعد منبرا للتضامن مع الإبداع وتعزيز الفن السابع، ونشر قيم الثقافة، مؤكدا أهمية استمرار إقامة الفعاليات الفنية والسينمائية في كل الظروف، باعتبار أن الفن ينتصر بكل حالاته للحياة، وأن المخرجين يعملون على إيصال رسائلهم بشكل واقعي وحقيقي وجذاب، على الرغم من كل التحديات التي يواجهونها، لاسيما في ما يتعلق بتحديد مواعيد إقامة هذه المهرجانات في معظم الأحيان، بسبب الظروف السياسية المحيطة بالمنطقة”.
وعن استمرار المهرجان رغم الأوضاع السياسية الحرجة في كل من الجنوب اللبناني وفلسطين، أوضح منظمو المهرجان أن “أفلامنا تحمل رسالة أمل وصمود تعكس الحقيقة الصعبة التي يعيشها لبنان وفلسطين”. وأشار المنظمون إلى أن “تعزيز التضامن ودعم صناع السينما يعكسان روح التعاون الإنساني والثقافي الذي يمثل جزءا مهما من تلاحم المجتمع الفني في منطقتنا الشرق أوسطية. لذلك نعبر عن تضامننا ودعمنا الكامليْن لصناع الأفلام في الجنوب وما بعد الجنوب – فلسطين المحتلة، ونقدر التحديات التي يواجهونها ونثمن جهودهم الكبيرة في تقديم الفن والابتكار رغم الظروف الصعبة”.
وتابعوا “نؤيد بشدة استمرار تنظيم وإقامة المهرجانات السينمائية في المنطقة التي تعمل بإخلاص واجتهاد على تقديم الأعمال الفنية”، موجهين التحية “إلى كل من يسهم في صناعة سينما عربية في ظل هذه الأحداث”.
ووفق بيان المنظمين السابق فإنهم مع مساندة الفن السينمائي إذ يقولون “نحن نؤمن بأن التعبير الفني له دور أساسي في تحريرنا من كل أنواع القمع الذي نرفضه بكل أشكاله الرسمية وغير الرسمية، ونطالب بتحرير الثقافة والفن في طرابلس من كافة أشكال الإلغاء والتجاذبات السياسية، وندعو العاملين والعاملات في هذا القطاع، مؤسسات وأفرادا، إلى العمل معا لخلق بنية تحتية تمكننا من التضامن في وجه محاولات إلغاء التنوع في مدينتنا، لتكون المساحات الثقافية في طرابلس مساحات آمنة للحوار وتقبل الآخر، إذ أننا جميعا، بكل اختلافاتنا، نشكل نسيج هذه المدينة”.