أسباب سلوكيات الطفل المشاغب في الفصل
تعد سنوات الدراسة من المراحل المهمة في حياة الأطفال، خاصة المراحل الأولى منها؛ حيث يبدأون في اكتساب المهارات الاجتماعية والتعليمية، ومع ذلك قد يظهر بعض السلوكيات المزعجة التي يمكن أن تثير القلق أو الإحباط لدى الأهل؛ حيث يصعب على كل ولي أمر أن يُقال له: طفلك يسبب الإزعاج أثناء وقت الحصة، ويتم تصنيفه على أنه “طفل مشاغب، مزعج”، بينما قد لا يكون هذا هو السبب، بل هناك شيء آخر يسبب التشتيت.
في هذا التقرير نتناول بعض سلوكيات الطفل المشاغب في الفصل الدراسي، ونتعرف إلى أسبابها، وتأثيراتها، بالإضافة إلى استراتيجيات فعالة للتعامل معها، اللقاء والدكتور محمود الباهي أستاذ التربية بالجامعة للشرح والتوضيح.
سلوكيات الطفل المشاغب في الفصل
التحدث:
التحدث مع الطلاب الآخرين أثناء حديث المعلم، ما يسبب إزعاجاً وتعطيلاً لسير العمل في الفصل الدراسي.
الوصول متأخراً بانتظام:
ويحدث ذلك في كثير من الأحيان؛ ما يعني احتياج المعلم إلى إيقاف الشرح مؤقتاً بالفصل.
إحداث الضوضاء:
وهو أكثر شيوعاً بين الأطفال في سن المرحلة الابتدائية، ولكنه مزعج للغاية في أي فصل دراسي.
الأجهزة الإليكترونية:
يحمل العديد من الأطفال هواتف محمولة أو أجهزة إلكترونية أخرى في الفصول الدراسية اليوم، واستخدامها في الفصول الدراسية عندما لا تكون هناك حاجة إليها يعد سلوكاً مزعجاً.
وهناك العديد من السلوكيات التي تعتبر مزعجة لبيئة التدريس؛ ومن بين الحالات الشائعة الأخرى تمرير الملاحظات، والنوم، والأكل، والغش، وقراءة مواد غير مناسبة.
الأسباب الشائعة وراء سلوك الطفل المشاغب
إذا كان طفلك يشعر بالملل في الفصل الدراسي؛ فقد يكون السبب أنه غير مهتم بأسلوب التدريس أو الموضوع، أو أنه على علم بالفعل بالمفهوم الذي يتم تدريسه، ولا يرغب في تكرار الشيء نفسه مرة أخرى.
وقد يكون السبب هو الارتباك، وهذا يحدث عندما لا يفهم الطفل التفسيرات أو العروض التوضيحية التي يقدمها المعلم، ولا يعرف ما هو المتوقع منه بعد ذلك.
يمكن للأهل التعامل مع الارتباك، بالتحدث إلى المعلم حول مستوى الطفل؛ وعلى المعلم تقديم التوجيه بشأن أي سوء فهم لدى الطفل حول أي موضوع تعلمه في الفصل الدراسي.
مشاعر الانزعاج أو الاستياء من جانب الطفل لما يحدث بالفصل -وهي أقل شيوعاً- ولكن عندما تحدث فإنها تجعل الطفل مزعجاً أو انطوائياً بشكل متزايد، ويفضل عدم مشاركة آرائه أو أفكاره.
كما يحدث هذا عادةً بسبب إدراكهم أن المعلم لديه “مفضلين” في الفصل الدراسي، وبالتالي يشعرون أنه لا يُطلب منهم إبداء آرائهم ولا يتم تقدير أفكارهم.
وهناك أسباب أخرى للطفل المزعج أو المنزعج، وترجع لقضاياه الشخصية مثل: القلق والاكتئاب واضطرابات الأكل وغيرها من المشاكل العاطفية، أو مشاكل التعلم أو السلوك.
السلوكيات المزعجة الأكثر شيوعاً
العناد: قد يُظهر الطفل مقاومة للتوجيهات أو التعليمات؛ مما يمكن أن يؤدي إلى صراعات مع الأهل والمعلمين.
الكذب: بعض الأطفال يميلون إلى الكذب لأسباب مختلفة، مثل تجنب العقاب أو للحصول على شيء يرغبون فيه.
التشتت وعدم التركيز في الصف: قد يجد بعض الأطفال صعوبة في التركيز على المعلم أو على المهمة الموكلة إليهم.
التصرفات العدوانية: يمكن أن تتضمن هذه التصرفات الضرب، الدفع، أو استخدام كلمات جارحة تجاه زملائهم.
التقليد السيئ: قد يتبنى الطفل سلوكيات غير مقبولة من أقرانه؛ مثل إطلاق الشتائم أو القيام بتصرفات غير لائقة.
أسباب افتقاد الطفل للتركيز.. وطرق لتدريبه قبل وأثناء الدراسة
أسباب أخرى وراء السلوكيات المزعجة
الضغط النفسي؛ إذ يمكن أن يشعر الأطفال بالضغط من المدرسة أو الأصدقاء؛ مما يدفعهم إلى التصرف بطرق غير ملائمة.
تأثير الأقران، الأطفال في هذه المرحلة العمرية يميلون إلى تقليد سلوكيات أقرانهم، سواء كانت إيجابية أم سلبية.
تغييرات في البيئة، قد تؤثر التغييرات في الحياة؛ مثل الانتقال إلى مدرسة جديدة أو تغيير في نظام أو علاقات الأسرة، على سلوكيات الطفل بالفصل.
نقص الدعم العاطفي، إذا كان الطفل يشعر بعدم الأمان أو عدم الاهتمام، فقد يلجأ إلى سلوكيات مزعجة لجذب الانتباه.
اضطرابات التعلم، في بعض الحالات، يمكن أن تشير السلوكيات المزعجة إلى وجود مشاكل في التعلم أو التركيز.
تأثير السلوكيات المزعجة على حياة الطفل اليومية
التأثير على العلاقات الاجتماعية؛ حيث إن السلوكيات العدوانية أو غير المقبولة قد تؤدي إلى نفور الأقران أو عزلة الطفل.
تأثيرات أكاديمية، علمياً عدم التركيز أو العناد قد يؤثر على أداء الطفل في المدرسة؛ مما يؤدي إلى انخفاض الدرجات.
القلق والاكتئاب، الأطفال الذين يواجهون صعوبة في التكيف مع بيئتهم المدرسية قد يعانون من مشاعر القلق أو الاكتئاب.
ماذا تعرفين عن علامات الاكتئاب عند الأطفال؟
سبل التعامل مع السلوكيات المزعجة
التواصل الفعال: من المهم أن يتحدث الأهل مع الأطفال عن سلوكياتهم بطريقة هادئة وغير انتقادية، كما يجب أن يشعر الطفل بأن مشاعره مسموعة ومفهومة.
تقديم الدعم العاطفي: يجب أن يتلقى الطفل الدعم من الأهل؛ مما يساعده على الشعور بالأمان والثقة بالنفس، ويتضمن هذا قضاء وقت ممتع معاً أو تشجيعه على التعبير عن مشاعره.
تحديد القواعد: وضع قواعد واضحة للسلوك المقبول في المنزل والمدرسة، وتوضيح العواقب في حال عدم الالتزام بهذه القواعد.
تعليم مهارات حل المشكلات: يمكن تعليم الأطفال كيفية التعامل مع المواقف الصعبة بدلاً من التصرف بطريقة عدوانية أو مفرطة، كالتفكير في الحلول الممكنة أو طلب المساعدة.
تعزيز السلوكيات الإيجابية: يجب تشجيع الأطفال على اتخاذ قرارات جيدة؛ مثل استخدام التعزيز الإيجابي كالثناء أو المكافآت عندما يظهرون سلوكيات إيجابية.
التعاون مع المعلمين: التواصل مع المعلمين يمكن أن يساعد في فهم سلوك الطفل في المدرسة، للتعرف إلى كيفية دعمهم بشكل أفضل، ويتم ذلك بعمل اجتماعات منتظمة لمناقشة تقدم الطفل.
التعامل مع السلوكيات الفردية
تختلف استراتيجيات التعامل مع السلوكيات بناءً على نوع السلوك نفسه:
للتعامل مع العناد: من الأفضل استخدام أسلوب التعاون، حيث يُمكن تقديم خيارات للطفل بدلاً من فرض الأوامر عليه.
للتعامل مع الكذب: يجب التحدث مع الطفل حول أهمية الصدق، وكيف يمكن أن يؤثر الكذب على العلاقات.
للتعامل مع التشتت وعدم التركيز: يمكن تقليل المشتتات في البيئة التعليمية وتقديم فترات استراحة قصيرة لتحسين التركيز.
للتعامل مع حالات العدوانية: يجب تعليم الطفل كيفية التعبير عن مشاعره بطرق غير عدوانية، مثل استخدام الكلمات بدلاً من الأفعال.
أهمية الصبر والاستمرارية
من الضروري أن يكون الأهل صبورين ومتفهمين؛ فالتغيير لا يحدث بين عشية وضحاها، وقد يحتاج الطفل إلى الوقت للتكيف مع القواعد والسلوكيات الجديدة.
من المهم أيضاً أن يتذكر الأهل أنهم قدوة لأبنائهم؛ لذا يجب أن يظهروا السلوكيات الإيجابية التي يرغبون في تعزيزها في أطفالهم.
تعتبر السلوكيات المزعجة في سن المدرسة جزءاً طبيعياً من عملية النمو والتطور، لكن من خلال الفهم الجيد لأسباب هذه السلوكيات.
واستخدام استراتيجيات فعالة للتعامل معها، يمكن للأهل دعم أطفالهم في التغلب على التحديات والمضي قدماً في مسار صحي وإيجابي.
التعلم والتكيف هما عمليتان تستمران مدى الحياة، ويتطلبان الدعم والتوجيه المستمر من الأهل والمربين، لهذا يجب أن تكون هذه المرحلة فرصة لتعزيز القيم الإيجابية وتطوير المهارات الاجتماعية التي ستفيد الأطفال في المستقبل.