حوار مرئي

حوار مع الكاتبة والروائية المبدعة “بوشرى بوشارب” تمزج بين الحلم والواقع في قالب من الجمال ورونق من الخيال.

الألم… حين تفارق من أخذه القدر دون رجعة فتغالب النسيان
والوجع… حين تفارق من أخذته الدنيا حيًا فرحل دون عنوان
لأني تمنيت إهداءه وردة لكن القدر حكم عليها بالإعدام , وهي تنتظر حكم الله بالبراءة لتلامس يده وتهديه السلام
بوشرى بوشارب

قام بإجراء الحوار م .خالد عبد الرحمن
س : هل لكي أن تعرفي القُراء على نفسك ؟
بشرى بوشارب جزائرية المنشأ ابنة مدينة قسنطينة مدينة أحلام مستغانمي، أعمل كمتابع قضائي وإطار بالجمارك وفي نفس الوقت روائية كاتبة أعشق الكتابة والإبحار بين سطوري وحتى سطور كل الروايات، وهكذا فأنا أصنع مزجًا بين عملي وكتاباتي؛ لأخلق بشرى الإنسانة والكاتبة وحتى الموظفة.

س : حدثينا عن بداياتك وبواكير أعمالك، وهل تأثرت بكاتب أو أديب معين، أو روائيين معينين؟
دائمًا يُطرح عليّ هذا السؤال أخي خالد وإجابتي واحدة برغم تأثري بكُتّاب كُثر إلا أن تأثري بعائلتي هو الغالب، عندي مثال اقتدي به والدتي هي الكاتب والقاص والمربي وكل شيء أجمع فيها كل الأحاسيس والمبادئ لأكوّن شخصيات روايتي وأحداثها .
ومع ذلك أنا قارئة لا بأس بها تأثرت كثيرًا بكُتاب وروائيين وتصفحت رواياتهم كالكاتبة الفلسطينية الممتازة فتحية محمود الباتع في روايتها الرائعة “نبتة في البيداء” والغريب بعد كتابتي لروايتي حروف الدم , وهناك كتاب عرب وعالميين كذلك.

س : تعريفك للرواية من وجهة نظرك، وكيف ترينها في أيامنا؟
والله اعتبر أن التكنولوجيا لعبت دورًا مهمًا لإعادة مكانة الرواية لموقعها بين القُراء وفئة الشباب أكثر خاصة أن الرواية من وجهة نظري فن راقي يعتمد على السرد وتفصيل الأحداث لكن بطريقة مفصلة، هي اليوم من أنواع الأدب المهم جدًا والتي تطرح قضايا مختلفة لكن بطريقة ممتعة سردية سواء كانت خيالية أم واقعية لكن تبقى مرآة المجتمع وكذلك من أرقى أنواع الأدب التي تربي القارئ وتدخله لمتاهة التحضر والتعامل الراقي, بطريقة مشوقة.

س : من شجعك على دخول غمار هذا الفن الأدبي الرائع لاسيما في نعومة أظفارك ؟؟
واقع مجتمعنا العربي، التعايش مع ما هو حاصل ومواكبة التطورات لكن بطريقة يكون فيها الإحساس عالي وأعود لأقول عائلتي والوسط الذي نشأت فيه كلها عوامل جعلت مني كاتبة أترجم كل ما يحدث لرواية يَعتبر منها القارئ ويتأثر بها حتى يتفادى ما هو قادم ويحاول التغيير من سلوكه من السلب للإيجاب.

س : كيف كانت رحلتك مع كتابة و نشر روايتك حوريات على حافة الجنة؟ وإلى ماذا ترمز وما هي الفكرة التي تودين توصيلها من روايتك؟
اعتبرها رحلة مميزة لأن المهاجرة والتي هي نفسها حروف الدم فتحت لي والحمد لله آفاق كثيرة لدخول هذا العالم ألا وهو عالم الكتابة والنشر .
حوريات أسرد فيها واقع فتيات جامعيات منهن الريفية, المصاعب التي يواجهنها والمتاعب، طالبات لهن أحلام وآمال لكن هل تتحقق في ظل كل ما يحدث، قصة مشوقة لأبعد الحدود الحمد لله وبكل تواضع والرفعة لله أخذت صدى رائع في أوساط القراء ولم أكن أنتظر كل ردود الأفعال من طرف الشباب خاصة وأنني أسرد واقع الطلاب في مرحلة التسعينات, والمفاجئات التي أحكيها، وبالتالي هل الجنة التي حلمن بها هؤلاء الحوريات هل سيدخلنها أم يبقين خارجًا ينتظرن تحقيقها , وكانت مع دار النخبة المصرية وعرضت بعدة معارض دولية.

س : هل تكتبين نوع معين من الروايات ؟؟ وما هو هذا النوع ؟؟وما هو سر اختيارك لهذا النوع؟
أحبذ وأركز على الرواية الاجتماعية التشويقية , وستبقى منهجي وجدت بشرى الإنسانة والكاتبة فيها كما أنني لاحظت استحسان القراء لهذا النوع بل انبهارهم بالطريقة التي اسرد بها روايتي حيث أنني لا اتركها مملة, واجعل القارئ متلهف للبحث عن الإجابة و النهاية, ناهيك عن العبر والمواعظ التي أريد أن أصل إليها والتي يجب أن يعتبر منها القارئ لكن بطريقة مشوقة للغاية.

س : ما هو رصيدك من الروايات والكتب ؟؟ وما هي الأكثر محببة إلى قلبك ؟؟ وهل ممكن أن تكلمينا عنها بإيجاز ؟
“حروف الدم” و “المهاجرة” و”حوريات على حافة الجنة”، فقط للإعلام فحروف الدم هي نفسها المهاجرة فقط لأنها لاقت نجاحًا مميزًا ارتأت دار النخبة المصرية تغيير العنوان
لكن المحببة لقلبي لا استطيع التمييز فكلاهما رائعتين, الأولى تروي قصة حب بين عراقية وكويتي لكن حرب الخليج تفسد كل الحسابات ويكون انتقام الزوج من الزوجة بأخذ ولدها بعد عشرين سنة يكبر أسامة ويقرر البحث عن والدته, فتكون المفاجئة رواية عربية من كاتبة جزائرية من العيار الثقيل أخذت صدى كبير والحمد لله .
وحوريات كانت رواية من نوع آخر كما ذكرت اسرد فيها واقع مجتمعنا ممكن أنها كانت حكاية جزائرية لكن يمكن إسقاطها ونروي من خلالها واقعًا عربيًا, فأنا انتقلت من العربية للمحلية.

س : هل هناك مشاريع روايات مستقبلية في الأفق القريب ؟؟ وهل تستلهمين رمزية رواياتك من الواقع الجزائري أم العربي أم تطوفين بخلدك نحو الخيال وخلجات النفس ؟
سؤال رائع …حتى الآن أنا بصدد التفكير برواية ثالثة بحول الله ترقى للروايتين السابقتين.
وعلى ما أظن أخي خالد أجبتك على سؤالك من قبل أنني استلهم أفكاري وأحاسيسي من الواقع العربي والدليل رواية المهاجرة التي حيرت كل من تصفحها كما أنني لا أنكر واقعي الجزائري وأمزج بما تترجمه روحي ونفسي فاصنع مزجًا واقعيًا نفسيًا في رواياتي.

س : هل للمرأة العربية ولاسيما الفلسطينية ومشاكلها وهمومها وقضاياها الاجتماعية دور في رواياتك؟
أكيد والدليل أن النسوة صنعن المعجزات في رواياتي لما تكلمت عن المرأة العراقية في المهاجرة كان هدفي حرب الخليج وما صنعته الحرب بمجتمعاتنا وما يحدث الآن لكن الطامة كانت بين دولتين شقيقتين , وكذلك حوريات حتى أظهر دور هذه الأنثى في صنع المعجزات كنت منصفة بينها وبين الرجل، لكن ومع ذلك تبقى للأنثى بصمتها والتي لا نستطيع إنكارها وبطلات رواياتي خير دليل على ذلك.

س : ما هو رائج من قصة و شعر ورواية يعبر عن الإنسان العربي و أزماته و صراعه مع ضغوط الحياة ومع ذاته ؟ س : أيهما أكثر قدرة على التعبير و التواصل مع القارئ ، الرواية أم القصة القصيرة ، وهل يجب أن نعلن انتهاء زمن القصة القصيرة ؟
من وجهة نظري كقارئة فالرواية تأخذ حصة الأسد لأنها فن فرض نفسه من خلال أقلام الكُتّاب، لست أنكر دور القصة والشعر لكن تأثير الرواية كان أقوى لأن طريقة السرد فيه وجماليات الكتابة وحتى واقعها يفرض نفسه على عقل وفكر القارئ وحتى على إحساسه، هذا لا يعني أننا نلغي دور القصة لكن لكل مرتبته حسب رأي والدنيا مراتب وهكذا الأدب.

س : ما هي أهم قضايا المرأة الممكن معالجتها في رواياتك وهل أنت مع أم ضد مصطلح الأدب النسوي والحركات النسوية بشكل عام ، وما رأيك في المنتج الصادر عن الأقلام النسائية فى الوطن العربي ؟
اعتبر أن قضية الأُم هي أهم قضية بعدها المرأة المتعلمة سواء الريفية أو المتمدنة حضورها تأثيرها …الخ وهذا ما طرحته بين طيات رواياتي. والأدب النسوي بدأ يجد منهجًا خاصة به هكذا بسبب طبيعة المرأة مشاعرها تفكيرها وميولاتها وأنا مع هذا النوع من الأدب الذي لقي رواجًا كما أنه صنف نفسه بنفسه والدليل الأقلام التي تميزت في إطار الحركة الروائية ووجدت ضالتها, أمثال اجاتا كرستي سابقًا نورا روبرتس أجنبيًا…الخ. أما عربيًا أحلام مستغانمي الكاتبة المخضرمة، والآن شابات كثيرات خولة حمدي مثلًا كاتبات خليجيات شرقيات ومن المغرب العربي …الخ لا تحضرني أسمائهن الآن, أقلامهن ولا أروع وتركن بصمة مميزة في عالم الكتابة.

س : بالعودة إلى روايتيك حروف الدم وحوريات على حافة الجنة ما هو أوجه الشبه والاختلاف بينهما وأيهما أقرب إلى قلبك ؟وهل من الممكن أن تخصينا بنبذه عن روايتك الجديدة ؟
أوجه الشبه :
تتكلمان عن المرأة والأم بصفة خاصة العوائق التي تواجههن, روايتين اجتماعيتين تشويقيتن, كثرة الشخصيات والأحداث والمفاجئات الغير متوقعة.

أوجه الاختلاف
الأولى أحداث عربية والثانية جزائرية ومع ذلك ممكن أن تكون عربية ’
الأولى تحكي عن الحرب وآثارها , الثانية تحكي أسرار الريف والطالبات والحياة الاجتماعية
الأولى تحكي جيلين مختلفين الجيل الأول بطلته امرأة والجيل الثاني ظهور ابنها في رحلة بحث عنها، أما الثانية فتسرد واقع الفتيات الثلاثة بفترة زمنية متتابعة.

س : هل أنتي مع أو ضد تحويلات الروايات إلى مسلسلات تلفزيونية أو إذاعية وهل تلقيتي عروضًا بالخصوص وما وجهة نظرك ؟
بالعكس أنا مع ،لسبب مهم جدًا هو إتاحة الفرصة لمن لا يقرأ على أن يطلع على تلك الروايات مترجمة وحتى تفسح المجال أما من يكتب ومن يقرأ ومن يشاهد وحتى من يترجم هذا العمل لفيلم لأن كل ما سبق هو فن قائم بحد ذاته وحتى يتحضر الإنسان العربي من خلال القراءة أو المشاهدة.
أما عن العروض فقد تلقيت عروضًا بخصوص روايتي لكن لم يحن الموعد بعد ونحن نتأمل بمن يترجم هاتين الروايتين لواقع فيلم حتى يتسنى لكل عربي مشاهدتها ولن يندم على ذلك و أمنيتي أن تتحول الرواية لفيلم صدقني أخي خالد بكل تواضع والرفعة لله ستكون المفاجئة، فقط أتمنى أن تجد من يترجهما ويعطيها حقها.

س : كيف تقيمين الحركة الروائية في والوطن العربي ؟وهل أنصفك الكتاب والنقاد؟

هي في تطور مستمر ممكن بين الرديء والمتوسط والجيد وحتى الممتاز وأعود لأقول أني أتحدث كقارئة، ومع ذلك لا تزال تحتاج الدعم وحتى التصفية ليظهر الممتاز من الرديء.
أما عن تقييمي فقد وجدت نقدًا رائعًا من طرف النقاد وحتى من تصفحها من الكتاب لكن للأسف لم تنشر على نطاق واسع لتلقى حقها خاصة أنني لم انزلها pdf بعد.

س :من مد يد العون لكي بداية مشوارك ومَنْ مِنْ الأشخاص الاعتباريين تشكرين ؟
الوالدين الكريمين والعائلة كانا أكبر داعمين لي, وبعدها مديري السيد معوج عبد الحميد الذي مد يد العون لي وعرفني وسط كل زملائي وحتى المجتمع المدني وأصبح لي اسم خاص ومميز الحمد لله، وكانت إدارتي المتابع لي خاصة أنني صنفت والحمد لله كأول جمركية تكتب الرواية عربيًا وإفريقيًا أي هذا النوع من الأدب.

ويحضرني سؤال ماذا يضايق الكاتبة بوشرى بوشارب على الصعيد الاجتماعي أو الأدبي والثقافي؟
والله أكثر ما يضايقني عدم الاهتمام بالثقافة أصلا من ذوي الاختصاص إهمالها والانقياد وراء نزواتهم عكس الأجانب، وطمس المواهب وإهمالها ما يحتم عليها الهروب للخارج وإذا كان تشجيع فلا تكون متابعة أتمنى أن يجد الجانب الثقافي وجهته وضالتها وسط مجتمع لا يزال يعتبر أن الجريدة هي همه الوحيد ولم يستطع تخطي هذه المرحلة.
س :أي الدول العربية تتمنين زيارتها والاطلاع على مخزونها الروائي عن قرب ؟

كثيرة هي العراق سوريا , مصر زرتها والله كلها لأن لكل واحدة مخزونها الأدبي الخاص والمميز لها وحتى هما بالمغرب العربي لهذا أتمنى أن أقطف من كل بستان زهرة.

الحديث معك لا يمل وللحديث بقية ونتمنى أن تكون حلقتنا المقبلة أو حوارنا القادم وقد حققتي ما تصبين إليه ولكن هل من كلمة ختامية توجهيها إلى جمهورك ومتابعيك ؟
صدقني في كل حوار إذاعي أو مكتوب اختمه بتحية لكل قرائي لكن اليوم وحواري كان معك فحديثي اختمه بتحية لشعب أهملناه وجعلنا من دعائنا ذريعة للوقوف معه, شعب هو من يرفع رأسنا اليوم بنضالها وكفاحه, واليوم أنا كجزائرية وأنت تعرف مدى حب شعبنا لأهل فلسطين افتخر وأقول تمنينا لو فتحوا الحدود لنا لنحرر فلسطين ونكون شهداء بأرضك الأبية، وهذه كلمة نقلتها عن أفواه كل مواطن ومواطنة جزائرية وهم يحملون في قلوبهم لكم كل الحب والعشق، ولأقول غزة نحن معكم ظالمة أو مظلومة وستكونين في القلب لآخر العمر، ونصرك سيصيح يومًا ليذل الظلم ويقهره.
ألف شكر آخي خالد وشرفتني بحوارك الشيق الممتع تحياتي لك ولصحيفتكم هتون الرائعة

في الختام أشكركم باسم فلسطين وباسم صحيفتنا هتون ونعدكم أن نتابع مسيرتكم ونسلط الضوء على أعمالكم …

مقالات ذات صلة

‫7 تعليقات

  1. فلسطين يكمن بداخلها مواهب كثيره حوار رائع واكثر من مميز مع كاتبتنا التي تكون متألقه دائما بكتاباتها الروا ئيه المبدعه بوشري بوشارب

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88