11المميز لديناالفنون والإعلام

قناة (mbc1) إنتاجيًّا تتفوق على نفسها بواسطة الموتى والسحر

عرفنا قنوات mbc من خلال برامجها المنوعة التي تأخذ حيزًا من الإعداد والطرح للأفكار للخروج بها منالصندوق، ويأتي الإنتاج الدرامي المتتابع ليتفوق بما لا يدع مجالًا للمنافسة من أي قنوات أخرى.

كتبت/ هتون الشمري

وخلال بدء خط الإنتاج الدرامي لمسلسلات سعودية نجد التعاون مع عدة جهات للأخذ بيد المواهب المحلية، مثل التعاون مع عراب الدراما الخليجية المنتج الأستاذ/ حسن عسيري، لنرى تفوقًا في هذه التجربة، يقدم تحولات في البنية الفنية للدراما العربية والخليجية بصفة خاصة، لا سيما ونحن نرى ذلك الروتين المهيمن على الدراما المصرية القائم على طرح موضوعات تدور حول الجريمة، والعنف، والمخدرات، والخيانة، والزواج العرفي.. كلها تكررت في عدة مسلسلات مصرية.

كذلك بعض من الدراما السورية ظلت تعيش في كنف نجاح مسلسل (باب الحارة) لتكرر جزءًا من قصص شامية جرت أحداثها، تشبه أجزاءً من باب الحارة. فيأتي مسلسل (عطر الشام، وسلاسل الذهب، وشوارع الشام العتيقة، وغيرها) لتناقش القضايا الاجتماعية واليومية، ودور البيئة الثقافية فيحياة الدمشقيين في حقبة من القرن الماضي.

وفاة ممثل باب الحارة بعد إصابته بالسرطانلكن حين نتناول ما تقدمه قنوات  mbc سواء كان ذلك إنتاجًا خالصًا، أو ضمن الإنتاج المشترك، فقد أظهر هذا الإنتاج السعي الدؤب منها والحرص على محاولة مواكبة أذواق جميع أطياف الجمهور العربي من خلالجرعة فنية متوازنة.

ومالت بدرجة معينة إلى منح الأعمال الخليجية، والسعودية خاصة الأولوية، باعتبار هذه القنوات قنوات سعودية، ولتحقيق هدف تثبيت أقدام سعودية في السوق العربية، كذلك تقديم الصناعة الفنية التي تعطيهم ميزة التفوق على بعض المنافسين، وتم رصد ميزانيات ضخمة سواء على إنشاء الديكورات والتصوير في (قصور، أو ڤيلات) التي تناسب قصة المسلسل والاهتمام بالأحداث والشخصيات التي يتم تجسيدها.

ودعوني هنا أتطرق لعدد من المسلسلات من أولها لمسلسل السوب أوبرا (الميراث)، ما أحب قوله: إن ما تفعله mbc -إنتاجيًّا- يشار له بالجودة والتخطيط الدقيق، لكن لا بد من الاهتمام بعدم عرض مسلسلات تنافسية في نفس الفترة وعلى قناة واحدة وبوقت متقارب كمثل ما يعرض الآن على mbc1 الساعة ٦ مسلسل (وصية بدر) ويستمر عرض مسلسل (الميراث) والذي يجعلني أتساءل: ما هو سر قصة الموتى الذين يتركون مالهم لورثة يتصارعون على الورث؟! ثم يعرض بعد فترة أخرى (أم القلايد) الذي يحمل جانبًا يختص بحيازة الأسلحة والسحر والعنف وخلافه، في حين أن mbc4 أو دراما لم تتوزع هذه المسلسلات بينها، كذلك لدي طلب لفتح مجال أكبر لانتشار الإنتاج السعودي أن يعرض في كلمن mbc مصر والعراق والمغرب مسلسل سعودي بين ما يعرض.

ذلك أنها فرصة أن يكسب الإنتاج السعودي زخمًا في ظل غياب بورصة الدراما المحلية المصرية التي كان لها السبق في الإنتاج، وتعاني حالة من الحيرة حاليًا في ظل غياب الدور الحيوي للمؤسسات الرسمية فيالتوجيه، بما يوضح للكتاب والمنتجين السعوديين معالم طريق يسيرون عليها في إنتاجهم، أو يغري الرأسمالية المحلية بدخول السوق الفنية، وفرصة أكبر للمؤلفين لإعداد نصوص أفضل، بجانب دخول رجال أعمال مجال الإنتاج السينمائي والإنفاق على الأعمال المكلفة ماليًّا.

ولا أنسى أن على مجموعة mbc، البحث واستقطاب الممثلين الغائبين والدفع بهم إلى الشاشة مجددًا؛ لأن الاهتمام بالدراما السعودية في جميع القنوات سيفتح بابًا واسعًا من المنافسة مع الدراما المصرية والخليجية؛ في ظل ما تمتلكه من كمّ كبير منالممثلين والمخرجين، والغالبية لديهم احتكاك كبير بالتجارب الخارجية، وعلى دراية بالبيئة السعودية الحالية التي تشهد خصوبة فكرية وثقافية متنوعة.

ولا ننسى.. ليس المهم هو زيادة الإنتاج الدرامي السعودي وتوزيعه بينما يبقى المحك في جودة المضمون المقدّم وقدرته على جذب الجمهور في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي التي تعمل بهمة على تقديم ترشيحات وتفضيلات، ونقد من المشاهدين للحلقات التي يشاهدونها ووضعها تحت مجهر تشابه الفكرة أوالاستلهام من أعمال أخرى، والمحك يظل في قدرة الحلقات الأولى على الإمساك بشغف المشاهد أو تنفيره؛ وهو ما تشكو منه بعض المسلسلات السعودية السابقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى