جيل الغدقصص وأناشيد

الكنز المدفون والأبناء الاربعة

يروى أنّ رجلاً عجوزًا لديه أربعة أبناء في رَيعان شبابهم ولكنّهم كُسالى لا يقومون بأيّ عمل ويعتمدون على والدِهم في كسب العيش، ومع مرور الأيام بدأت صحّة الرجل العجوز بالتراجع وأصبح طريح الفراش، وعلى الرّغم من معاناة العجوز من المرض والألم إلّا أنَّه لم يفكّر إلّا في مستقبل أبنائه، حيث إنَّه قلق لكونهم كسالى لا يتقنون أي عمل، لذلك حاول الرجل العجوز أن ينصحهم كي يبحثوا عن عمل يقتاتون منه ولكنهم لم يستمعوا له.

ومع مرور الأيّام، شَعَرَ العجوز بأنَّ ساعته قد اقتربت، وأنَّه سوف يفارق الحياة في أيّ لحظة، لذلك عزَم على أن يجبر أبناءه على العمل ويظهر لهم أهميته، لذلك طلب العجوز من أبنائه الاجتماع حوله وأخبرهم بأنَّه يمتلك صندوقًا مليئًا بالذهب والمجوهرات قد قام بدفنه في الأرض التي تحيط بالمنزل، ولكنه نسي المكان المحدد الذي دفن به الصندوق، في بداية الأمر شعر الأبناء بالسعادة الكبيرة ولكنّهم سرعان ما أحبطوا لكونهم لا يعلمون مكان الصندوق بالتّحديد، وبعد عدة أيّام فارق العجوز الحياة، وقرر الأبناء بَدْء الحفر في الأرض للبحث عن الصندوق لكن باءت جميع محاولاتهم بالفشل، حيث لم يظهر أيّ أثر للصندوق.

في أحد الأيّام لاحظ واحد من الفتية بأنَّ هناك بقعة من الأرض مختلفة ولم يتمّ حفرُها، لذلك جمع إخوانه وأخبرهم بأنَّ الصندوق قد يكون أسفل هذه البقعة، سارع الأخوة الأربعة بالحفر وقاموا بحفر حفرة عميقة ولكن دون جدوى؛ فلم يظهر الصّندوق، وبدلًا من ذلك بدأت المياه تخرج من هذه الحفرة.

جلس الأخوة بالقرب من الحفرة محبطين لعدم تمكنهم من العثور على الصندوق، وفي تلك اللحظة مرّ بهم أحد الفلاحين ونصحهم بزرع الأرض التي قاموا بحفرها، وبالفعل استمع

الأخوة للنصيحة وقاموا بزارعة الأرض واستغلال المياه التي خرجت، ومع مرور الأيّام بدأت المحاصيل بالنمو وبَدؤوا ببيعها وجَنْي المال، وفي النهاية أدركوا بأنّ الكنز الذي أراد والدهم أن يجدوه هو العمل من أجل كسب الرزق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى