تدريب وتطويرعلوم وتقنية

الدورات التدريبية وأهمياتها في تطوير الذات

تلعب الدورات التدريبية دوراً هامَّاً وكبيراً في تنمية المهارات لدى الأشخاص، حيث تُساعد هذه الدورات في تطوير الذات وبناء الثقة بالنفس، بالإضافة إلى تحسين المستوى الوظيفي للفرد؛ كما تهدف إلى توسيع قاعدة المعرفة لدى جميع المتدرِّبين، وتعليمهم بعض المهارات الجديدة، وتطوير مهاراتهم القديمة.

حيث تشيرُ كَلمةِ التدريب دائِماً إلى اكتسابِ المَعرِفَة والكفاءَةِ والخبرات، والدوراتِ التَدريبيّة عِبارَة عَن مَهاراتٍ عَمَليّة والمُعرِفَة التي تتّصل مَع بَعضِها البعض لتفيدَ الشّخصِ المُتَدرّب، وَتُعقدُ هذِهِ الدورات التدريبيّة فِي معاهِدٍ فنيّة أو كليّات تقنيّة تَقومُ على توفير بيئة مُناسِبَة لاكتسابِ المهارات والخبراتِ على يد مُدرّبين مختصّين فَقَط فِي مَجالٍ مُعيّن، وهذِهِ البيئة التي تقوم بتوفِيرها المَعاهِد غَير مَوجُودَةٍ فِي الجامعات والكليّات فَهِيَ أقوى مِنَ المعرفة والمعلومات التي تقدِمها الجامعات، وذلِكَ لِسَببِ التدريب العَمَلِي وتهيِئَةِ المُتَدرّب للعَمَل والقدرةِ على مواكبةِ الحياةِ العمليّة بعيداً عَنِ المَعرِفَة التي لا فائِدَة مِنها فِي الحياةِ الواقعيّة، لذلِكَ سَنقُومُ بالتعرّفِ على أهَميّة الدورات التدريبيّة وأيضاً التعرّفِ على التطويرِ الذاتي وأهَميّتهِ الذي يُعتَبَرُ أهَمّ مِنَ الدّوراتِ التَدرِيبيّة.

تهدف الدورات التدريبية إلى تحفيز المستفيد، ورفع الروح المعنوية لديه لتحقيق الرضا الذاتي، ورفع الإنتاج والكفاءة في الجهة التي يعمل فيها، أو التي يرغب في الالتحاق بها مستقبلاً، بجانب أن الدورات التدريبية تساعد على توفير الوقت والجهد، وتقليل الأخطاء، وغرس سلوكيات وطرق تفكير سليمة، وتجديد المعلومات والخبرات الوظيفية المتخصصة، وتكمن أهمية حصول المستفيد على الدورات التدريبية في تحسين أدائه بأدنى تكلفة وأقل جهد وفي أقصر وقت ممكن، إضافة إلى متابعة التطورات التكنولوجية وكيفية استخدامها.

ويحرص الكثير من المستفيدين من هذه الدورات على الالتحاق بمراكز معروفة، تلك الخبرات الذاتية ذات خبرة وكفاءة تساهم في تطوير المستفيد، كذلك تسعى الكثير من الجهات إلى تحفيز موظفيها على الالتحاق بالدورات التدريبية، وذلك لتحسين خدمات المؤسسة، وتحقيق الاستقرار الوظيفي لموظفيها، ونشر ثقافة عادات النجاح والتفوق بين فريق العمل، أما بالنسبة للتطوير، فإن الدورات التدريبية هي إحدى ركائز التطوير في وقتنا الحالي؛ لأنها المصدر الأساسي للتنافسية بين الأفراد، الذين يرغبون في زيادة كفاءتهم، والحصول على الحوافز التي تقدمها لهم مؤسساتهم.

أهمية الدورات التدريبية
أيّ مَجال يَحتاجُ إلى التطوّر ولربّما يَحتاجُ إلى طِوالَ حَياتك إلى التعلّم والتدريب، لذلِكَ الجامِعَة قَد توفّر لَكَ الفرصة بالتخصّصِ فِي مجالٍ مُعيّن ولكن فِي الحَقيقَةِ الجامعات لا تُعطي المَعرِفَة الواسعة فِي أمرٍ مُحدّد، لأنّ الجامعات وللأسف هَدَفُها المادّة فَقَط وليسَ اكسابِ الطالب مَعرِفَة تفيدَهُ فِي الحياةِ العملية، إذن فأهميّةِ الدورات التدريبيّة هي:

إعداد مُوظّفينَ أقوياء:

التدريب فِي الوقتِ الحالي أصبحَ عبارَة عَن عِلماً مستقلاً بنفسه ولهُ طُرُقِهِ الخاصّة فِي جَمعِ المعلومات والأفكار وكتابَتِها بطرقٍ مَنهجِيّة يسهُلُ على المُتَدرّب تَعَلّمِها، فبالتالي هذِهِ الطريقة يَتِم بناءُ مُوظّفينَ قادِرينَ على الاستجابَة السّريعَة للتغيّرات والقُدرةِ على مواكبةِ التطوّرات في بيئةِ العمل، فَعِنَدما يكونُ المتدرّب أخذَ خلفيّة واسِعَة حَولَ العمل الذي يريد أن يَعمَلَ فيه مِن خلالِ التدريب سيكونُ مِنَ الأمرِ السّهِل أن يُبدِع ويكونَ أفضَلَ مِن غَيرِهِ مِنَ المُوظّفين.

تَحسينِ مُستوياتِ المُتَدرّب:

هُناكَ الكثيرُ مِنَ الأشخاص قَد يَمتَلِكَ قُدراتٍ عَقليّة وذكاء وَحُبّ التعلّم ولكن لا تُوجَدُ فُرصَةٍ يُمكِن مِن خِلالِها أن يَزيدَ المَعرِفَة ويحسّن مِن مُستواه، وهذا الأمر التدريب يوفّرهُ عَن طَريقِ إرشادِ المُتَدرّب إلى الطّريقِ الصّحيح للمَعرِفَةِ وطرقِ اكتسابِها فَهِيَ تُحَسّن مِن مهاراتِ المُتَدرّبين بشكلٍ عام.

خلق بيئة تفاعليّة بين المتدرّبين:

مِنَ المَعروفِ أن التخصّصات يتفرّعُ مِنها عِدّةِ مَجالات، فَعلى سَبيلِ المثال علمُ الحاسوب يشمُلُ الكثير مِنَ المجالات مِثِل (تصميمِ صفحاتِ الإنترنت، شبكاتِ الحاسوب، تصميمِ برامجٍ مَكتبيّة، تصميم برامج للهواتف الذكيّة…) ويقاسُ عليها جميعُ التخصّصات، فالمعاهِد التدريبيّة عِندَما تُعطي دَورَةً فَهِيَ تَتَخَصّص فِي مَجالٍ مُحدّد، فيجتَمِعُ المُتَدّربين الذينَ لَهُم نَفسُ الهدف فيكون هناك روح تفاعليّة وتبادل أفكار فِيما بَينَهُم، وهذا الأمر لا توفّرهُ الجامعاتِ والكليّات للأسف.

تَلبيةِ احتياجاتِ سُوقِ العمل:

للأسَف الجامعاتِ تَقومُ على تَخريجِ الكثير مِنَ الطلّاب الذين لا يَمتَلِكُونَ المَهارَة والكفاءَةِ للعَمَل، فهؤلاءِ بِحاجَةٍ إلى دُوراتٍ تَدريبيّة في المعاهد أو الشركات مِن أجلِ أن يَكتَسِبُوا المهارات والكفاءات وَمِن ثُمّ إطلاقِهِم إلى سُوقِ العَمَل، لأنّ سُوقِ العَمَل يحتاجُ إلى الكَفاءةِ والمَهارَة ولا يحتاجُ إلى شهاداتٍ ومعدّلات، وهذا لا َيعني أنّ الجامِعَة والشهادات غَير مُهمّة بالعكسِ تماماً ولكِن الأهَمُّ هِيَ الكفاءة والمَهارَة.

أنواع الدورات التدريبية:

تتنوَّع الدورات التدريبية وتختلف، فهي ليست محصورةً في مجالٍ واحدٍ فحسب، بل تشمل: الدورات القيادية والإدارية، والتخطيط الاستراتيجي، ودورات الذكاء القيادي والتنفيذي، وغيرها الكثير.

تخضع هذه الدورات لمعايير علميَّةٍ وتقييم، بحيث يحرص المتخصِّصون قبل بدء أيِّ دورةٍ تدريبيةِ على تحديد احتياجات المستفيدين منها أولاً، بما يتوافق مع الأهداف والخطط التي وضعها المُدرِّب؛ كما ويُحدِّدون العائد أو النتيجة المحقَّقة في نهاية الدورة التدريبية، والتي تنطوي على مدى اكتساب المستفيد من هذه العلوم التي خضع لها لفترةٍ وجيزة.

تنقسم الدورات التدريبيَّة عموماً إلى:

1. الدورات التدريبية العامَّة:

تفرضها الحكومات أو الجهات العامَّة، وتكون موجَّهةً إلى العاملين في مختلف القطاعات الحكومية، وتهدف إلى رفع مستوى العاملين علمياً ومهنياً وثقافياً، ومواكبتهم للتطوُّرات المختلفة في مجالات عملهم، ومنحهم الفُرَص للارتقاء في سلَّمهم الوظيفي، كما تتيح المجال لتبادل الخبرات بين العاملين في القطَّاعات الحكومية المختلفة، وتبادل الأفكار والمعلومات والتعاوُن بين الهيئات المختلفة.

2. الدورات التدريبية الخاصَّة:

تقوم بها بعض الهيئات أو الأماكن المخصَّصة لإعطاء الدورات التدريبية، وذلك من خلال التقصِّي عن الاحتياجات المختلفة لسوق العمل، ومعرفة ما يحتاج الأشخاص إلى تعلُّمه من مهارات؛ لتُصمِّم على هذا الأساس بعض الدورات خصيصاً لهؤلاء الأشخاص، فتجمع عدداً منهم، وتقدِّم مادةً علميةً شاملةً لاحتياجاتهم كافة.

تُعدُّ هذه الدورات من أشهر أنواع الدورات التدريبية التى يسعى الكثيرون إلى الالتحاق بها، وغالباً ما يكون الغرض منها التعلُّم وتلقِّي المهارات المختلفة أكثر من الحصول على الشهادات المعتمدة، ويندرج تحتها العديد من أنواع المهارات والعلوم، سواءً كانت يدويةً أم فنيَّةً أم لغويةً أم حتَّى تقنية.

3. الدورات التدريبية التأهيلية:

وهي الدورات التي يتطلَّبها القطَّاع الخاصُّ لتنمية مهارات العاملين لديه، ويضمن حصولهم على المهارات والشهادات التي تؤهِّلهم للعمل فيه، وغالباً ما تكون شرطاً أساسياً للعمل في العديد من شركات القطَّاع الخاص.

لقد تعدَّدت وتشعَّبت تخصُّصات القطَّاع الخاص أكثر من القطَّاع العام، ما تطلَّب توفُّر مهاراتٍ عالية المستوى، والعديد من التخصُّصات المتفرِّعة بدقة؛ لذا أصبحت الدورات التدريبية التأهيلية ضرورةً من ضرورات العمل في القطَّاع الخاص، خصوصاً مع غياب تدريس كلِّ متطلَّبات العمل الخاصَّة بالقطَّاع الخاص في الجامعات.

أهمية الدورات التدريبية في تطوير الذات:

لا تتوقَّف أهمية الدورات التدريبية على تطوير الذات من الناحية الوظيفية فحسب، بل تتوسَّع لتشمل مختلف الجوانب التي يحتاجها الإنسان في حياته، مثل: الجانب المهني والاجتماعي والأسري والشخصي، وغيرها من الجوانب الأخرى التي تمكِّنه من تحقيق غاياته، والوصول إلى أهدافه، والعيش بسعادةٍ ورفاهية.

 أهمية الدورات التدريبية في تطوير الذات:

تكمن أهميتها في كونها تؤدِّي إلى تغييرِ أو تحسينِ أو تطويرِ المتدرِّب خلال قيامه بالمهام والأعمال المطلوبة منه بكفاءةٍ وفاعليةٍ أفضل، ممَّا يُسهِم في تحقيق أهدافه وأهداف المؤسَّسة والمجتمع.
لها أهميةٌ كبيرةٌ في تطوير الذات من حيث النتائج التي يمكن تحقيقها، والتي تبرز من خلال: تنمية معارف الأفراد ومهاراتهم وقدراتهم، وتعميق أفكارهم، وتغيير سلوكاتهم وتوجُّهاتهم؛ وتعمل بذلك على تطوير ذواتهم والارتقاء بها.
تظهر أهميتها في تطوير الذات من خلال تأثيرها في الأفراد أو المتدرِّبين، ورفع مستوى طموحاتهم، وتنمية دوافعهم، وتحسين معدَّلات أدائهم؛ فترتفع بالتالي كفاءتهم الشخصية والمهنية، ليكونوا أكثر قدرةً على مواكبة التطورات وتحمُّل الأعباء والمسؤوليات الإضافية المُلقاة على عواتقهم.
تُساهم في تطوير الذات من خلال تحفيز المتدرب، ورفع الروح المعنوية لديه؛ بغية تحقيق الرضا الذاتي، ورفع الإنتاج والكفاءة في الجهة التي يعمل فيها، أو التي يرغب في الالتحاق بها مستقبلاً.
تُساعد على توفير الوقت والجهد، وتقليل الأخطاء، وغرس سلوكات وطرائق تفكيرٍ سليمة، وتجديد المعلومات والخبرات المتنوِّعة أو المتخصِّصة في مجالٍ وظيفيٍّ مُحدَّد.
تلعب دوراً هامَّاً في تحسين مستوى الأفراد مادياً وأكاديمياً وثقافياً وعمليّاً، وخاصَّةً عندما يطبِّقون ويستخدمون تلك المعارف التي تلقَّوها في الدورات التدريبية المختلفة في حياتهم وعملهم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى