11المميز لديناالبيت والأسرةتربية وقضايا

كيفية تنمية الذكاء عند الأطفال

الطفولة مرحلة غنية بالكثير من الأحلام المتفائلة ثم الاكتشافات الواقعية التي تحتاج لكثير من الصبر، هذه المرحلة تحتاج من الأبوين انتباهًا خاصًا، فهي المرحلة التي يتطور فيها الدماغ بسرعة كبيرة، ويؤثر الأسلوب في التربية في تنمية ذكاء الطفل، والحقيقة أن أطفالنا جميعهم لديهم مزيج فريد من نقاط القوة والضعف، هذا المزيج السحري هو مادة خام بين يديك فلا تضيعه.

طرق تنمية الذكاء عند الأطفال

يختلف كل شخص عن الآخر بمقدار الذكاء الذي يولد به، بالتالي يعتمد الذكاء على عاملين وهما العوامل الوراثية والعوامل البيئية التي يتعرض لها الطفل، ويشير العلماء إلى أن التدخل في العوامل البيئية هو طريقة مهمة من طرق تنمية ذكاء الطفل، كما يختلف الأشخاص خاصةً الأطفال في نوع الذكاء الذي يمتلكونه ونسبته والكيفية التي يظهرون بها هذا الذكاء، وفيما يأتي سيتم ذكر طرق تنمية ذكاء الطفل تبعًا لنوع الذكاء الذي يمتلكه:

الرضاعة الطبيعية:

حليب الأم مفيد لنمو الدماغ، فحسب دراسة علمية أجريت في البرازيل ، ارتفعت نسبة الذكاء عند الذين حصلوا على رضاعة طبيعية بنحو أربع درجات عمن لم يحصلوا على الرضاعة الطبيعية. وذكر العلماء أن الأحماض الدهنية في حليب الأم مسؤولة عن هذا التطور الإيجابي. وتلعب هذه الأحماض دورا مهما في تطور الدماغ.

الثناء:

أحد العوامل التي لا تؤثر بشكل مباشر على الذكاء لكنها تساعد على التعلم هي مسألة الثناء على الأطفال. لأن الطفل يجب أن يحفز أو يكافئ على أي جهد يقوم فيه، حسب عالمة النفس الألمانية شتيرن.

فيما أشار موقع “نويرو ناشن” العلمي الألماني إلى أنه يمكن تحسين القدرة الذكائية من خلال التدريب المنتظم. وخاصة عبر الألعاب الخاصة. مع ذلك يجب أن يكون المرء حذرا للغاية وخاصة مع الأطفال الصغار، لأن التعلم والتشجيع المفرط ليس مفيدا دائما للطفل وقد يأتي بنتائج عكسية، وخاصة أن الأطفال يستغرقون الكثير من الوقت للتعلم وإتقان اللغات وتعلم التفكير المنطقي.وعند بعض الأطفال قد يكون الدماغ لم يتم نموه بصورة كاملة.

وذكر الموقع أنه حتى العالم الكبير آينشتاين بدأ التكلم بصورة متأخرة، لكن ذلك لم يمنعه من أن يصبح أحد عباقرة العالم. إذ أن التأخير في التعلم ليس دائما علامة على انخفاض مستوى الذكاء. بل أن الأهم من ذلك هو أن يكون للأطفال الدافع للتعلم وحب الاستمتاع به.

الذكاء اللغوي أو اللفظي
يستدل عليه من خلال اهتمام الطفل بالقراءة، الكتابة، شغفه بالمفردات، ومهارات التواصل الاجتماعي التي يمتلكها، ويمكن تطوير الذكاء اللغوي من خلال استخدام الكتب والقصص في تعزيز مهارات القراءة والكتابة، ومتابعة البرامج التعليمية المسجلة، وتعدد استخدام مفردات للكلمة الواحدة في أكثر من موضع أثناء الحديث معه وتحفيزه على كتابة جمل جديدة بتلك المفردات.

الذكاء البصري أو الفراغي
يستدل عليه من خلال ملاحظة استمتاع الطفل بالفنون البصرية والعروض المرئية، فيترجم الأفكار والمشاعر من خلال رسم التعبيري، مع الاهتمام بأنشطة الرسم والتصوير والفك والتركيب، ويمكن تطوير الذكاء البصري من خلال ألعاب المتاهات والألغاز المرئية، وألعاب التركيب ثلاثية الأبعاد، وتعزيز قدرته الفنية من خلال توفير الأوراق الملونة والطباشير والألوان بأنواعها.

الذكاء المنطقي أو الرياضي
يستدل عليه من خلال ميل الطفل للدقة والتنظيم، والتفكير والاستنتاج، والاكتشاف وكثرة السؤال عن الأشياء كيف تعمل، وشغفه في العلوم والرياضيات، ويتم تنمية هذا النوع من خلال منحه فرصة للاكتشاف وحل المشكلات، تنمية التفكير المجرد لديه، توفير الألغاز والمسائل والمعادلات الرياضية وأنشطة العلوم، وتزويده بكتب ومجلات تهتم موضوعاتها بالاختراعات والعلماء.

الذكاء الجسمي أو الحركي
يستدل عليه من خلال تفوقه في الأنشطة الرياضية، حبه للرقص والتمثيل والجري والتسلق، يتمتع بقوة جسمانية ومرونة وقدره عالية على تحمل الضغوط، ومن أفضل طرق تنمية ذكاء الطفل الجسمي، تشجيعه على المشاركة في الأنشطة الرياضية، التسجيل في نادي رياضي، منحه فرصة لممارسة الأعمال اليدوية.

الذكاء الإجتماعي
يستدل عليه من خلال شخصية الطفل القيادية، وحبه للأنشطة الاجتماعية، حل مشكلات الآخرين والاهتمام بمشاكل الآخرين ومشاعرهم، ويمكن تطوير هذه المهارات من خلال تعزيزها والتأكيد عليها خلال المواقف الاجتماعية المختلفة، ممارسة مهارة العصف الذهني معه، وتعليمه آداب الحوار وكيفية المحافظة على الأصدقاء والمشاركة في الأعمال التطوعية.

الذكاء الطبيعي
يستدل عليه من خلال ملاحظة اهتمامه بالحدائق والحيوانات ومناطق التخييم، ويهتم بجمع العينات كالفراشات والزهور والصدف، ومن أفضل طرق تنمية الذكاء الطبيعي عند الطفل توفير أدوات الاكتشاف كالعدسة المكبرة، العلب والملقط والأكياس لجمع العينات، وكتب ومجلات وبرامج وثائقية تهتم بالطبيعة، أخذه في رحلات لتعزيز حب المغامرة والاكتشاف لديه.

الذكاء الموسيقي
يستدل عليه من خلال شغف الطفل بالآلات الموسيقية والغناء والعزف، والاستماع إلى الموسيقى، وحبه لصوت الرياح والأمطار وغيرها، ويمكن تنمية الذكاء الموسيقي من خلال تعليم الطفل العزف أو الغناء وشراء الآلات الموسيقية له، والمشاركة في الأنشطة التي تهتم في الموسيقى.

تعريف الطفل بالبيئة المحيطة به
إنّ قضاء الأطفال الكثير من الوقت خارج المنزل يعزّز ذكاءه وصحّته العقليّة، وذلك لأنّه يساعد في تعرّف الطفل على العالم من حوله وتعرّضه للهواء الطلق والذي يزيد من فضوله ويشجعه على الاستكشاف، فيرى النباتات والحيوانات ومشاهد لم يعتاد عليها من قبل.

تشجيع الإبداع لدى الطفل
يجب دعم الطفل وتعزيز الإبداع لديه فهو مهم لتطوير وتنمية الذكاء، فيجب تشجيعه عالرسم والفنون اليدويّة، وأيضاً تطوير مهارات التفكير المنطقي وتنمية القدرة على تصور الأشياء وفهم كيفية تحركها وتناسبها معًا، وذلك من خلال لعب الألغاز، وممارسة الرياضة، واستكشاف المواهب الفنونيّة لديه، كما تعتبر الموسيقى مهمّة جداً في حياة الأطفال فهي تعزّز نمو الدماغ وتنمية ذكائه، كما تعتبر متعة إضافيّة لهم.

قراءة الكتب
تعمل القراءة على تعزيز النمو المعرفي لدى الأطفال، فهي توفّر العمليّة التفاعليّة ذات الفائدة الكبيرة، وذلك من خلال تعليم الطفل كيفيّة القراءة، وتعزيز المهارات الفكريّة لديه من خلال معرفة اهتمامات الطفل من القصة وتسمح لكلا الطرفين من الآباء والأطفال بالمشاركة.

الأسئلة المفتوحة
أكدت الدراسات أن استخدام أسلوب الأسئلة المفتوحة مع الأطفال، واستخلاص القصص منهم مع الاستماع الجيّد لهم، ترفع مستوى الذكاء لديهم، وذلك لأنّه يحفّز النمو المعرفي لدى الأطفال من خلال استخدام البالغين أسلوب محادثة فريد تجعل الأطفال يتذكرون المواقف ويسردون التجارب التي مرّوا بها.

أسلوب الآباء في التربية
لكل شخص لديه أسلوب مختلف وفريد في تربية الأبناء وتتأثر بالكثير من العوامل المختلفة المحيطة بهم، فالبعض يتّبع الطرق الطبيعيّة والسائدة، والبعض الآخر ما زال على منهج أجدادهم في التربية، حيث أكّدت بعض الدراسات تأثّر الأطفال بأسلوب التربية واستراتيجيّاتها فمنها الأساليب التأديبيّة، وأساليب التواصل، والتغذية، والدفء، وغير ذلك، فهذا كله له تأثير على تطوّر ذكاء الأطفال ونموّه.

المكمّلات الغذائيّة
يتم تشجيع أمهات الحوامل على تناول بعض المكمّلات الغذائيّة، وأحياناً تضاف إلى حليب الأطفال حديثيّ الولادة، وذلك لأن بعض الأحماض الدهنيّة الغير المشبّعة مثل أوميغا3 لا يمكن للجسم إنتاجها لوحدها، وهي مهمّة لبناء أساسيات الخلايا العصبيّة في المخ. أكدت الدراسات أن تناول هذه المكمّلات تساعد في زيادة النشاط في القشرة المخيّة الأماميّة وبالتالي رفع مستوى الذكاء عند الأطفال.

الوراثة
تشير بعض الدراسات البيولوجيّة للذكاء، أنّ الوراثة هي أحد محددات الذكاء، ويجب على الآباء الذين لديهم تاريخ عائلي للأمراض الوراثية اللّجوء إلى بعض الاستشارات والفحوصات للتأكّد من سلامة الطفل، ومن الممكن أيضاً أن يرث الطفل جينات عالية الذكاء من أحد الوالدين، بحيث يقول أحد المتخصّصين أنه ولزيادة فرص إنجاب طفل ذكي يجب الزواج من شخص ذكي.

ذكاء الأطفال
يمتلك الأطفال منذ ولادتهم وحتى المراحل المتقدّمة من حياتهم على مزيج فريد من نقاط القوة والضعف، وهذا ما يجعل التباين موجوداً، فكل طفل يمتلك جدول زمني خاص به، وكذلك نسبة ذكاء تختلف من طفل إلى آخر، وهذا ما يجعل الطفل بحاجة إلى دعم لبناء المهارات ونقاط الضعف التي لديه، وتعزيز نقاط قوّته وتنميّتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى