التعذية والصحةالطب والحياة

قلة النوم أسبابه وأضراره

يُؤثر حرمان الشخص من النوم وعدم حصوله على قسط كافٍ من النوم سلباً في الدماغ، والمزاج، والوظيفة الإدراكية، وصحة الجسم عموماً. ومن الجدير بالذكر أنّ هنالك العديد من الأعراض التي تظهر على الشخص الذي يُعاني من قلة النوم، مثل: النعاس المستمر، والتقلبات المزاجية والسلوكية، وصعوبة التركيز، والفشل في التخطيط والتنظيم، وضعف أدائه للمهام اليومية، بالإضافة إلى ظهور مشاكل في التذكّر والتفكير، وكذلك الشعور بالارتباك، والهلوسة.

أسباب قلة النوم
تتعدد الأسباب المؤدية إلى قلة النوم، ويمكن بيان أهمها على النحو التالي:

الإصابة باضطرابات النوم:

من مثل: الأرق (بالإنجليزية: Insomnia)، والنوم القهري (بالإنجليزية: Narcolepsy)، ومتلازمة تململ الساقين (بالإنجليزية: Restless Legs Syndrome)، وانقطاع النفس النومي (بالإنجليزية: Sleep Apnea).

التقدّم في العمر:

يعاني الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً من مشاكل في النوم، وذلك بسبب التقدم في العمر، أو الأدوية التي يتناولونها، أو الأمراض الصحية التي يُعانون منها.

الإصابة ببعض الأمراض:

تُعدّ قلة النوم من المشاكل الشائعة عند الأشخاص المصابين ببعض الأمراض، مثل: الاكتئاب، والسرطانات، وأمراض القلب، ومرض الباركنسون (بالإنجليزية: Parkinson disease).

السهر بسبب رغبة شخصية:

قد لا يدرك بعض الأشخاص أهمية النوم لأجسامهم، وعوضاً عن الذهاب إلى النوم مبكراً، فإنّهم يقومون بالسهر لوقت متأخر من الليل إمّا بالتواصل الاجتماعي، أو بمشاهدة التلفاز، أو قراءة كتاب، أو غير ذلك.

تناول بعض الأدوية:

يؤدي تناول بعض أنواع الأدوية مثل: أدوية الصرع (بالإنجليزية: Epilepsy)، أو أدوية مرض فرط النشاط وقلة التركيز (بالإنجليزية: Attention Deficit Hyperactivity Disorder ADHD) إلى الإصابة بالأرق.

أسباب أخرى:

قد يصاب بعض الأشخاص بقلة النوم لأسباب أخرى، مثل: التوتر، أو حدوث تغيير في الروتين اليومي، أو وجود طفل رضيع يُعطّل نوم الوالدين، أو تناول الكافيين ومشروبات الطاقة المختلفة،أو الالتزام بساعات العمل في بعض المهن.

أضرار قلّة النوم

1- ضعف الجهاز المناعي
إن عدم الحصول على قسط مناسب من النوم يمكن أن يؤثر على صحة ووظائف الجهاز المناعي، ليصبح غير قادرًا على مقاومة العدوى والأمراض المختلفة.

وبالتالي قد يتسبب الحرمان من النوم في طول مدة المرض وصعوبة التعافي منه، وتزداد فرص الإصابة بالأمراض المزمنة والالتهابات.

أيضًا يمكن أن تزداد فرص الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي مثل نزلات البرد والأنفلونزا، كما يمكن أن يسبب تفاقم أمراض الجهاز التنفسي المزمنة مثل أمراض الرئة.

2- زيادة الوزن
أيضًا يمكن أن يؤثر قلة النوم على الوزن، وذلك لأن اضطرابات النوم تسبب قد تسبب خلل في هرمونات الجسم.

يؤثر النوم على مستويات هرمون اللبتين والجريلين، وهي الهرمونات التي تتحكم في الشعور بالجوع والشبع.

يقوم هرمون الشبع (اللبتين) بإرسال إشارات إلى الدماغ بوجود ما يكفي من الطعام، ولكن في حالة قلة النوم، تنخفض مستويات اللبتين وترتفع مستويات هرمون الجوع (الجريلين)، وهذا ما يفسر زيادة الرغبة في تناول الطعام ليلًا.

كما أن قلة النوم يؤدي إلى انخفاض مستويات الطاقة والميل إلى الكسول والخمول، وبالتالي عدم القدرة على ممارسة الرياضة الهامة للحفاظ على الوزن.

وبمرور الوقت، يمكن أن ينتج عن قلة النوم في زيادة الوزن، وما يعقبها من مشكلات صحية عديدة يمكن أن تصيب الجسم.

3- زيادة خطر الإصابة بمرض السكري
في حالة عدم النوم جيدًا، فيمكن أن يزداد خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وتفسير هذا أن الجسم يطلق كمية أقل من هرمون الأنسولين المنظم للسكر بعد تناول الطعام.

وفي هذه الحالة، يزداد إفراز هرمون التوتر (الكورتيزول)، مما يؤثر على عمل الأنسولين، ويؤدي هذا إلى ارتفاع معدل الجلوكوز في الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

4- زيادة خطر أمراض القلب والأوعية الدموية
يلعب النوم دورًا في تعزيز صحة الأوعية القلبية والحفاظ على معدل ضغط الدم ومستويات السكر في الدم.

اثناء النوم الطبيعي، ينخفض ​​ضغط الدم، ولكن في حالة قلة النوم، فسوف يبقى ضغط الدم أعلى لفترة أطول من الوقت، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

ليس من الواضح تمامًا الإرتباط بين قلة النوم وصحة القلب، ولكن يمكن استنتاج أن الحرمان من النوم يسبب اضطرابات في وظائف الجسم والعمليات البيولوجية مثل استقلاب الجلوكوز وضغط الدم.

أحد الأسباب التي يمكن أن تفسر تأثير قلة النوم على القلب هو أن المرضى الذين يعانون من توقف التنفس أثناء النوم (والذي يسبب الإستيقاظ بشكل متكرر طوال الليل) غالبًا ما يصابون بمشاكل في القلب.

5- ضعف الصحة الجنسية
يمكن أن تتسبب قلة النوع في تأثيرات سلبية على إنتاج الهرمونات، بما في ذلك هرمون التستوستيرون لدى الرجال وهرمونات الأنوثة، وقد يؤثر هذا على الصحة الجنسية لدى كل من الرجل والمرأة.

كما أن قلة النوم يمكن أن تؤثر على الحالة المزاجية وتزيد من الشعور بالقلق والتوتر، وهو ما يؤدي إلى انخفاض الرغبة الجنسية.

6- خلل الهرمونات
بالإضافة إلى الهرمونات الجنسية، يمكن أن تتسبب قلة النوم في التأثير على إنتاج هرمون النمو، وخاصةً عند الأطفال والمراهقين.

وبالتالي يمكن أن يؤثر هذا على بناء كتلة العضلات وإصلاح الخلايا والأنسجة، فضلًا عن وظائف النمو الأخرى.

7- قلة الإنتباه والتركيز
يلعب النوم دورًا أساسيًا في تعزيز الصحة العقلية والقدرة على التفكير والتعلم، ويمكن أن يؤدي الحرمان من النوم إلى تأثيرات سلبية على هذه العمليات المعرفية، فيسبب ضعف الإنتباه وقلة اليقظة والتركيز والتفكير والقدرة على حل المشكلات، وقد يزيد من صعوبة التعلم.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى