11المميز لديناالبيت والأسرةتربية وقضايا

أكتشاف المواهب عند الأطفال وطرق تطويرها

إن عملية اكتشاف مواهب طفلك وتنميتها لا تشبه الأبحاث على المركبات الكيميائية في تعقيدها، لكنها ليست بسيطة أيضاً؛ لذا عليك أن تكون محققاً في البحث عن الموهبة وصديقاً لأطفالك عن طريق منحك إياهم الوقت الكافي لتساهم في تطوير قدراتهم ومواهبهم، هذا يتطلب منك مراعاة عدة أمور قبل الحديث عن طرق التنمية الفعلية للمواهب.

وتقع مهمة اكتشاف مواهب الطفل المبكرة على بيئته المُباشرة، التي تمثل والديه وأسرته بالدرجة الأولى، لأن النسبة العظمى لمواهب الأطفال تبرز في السنوات الأولى من عمره، مما يجعل المسؤولية الأسرية في اكتشاف مواهبه وتنميتها واستثمارها استثمارا سليما أمرا عظيما ومهما، الأمر الذي يتطلبُ استحضار الإرادة والوعي وتعزيز المراقبة والتبصُر النافذ، لاستمطارِ ما يتمتع به الطفل أو ما يتسِم فيه من سمات الموهبة والابتكار والتميز في أي من المجالاتِ التي يتفرد بها، أو يحتمل أن يكون موهوبا فيها، ويُساعد الآباء في مهمة اكتشاف مواهب الطفل.

طرق اكتشاف مواهب الأطفال

اشركي طفلك في العديد من الأنشطة :

في المراحل العمرية الأولى قد لا يعرف الطفل جيدًا ما يحبه وما يريده، ونرى العديد من الأمهات والآباء يلحقون أبناءهم بالأنشطة التي يحبونها أو يفضلونها هم، بغض النظر إذا ما كان الطفل يحبها أم لا، ومن الرائع حث ابنك أو ابنتك على ممارسة الرياضة، لكن ما المانع من أن تشجعيه على تجربة أنشطة مختلفة كالرسم، والموسيقى، وورش التكنولوجيا الخاصة بالأطفال، ليساعد هذا في معرفة أي نشاط يفضله طفلك، فمطربة الأوبرا الصغيرة جاكي إيفانتشو لم تعلم يومًا عن موهبتها، حتى اصطحبها والداها يومًا لمشاهدة عرض (فانتوم أوف ذا أوبرا)، ثم فوجئا أنها تؤدي بحب وشغف، فمجرد اصطحاب الأبناء لمشاهدة شيء مختلف، قد يكون بداية لاكتشاف مواهب مذهلة.

تحدثي مع طفلك واستمعي له :

كوني مستمعة جيدة لأطفالك، وتحدثي معهم دائمًا عما يحبون وما يفضلون، فالطفل عادة يتحدث بعفوية عما يشعر به داخليًا، وحتى إذا كان ما يقوله لا يروق لكِ، استمعي إلى النهاية، فربما تجدي في كلامه الإشارة عما يكمن داخله من مواهب، وتحدثي أيضًا مع المعلمين، واعلمي منهم ما يستهوي طفلك حقًا، فنوع الدروس التي يفضلها طفلك تعكس بشكل كبير نوع ميوله، ويساعدك في توجيهه نحوها.

شجعي مواهب أبنائك وأحلامهم :

صادفت العديد من الأشخاص الذين وقف والداهم في طريق أحلامهم، وذلك لمجرد أن كان لهم رأي مختلف عن الأبناء ولم يسمحوا بغيره، فحتى لو كانت هوايات أبنائك لا تعجبك، اتركي لهم مساحة للحكم على الأمر بأنفسهم، وحتى لو كنتِ ترينها غير واقعية، فاتركي لهم فرصة الحلم وتتبع أحلامهم وساعديهم على تنمية المهارات التي تنقصهم للوصول إلى هذا الحلم.

اتركي لأبنائك القيادة :

أرى العديد من الآباء الذين يقررون بالنيابة عن الأبناء نوع الدراسة التي سوف يدرسونها، والكلية التي سوف يلتحقون بها، والمواد التي عليهم دراستها، لكن ما عليكِ فعله هو المراقبة والمساعدة فقط، مع ترك الفرصة لهم لإدارة الدفة وحرية الاختيار، فيمكنك إبداء النصح بناء على وجهة نظرك، وتقديم المساعدة في تحقيق ما يرغبه الأبناء، لكن القرار في النهاية يجب أن يكون لهم.

وإذا طلب منك ابنك الالتحاق بأحد الدروس الفنية، ثم جاءكِ في منتصف الفصل ليخبرك بأنه لا يريد الاستمرار، لا توبخيه وتلوميه، فيكفيه خبرة التجربة، ويمكن مثلًا أن تخبريه بأنه لا مانع لديكِ، لكن عليه إكمال الحصص المتبقية حتى يتعلم قيمة عدم إهدار المال.

ساعد طفلك في تدريبه وعلمه الاستفادة من أخطائه :

كلنا نقوم بالكثير من الأعمال على عجلة من أمرنا ودون إعطاء كل ما نملك، مما يؤدي إلى منتج رديء في نهاية المطاف، لذلك عليك أن تدفع بطفلك إلى آخر مستويات قدرته والقيام بالأمر على أكمل وجه؛ مما سيتيح له أن يرتكب الكثير من الأخطاء ليتعلم كيفية تصحيحها وتجنبها في المستقبل.

وبالتالي الحصول على نتائج أفضل وهي أهم طرق التعلم، عليك تعليمه منذ البداية أن الأخطاء ما هي إلا وقود للانطلاق من جديد وتكوين فكرة أوسع عما يقوم به، فبالنهاية الخطأ معلومة مهمة وتلافيه سيصب في صالح موهبة طفلك.

اقنع طفلك بأهمية النجاح وإمكانيته :

من الأمور المهمة جداً أن تقنع طفلك بأن الأبطال والمبدعين والموهوبين والنجوم لا يولدون كذلك، بل يصنعون مجدهم نتيجة عمل وجهد يبذلونه في سبيل تحقيق أحلامهم، لذلك أخبر طفلك بأهمية النجاح وإمكانية تحقيقه وأنه سيجني الكثير من الفوائد من التفوق دراسياً وممارسة هواياته وأن يبرع في نشاطاته.

فهو سيكون ناجحاً ومحبوباً من الآخرين وراضياً عن نفسه بالإضافة إلى جعلك سعيداً، وهو مهم ولكن لا تجعل غاية طفلك أن يرضيك واترك له القليل من المساحة الشخصية والاعتداد بالذات.

طرق تنمية المواهب عند الأطفال
من الواجب دومًا السعي إلى تحفيز الطفل واستغلال حماسه تجاه أي موهبةٍ كانت، ويجب تشجيعه بشكلٍ مُستمر على تنمية هذه المواهب، وأن الأخطاء التي قد يقع بها ليست سوى سلمًّا للوصول إلى النجاح، وفيما يأتي توضيح بعض طرق تنمية المواهب عند الأطفال:

يتعين على كل أب وأم مساعدة الطفل على التدريب والتعلم والاستفادة من جميع الأخطاء، وبالتالي يجب مساندة الطفل إلى أن يصل إلى أعلى المستويات في مواهبه، هذا الأمر سيخلق العديد من الأخطاء التي قد يقع بها، لذلك يجب تعليمه أنَّ هذه الأخطاء هي محطة الانطلاق إلى موهبة عظيمة.

يجب الحرص على جعل الطفل أن يستفيد من وقته في تنمية موهبته، خاصّة أوقات الفراغ والعطل والإجازات، ويجب تعليمه أن التدرب ببطئ أفضل من السرعة؛ لأن السرعة ليس لها علاقة بالدقة والإتقان، فالذي ينجح يجب أن يُعطي كل شيء حقه.

من طرق تنمية المواهب عند الأطفال التذكر دائمًا أنه من الواجب مدح الطفل والثناء عليه مهما كانت موهبته صغيرة، هذا الأمر سيخلق فيه روح الإبداع والمثابرة وتنمية الموهبة وتطوريها.

يجب أن يتعرف الطفل على أنَّ جميع المُبدعيين والعالميين والناجحين لا يولدون كذلك، بل يبنوا أنفسهم ومواهبهم شيئًا فشيئًا إلى حين الوصول لما هم عليه في الآن.

من طرق تنمية المواهب عند الأطفال ترك المجال أمام الطفل بأن يُقلد الآخرين، ولكن لا يعني ذلك إلغاء شخصيته بشكلٍ كامل، بل التّعلم مِن الأشخاص الأكثر الموهبة منه، إلى حين الانفراد بموهبته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى