البيت والأسرةتربية وقضايا

كيف اتعامل مع أسئلة أبني المحرجة؟

تعد أسئلة الأطفال الكثيرة دليلا على ذكائهم، ومؤشرا صحيا يدل على تمتعهم بالقدرة على التفكير والتحليل، وبالتالي اكتساب الخبرات والمهارات الجديدة.
تكثر الشكوى من الأهل بأن طفلهم كثير الأسئلة، مما يجعلهم واقعين تحت ضغط ما بين نوعية الإجابة التي من الواجب تزويد الطفل بها، وما يجب الإجابة عليه، وما يجب تجاهله، خصوصا أن بعض الأسئلة قد تكون محرجة أو ينطوي عليها معرفة الطفل لحقائق ربما تؤذي مشاعره مثل سؤاله عن الموت.
وعلى جميع الأحوال، يكون الأهل، خصوصا في المراحل العمرية المبكرة لأبنائهم، ما بين ثلاث وسبع سنوات، المصدر الأول لاستقاء المعلومات، لذلك لابد من تمتعهم بالقدرة على الإجابة.
من خلال طرح الأهل بعض الأسئلة التي من شأنها أن تعطي بعض الإجابات عن أسئلة أطفالهم، تكون لدينا التصور الآتي عن طبيعة الأسئلة الموجهة لهم من قبل أبنائهم، وهي تحمل ثلاث صيغ، وسنذكر بعد ذلك كيفية الإجابة عنها.

حيث يقتصر مفهوم التربية لدى الكثير من الأهالي على تقديم التعليم واللباس والمسكن لأولادهم، والمحافظة على التغذية السليمة الصحية، دون أن يولوا اهتماماً إلى الجانب النفسي والروحي لفلذات أكبادهم، ودون أن يُدرِكوا أهميَّة غرس المبادئ والقيم الحقيقيَّة في شخصيات أبنائهم، ودون العمل على تنمية مهاراتهم وقدراتهم العقليَّة والاجتماعيَّة؛ هكذا حتَّى يغدو الطفل ضحيَّة جهلِ وسوء تقدير الأهالي، ويُصبِح “صنع جيلٍ سليمٍ نفسياً وجسدياً وعقلياً” هدفاً بعيد المنال، ويتحوَّل الأبوان من مصدر إلهامٍ لأطفالهم فيما يخصُّ القيم والأخلاق والإبداع، إلى مصدر قلقٍ وتوترٍ وتشويشٍ وضغطٍ نفسي.

أسئلة الطفل عن الله

الطفل عادة في مراحل نموه الاولى تكون اسئلته حول المعتقدات الدينية مثل اين الله و كيف يسمعنا”، وتكرار مثل هذه الاسئلة والتى يعتقد الاب والام انها محرجة، وغالبا نجد الاسئلة الخاصة بالجنس تكون في مرحلة المراهقة بعد البلوغ.

في هذه الحالة تأتي أهمية غرس الأسرة للقيم الدينية والأخلاقية بما يتفق مع العصر ومتغيراته وخاصة في وجود وسائل الاتصالات والمعرفة الحديثة،فالجيل في الماضي مختلف تماما عن هذا الجيل سواء في طريقة التربية والتفكير والميول والاهداف حتى في اسلوب اللهو وقضاء اوقات الفراغ.

أسئلة الطفل المحرجة

يمكن استخدام الحيوانات والطيور فى توضيح الإجابة، وعلى الأهل تجنب اظهار اى رد فعل غير طبيعى حتى لا يشك الطفل بأن هناك شيئا غريبا وبالتالى سيحاول معرفته لذا فعلى الأهل التعامل بمنتهى الهدوء والرد بإجابات عامة دون توضيح التفاصيل، مثال :عندما يسأل الطفل والديه “يعنى ايه جواز” تكون الإجابة ان الناس الكبار هما بس اللى ينفع يتجوزوا وان البنت الكبيرة بتروح تعيش فى بيت الولد الكبير على طول بعد لما يعملوا فرح كبير وتكون فيه ناس كتير وبيكون فى راجل موجود اسمه المأذون وهو اللى بيديهم تصريح الجواز”.

احتضان الأطفال

على الأهل بأن يتقربوا لأبنائهم وأن الأم تحتضن ابنها عدة مرات فى اليوم ليشعر بحبها وتمارس ذلك منذ ولادته حتى يتعلق بالأم وعليها ان تجلس معه كثيرا وتحاول ان تفهم شخصية ابنها وطريقة تفكيره حتى تعرف ترد عليه فى الأسئلة المحرجة بشكل مناسب.

نصيحة للأم

اذا وجه الطفل لها اي سؤال لا تعرف كيف ترد عليه ان تقول له” سؤال جيد ولكن لا استطيع الاجابة عليه وسوف نسأل والدك”، وعليها ايضا ان يكون بينها وبين اولادها لغة حوار وان تسمع لهم وتقوم بتوجيههم واعطائهم الاجابة الكافية على اسئلتهم، بحيث ينشأ الطفل نشأة سوية ويشعر انه ذو قيمة بين افراد الاسرة ومن حقه ان يلقى مساعدة ممن حوله.

عدم الإجابة يضر بالطفل

الطفل الصغير لن يهدأ إلا بعد أن يجد الإجابة الكافية التى ترضى فضوله حول هذه الأسئلة ولن يرضى بأى رد وإذا لم يجد الإجابة المناسبة على الاسئلة التى تدور فى رأسه من الأهل فحتما سيذهب للبحث عنها لدى اشخاص اخرين او على الانترنت مما يشكل خطورة كبيرة عليه.

مع العلم إن غرس المفاهيم الصحيحة أفضل وأسهل من إصلاح مفاهيم مشوهة وعلاج المشكلات الناتجة عن ذلك. لهذا، يجب أن يأخذ الوالدان المبادرة في تعليم الطفل المفاهيم الصحيحة حينما يكون الطفل صغيرًا، ويكون الوالدان المصدر الأول والموثوق فيه للمعلومات. لذلك، عليك أن تجيب أسئلة طفلك، وأن تبادر بالشرح له إن لاحظت عليه الاهتمام بأمر ما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى