التاريخ يتحدثتاريخ ومعــالم

خالد بن الوليد الذي هزم حصون الفرس والروم

يعتبر خالد بن الوليد أحد أشهر وأعظم القادة المسلمين، وقد شارك في عدد كبير من الغزوات والحروب التي انتصر في جميعها.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية


عرف خالد بن الوليد ببراعته في إدارة الحروب وبحنكته التي يسير بها الحروب بين المسلمين والمشركين، وقد كان قبل اسلامه أحد اهم الاسباب في خسارة جيش المسلمين وقد كان ذلك في غزوة أحد، وذلك بعدما انشغل بعض من جنود الجيش في الإسلام بجمع الغنائم الموجودة بعدما ظنوا انهم قد فازو بتلك الحرب، وقد رآهم خالد بن الوليد والتف من حول جبل الرماة وصعد عليه وانقض على المسلمين وقتل عدد كبير منهم وهنا انهزم جيش المسلمين.

 

وقد كان قبل الإسلام معروف بقوته بين ابناء قريش، واسمه هو خالد بن الوليد بن المغيرة وهو أحد ابناء بني مخزوم، وقد كان يلقب باسم أبو سليمان، وولد سيدنا خالد بن الوليد في مكة المكرمة، وقد كبر ونشا بين أبناء قريش وتعلم هناك العديد من المهارات منها الفروسية والكرم وغيرها من الصفات الحميدة، وقد أصبح واحد من اهم الفرسان الموجودين في قريش، حتى انه كان يشبه كثيرا سيدنا عمر بن الخطاب في صفاته الجسدية، وقد عرف  خالد بن الوليد بانه له اخلاق كبيرة وحنكة وحسن القيادة في كثير من الامور كما انه قد عرف عنه حب التضحية واشتهر كثيرا بالشجاعة والثبات اثناء المعارك.

 

إسلامه


اعتنق خالد بن الوليد الإسلام بعد أن جاوز الأربعين سنةً من عمره، وكان ذلك بعد أن أرسل له أخوه رسالةً خاطبه فيها قائلاً: “سألني رسول الله عنك، فقال أين خالد؟ فقلت: يأتي به الله، فقال: ما مِثلُه جَهِلَ الإسلامَ، ولو كان يجعل نِكايتَهُ مع المسلمين على المشركين كان خيرًا له، ولَقَدَّمْناهُ على غَيرِه، فاستدرك يا أخي ما فاتك منه فقد فاتتك مواطن صالحة”.

 

فخرج خالد على فرسه متّجهاً إلى المدينة، وسار معه عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة بن أبي طلحة، ووصلوا إلى الرسول، وكان ذلك في اليوم الأول من شهر صفر في السنة الثامنة للهجرة، فلما دخلوا على رسول الله سلّموا عليه، وردّ عليهم الرسول -عليه الصلاة والسلام- باستبشارٍ، وطلب منه خالد أن يستغفر له، ففعل.

 

المعارك التي خاضها خالد بن الوليد بعد اسلامه


شارك خالد بن الوليد في العديد من الغزوات بعد اسلامه فقد شارك  في غزوة مؤتة، و فتح مكَة، وغزوة حنين أثناء حياة الرسول، وفي عهد أبو بكر الصديق قاد جيش المسلمين في العديد من الغزوات والحروب ، وفي عهد عمر بن الخطاب تم عزله من قيادة الجيش خوفا أن يفتن به الناس ولكنه شارك في الكثير من الحروب كأحد الجنود المسلمين، وقد شارك خالد بن الوليد في كل من  معركة أليس والفارض والولجة ودومة الجندل.

 

معركة فتح مكة

اعلن خالد بن الوليد اسلامه قبل فتح مكة بستة أشهر، وقد شارك في ذلك الفتح ودخل مكة كأحد قادة المسلمين حيث جعله الرسول صلى الله عليه وسلم أميرًا على الجناح الأيمن من الجيش.

 

معركة مؤتة

اشترك خالد بن الوليد في معركة مؤتة وقاد المسلمين بعد استشهاد قادة المثلمين الثلاثة زيد بن حارثة و جعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة وبعد أن استشهاد عدد كبير من جيش المسلمين وقاموا بمبايعة خالد على قيادة الجيش وقام بتقسيم الجيش واستغل ثغرة واسعة في جيش الروم وأمن انسحاب جيش المسلمين دون أي خسائر إضافية.

 

حرب الرِدة

بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم وارتد الكثير من القبائل ورفضوا دفع الزكاة قام أبو بكرٍ الصدِيق بتكلفة خالد بن الوليد بقيادة أحد جيوش المسلمين لمحاربة المرتدين واستطاع الانتصار في مجموعة كبيرة من الحروب، ثم وصل إلى اليمامة وواجه أخطر جيوش المرتدّين بقيادة مسيلمة الكذاب واستطاع خالد بعبقرتيه الحربية الانتصار في هذه المعركة.

 

معركة اليرموك

شارك خالد بن الوليد في معركة اليرموك حيث توجه إلى الشام وقام بتنظيم جيوش المسلمين ضد الروم، وانتصر جيش المسلمين بقيادته على الروم الذي انبهر قائدهم بعبقرية القائد المسلم وقد اسلم العديد من الروم في هذه المعركة وكانت هذه المعركة سببا في نشر الاسلام .

 

فتوحات العراق

شارك خالد بن الوليد في فتوحات العراق حيث اختاره أبي بكر الصّديق لكي يكون قائد لجيوش المسلمين لفتح العراق، وذلك نظرا لشجاعته وعبقريته المعروفة ومهارته في الكر والفر، وقام بفتح منطقة الحيرة، واستطاع رفع راية الاسلام في العراق.

 

وفاته

كان الصحابي خالد بن الوليد -رضي الله عنه- فارساً شجاعاً، خاض الكثير من المعارك وتمنى الشهادة في أرض المعركة، لكنه مات على فراشه، وقال حين وفاته: “لَقَدْ طَلَبْتُ القَتْلَ مِنْ مَظَانِّهِ، فَلَمْ يُقَدَّرْ لِي إِلَّا أَنْ أَمُوتَ عَلَى فِرَاشِ”.

 

وتُوفي الصحابي في السنة الحادية والعشرين من الهجرة، وقد تعددت آراء العلماء في مكان وفاته إلى ما يأتي: المدينة المنورة؛ وهو رأي موسى العازمي في كتابه “اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون”.

 

مدينة حمص؛ وهو رأي ابن كثير في كتابه “البداية والنهاية”.

 

وحين وفاته اجتمعت مجموعة من النساء في دار بالمدينة يقومون بالبكاء على وفاة خالد بن الوليد -رضي الله عنه، فمر عليهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقال: “دَعْهُنَّ يَبْكِينَ عَلَى أَبِي سُلَيْمَانَ، مَا لَمْ يَكُنْ نَقْعٌ أَوْ لَقْلَقَةٌ”؛ والنقع؛ وضع التراب على الرؤوس، والقلة؛ الصياح الشديد والغلبة عند الموت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى