11المميز لديناتاريخ ومعــالممتاحف وأثار

معبد الكرنك .. بؤرة جذب لعشاق الحضارة القديمة

يعد معبد الكرنك من أهم وأبرز المعابد الموجود بمحافظة الأقصر، حيث كان يتم فيه تقديس الرب العظيم “آمون” رب طيبة، لذا بلغ المعبد قدراً كبيراً من الثراء وأصبح لكهنته قوة سياسية كبيرة داخل الدولة المصرية القديمة.

معبد الكرنك من أشهر وأهم المعابد الموجودة في مصر، وهو مقصد أساسي للسياح، يقع في محافظة الأقصر جنوب مصر على ضفة نهر النيل الشرقية، ويعد من أهم المعابد الموجودة فيها، ويتألف المعبد من مجموعة من المعابد والكنائس والمباني التاريخية والأثرية، ليشكل قرية كاملة من التراث والآثار، وأُطلق عليه اسم الكرنك لأن الكرنك في اللغة العربية هو القرية المحصنة.
معبد الكرنك ..  بؤرة جذب لعشاق الحضارة القديمة  - صحيفة هتون الدولية

قديما، كان يُعرف معبد الكرنك بإسم “بر آمون”، أي بيت آمون إله الشمس والخصوبة، أما في الدولة الوسطى فكانت المنطقة المحيطة بالكرنك تسمى “إبيت – إسوت”، أي الأكثر إختيارا، لأنه كان المكان الرئيسي لعبادة الإله آمون، وقد عُثر على هذا الإسم منقوشا على جدران مقصورة “سنوسرت الأول”، كما أتخذ العديد من الأسماء الأخرى منها “نيسوت – توا”، أي عرش الدولتين، ومع ظهور اللغة العربية تم تحريفه ليصبح “الكرنك”.

ويُعد معبد الكرنك ثاني أكبر مجمع ديني قديم في العالم بعد معبد “أنغكور وات” في كمبوديا، كما يعتبر ثاني أكثر المواقع التاريخية زيارة في مصر، بعد أهرامات الجيزة، ويتكون من أربعة أجزاء رئيسية هي فناء “آمون رع”، ومقاطعة “موت”، ومقاطعة “مونتو” ومعبد “أمنحوتب الرابع” الذي تم تفكيكه، بالإضافة إلى عدد قليل من المعابد الصغيرة والمقدسات التي تربط بين مقاطعة موت، ومعبد آمون رع، ومعبد الأٌقصر.
معبد الكرنك ..  بؤرة جذب لعشاق الحضارة القديمة  - صحيفة هتون الدولية

ويضم “الكرنك” أكثر من معبد منها معبد الإله “آمون رع”، إله الشمس والريح والخصوبة، وهو أحد الآلهة الرئيسية في الديانة المصرية القديمة، وإسمه يعني “الإله الخفي”، والحقيقة إنه من الصعب معرفة كيف كان ينطق إسمه بالضبط، لأن اللغة الهيروغليفية القديمة كانت تستخدم الحروف الساكنة، فكان يكتب “أمن” وينطن “أمِن”.

كما يوجد مقاطعة الآلهة “موت” زوجة الإله “آمون رع” وأم الإله “خونس”، وأسمها يعني الآلهة “الأم”، والتي قامت بإنشائها الملكة “حتشبسوت” من الأسرة الـ18، ورغم تخريب الهكسوس لتلك المقاطعة إلا أن أحد مسلاتها مازال واقفا بإعتباره أطول مسلة قديمة على وجه الأرض، أيضا يوجد معبد الإله “منتو”، إله الحرب عند القدماء المصريين، كان يمثل على شكل رجل برأس صقر، علي رأسه تاج من ريشتين، بينهما قرص الشمس، وعادة ما يظهر أسفل يسار الكتب المكتوبة باللغة الهيروغليفية، على شكل “م – ن – ت – و”.
معبد الكرنك ..  بؤرة جذب لعشاق الحضارة القديمة  - صحيفة هتون الدولية

يوجد أيضا معبد للإله “بتاح”، والإله “خونسو” إله الشباب والقمر، كما يحتوي أيضا على معبد مبكر بناه الملك “أمنحتب الرابع” الذي عُرف تاريخيا بإسم “إخناتون”، وحكم مصر في منتصف القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وقام ببناء هذا المعبد داخل طيبة قبل دعوته للإله الواحد “آتون”.

وفي قلب الكرنك توجد “البحيرة المقدسة”، تلك البحيرة التي مازالت تعتبر سر من أسرار الفراعنة، بمياهها الثابتة التي لا تجف طوال العام، رغم بعدها عن نهر النيل، ورغم مرور 3 آلاف سنة على وجودها، منذ حُفرت في عهد الملك الأسطورة “تحتمس الثالث” سادس فراعنة الأسرة الـ18، وحتى الآن، والغريب أنها لا تجف رغم عوامل الفقد والبخر والتسرب، حتى أن نساء الأقصر أصبحوا يعتقدون بقدسيتها، ويذهبون إليها للتبرك بها.
معبد الكرنك ..  بؤرة جذب لعشاق الحضارة القديمة  - صحيفة هتون الدولية

يبلغ طول تلك البحيرة 80 متر، بينما يصل عرضها 40 مترا، قديما كان يحيط بها سورا ضخما تهدم مع مرور الزمن، وكان ملوك وكهنة وخدم المصريين القدماء يغتسلون داخلها قبل بداية أي مراسم دينية، أو الاحتفالات القومية المرتبطة بالمعابد، يوجد على جانبي البحيرة الشمالي والجنوبي مقياسين للنيل، مهمتهما تحديد مواعيد الفيضان كل عام، ومازال للبحيرة مدخلان، الأول من الجهة الشرقية، والثاني من الجهة الغربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى