تاج محل .. أعجوبة الهند المعمارية
بُني تاج محل من قِبل الشاه جيهان خامس السلاطين المغول المسلمين في الهند، وذلك تخليداً لزوجته المعروفة باسم ممتاز محل التي كان يحبها حباً شديداً، وذلك بعد أن توفيت أثناء إنجابها لطفله،حيث رغب السلطان ببناء ما يُعرف بالقبر المضيء أو تاج محل، وهي أحد التقاليد الموجودة في الثقافة المغولية. بدأ تشييد تاج محل في عام 1631 م، حيث تم توظيف حوالي 20,000 عامل؛ بما في ذلك المعمارين والبنّائين ومصمّمي الحدائق والنحاتين،وعمّال البناء وبناة القباب والرسامين وغيرهم من الحرفيين بعد أن جُمعوا من جميع أنحاء الإمبراطورية، ومن آسيا الوسطى وإيران، ويُذكر أنّ بناء الصرح استغرق 22 عاماً تقريباً بتكلفة تُقدّر بحوالي 32 مليون روبية.
دمج المعماريون في بنائهم وهندستهم للقصر بين تصاميم متنوعة، منها الفن المعماري الإسلامي والمغولي والهندي والفارسي والفن الحديث كذلك. وعلَّقَ الشاعر الإنجليزي السير إدوين أرنولد على جمال تلك التحفة بقوله “إن ما يميز تاج محل عن أي صرح معماري آخر هو الشغف الذي بُني به، والذي يعكس عشق الإمبراطور لزوجته”، معتبرا أن جمال “تاج محل” وتميزه كان انعكاسا لجمال “ممتاز محل” وموقعها في قلب الإمبراطور العاشق.
يعد قصر تاج محل شبيها بمجمع موحد، يضم بوابة رئيسية وضريحا بقبة مركزية يصل ارتفاعها إلى حوالي 73 مترا، وحديقة ومسجدا بأربع مآذن -يصل ارتفاع الواحدة منها 37 مترا- في كل ركن من الزوايا الأربع للضريح.
واستعمل في البناء الرخام الأبيض الذي يعكس درجات الألوان حسب ضوء الشمس أو ضوء القمر. ويتكون من 22 قبة بارزة ترمز للمدة التي استغرق بناؤه فيها.
ويحتوي الجزء الداخلي من قصر تاج محل قبرين زائفين، أحدهما لشاه جهان الذي توفي بعد عامين من الانتهاء من بناء القصر، والآخر لزوجته التي بنى لها هذا القصر تخليدا لذكراها.
تعرض هذا المعلم التاريخي للإهمال بعد انهيار حُكم المغول، وبقي كذلك إلى أن أمر اللورد كرزون، نائب الملك البريطاني في الهند، بإعادة ترميمه في بداية القرن الـ20 من باب حفظ التراث.
زادت شهرة القصر بعد تصنيف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) له سنة 1983 ضمن مواقع التراث العالمي، إذ بات “تاج محل” بعد ذلك من أهم الوجهات السياحية في العالم.