علوم طبيعيةعلوم وتقنية

تحليل مومياء قرود عمرها 3300 عام

سافر قدماء المصريين مسافات طويلة إلى أرض البنط السحرية للحصول على سلع باهظة مثل البخور والرباح الحي، لكن الموقع الحقيقي لهذا المكان ظل لغزا للعلماء لأكثر من قرن.

أرض الإله :

وشرع فريق من كلية دارتموث في العثور على ما أطلق عليه المصريون القدماء “أرض الإله” من خلال تتبع الموقع الجغرافي لمومياوات الرباح ( جنس من الحيوانات يتبع فصيلة سعادين العالم القديم) الموجودة في المقابر والمعابد المصرية التي يُعتقد أنها نشأت في بلاد بنط.

العلماء يحللون مومياء قرود عمرها 3300 عام لتحديد موقع "أرض الإله" التي حيرتهم 150 عاما - RT Arabic

ويتكهن العلماء بأن بلاد بنط تقع في مكان ما في منطقة جنوب البحر الأحمر في إفريقيا أو شبه الجزيرة العربية، لكنهم لم يتمكنوا من تحديد موقعها الدقيق لأكثر من 150 عاما.

أراء الأنثروبولوجيا :

وقال المؤلف الرئيسي ناثانيال جيه دوميني، أستاذ الأنثروبولوجيا في تشارلز هانسن في كلية دارتموث: ” كانت الرحلات البحرية لمسافات طويلة بين مصر وبنط، وهما كيانان ذوا سيادة، علامة فارقة في تاريخ البشرية لأنها كانت الدافع وراء تطور التكنولوجيا البحرية. التجارة في السلع الفاخرة الغريبة، بما في ذلك رباح هامادرياس، كانت المحرك وراء الابتكارات البحرية المبكرة”.

وبالنسبة للدراسة، قام الفريق بتحليل 155 قردا محنطا وقع اكتشافها في مصر مع التركيز على تلك الموجودة في عصر الدولة الحديثة (1550 قبل الميلاد إلى 1069 قبل الميلاد) والعصر البطلمي (305 قبل الميلاد إلى 30 قبل الميلاد).

كما استخدموا عينات الأنسجة من 155 قردا حديثا من 77 موقعا عبر شرق إفريقيا وجنوب شبه الجزيرة العربية لتشمل كل موقع مفترض لبلاد بنط.

العلماء يحللون مومياء قرود عمرها 3300 عام لتحديد موقع "أرض الإله" التي حيرتهم 150 عاما - RT Arabic

تركبيات نظائر الأكسجين :

وتم قياس تركيبات نظائر الأكسجين والسترونتيوم من حيوانات البابون المحنطة باستخدام طريقة تسمى رسم الخرائط النظيرية التي تقدر الأصول الجغرافية للعينات المسترجعة من المملكة الحديثة والمواقع البطلمية في مصر.

واختار الفريق تحليل السترونتيوم لأنه عنصر كيميائي موجود في حجر الأساس ويمكن أن يقودهم إلى الموقع الجغرافي لبنط.

وأشار الفريق في بيان، إلى أنه مع تآكل السترونتيوم، يتم امتصاص تركيبته في التربة والماء ويدخل شبكة الغذاء. وأضاف: “بينما تشرب الحيوانات الماء وتأكل النباتات، تحصل أسنانها وشعرها وعظامها على توقيع جغرافي يعكس المكان الذي عاشت فيه في الماضي ومؤخرا على التوالي”.

ويحتوي مينا أسنان الحيوان البالغ أيضا على تركيبة السترونشيوم الفريدة لبيئته عندما تشكلت الأسنان في وقت مبكر من الحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى