الفنون والإعلامفن و ثقافة

إطلاق موسوعة معرفية توثق حركة المسرح الخليجي

كشف مسؤول فني خليجي، عن اقتراب إطلاق “موسوعة المسرح لدول الخليج“، إذ تضم الموسوعة تفاصيل ذات معلومات لافتة حول فناني مسرح دول الخليج، والفرق المسرحية، فضلاً عن تاريخها، بجانب أشهر وأهم نقاد الحركة النقدية والمسرحية، وتوثق الموسوعة حالة الحراك المسرحي الخليجية بصفة عامة.

ومن المقرر بدء العمل على تفاصيل المشروع التوثيقي فور انتهاء دورة مهرجان المسرح في الرياض المقامة حاليًا، و قال خالد الرويعي، رئيس اللجنة الدائمة للفرق المسرحية الأهلية في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إن “دول الخليج لديها تراث غني بالكتب المسرحية” مشيرًا إلى أن الحركة المسرحية في الخليج تمتد إلى مئة عام، فيما تتمتع بقيمة ثقافية واجتماعية.

وأشار إلى أن الحراك المسرحي الخليجي يعد حراكاً ثرياً لكل الدول على الصعيد الثقافي والاجتماعي، مؤكداً أن الجهود مستمرة للنهوض بهذه الحركة وتحقيق طموحات المسرحيين في دول الخليج، ويقول الرويعي: المسرح ليس سلعة تجارية، رغم أنه قطاع يجذب الإيرادات، إلا أن هدفه الأساسي صناعة الثقافة والنهوض بالإنسان.

“المسرح”..كائن حي!
ويرى خالد الرويعي، رئيس اللجنة الدائمة للفرق المسرحية الأهلية في مجلس التعاون الخليجي، أن المسرح يرتبط بالفنانين والجمهور، إذ إنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمجتمع منذ نشأته الأولى، ويعد فناً اجتماعياً على عكس الفنون الأخرى التي قد تكون فردية، قائلاً: “إن المسرح هو الكائن الحي الذي يقضي على التعصب الفكري ويعزز تقبل الآخرين بفضل طبيعته الاجتماعية”.

من جهته، قال المخرج المسرحي القطري طالب الدوس، في إطار النسخة التي تشهد السعودية استضافتها من مهرجان المسرح الخليجي الذي يعد تجمعاً ثقافياً مسرحياً يجري تنظيمه بشكل دوري مرة كل سنتين، إن الكتب المسرحية تحمل خبرات كبيرة، وتحتوي على العديد من النصوص والتراكمات الفكرية، سواء كانت عربية بشكل عام أو خليجية على وجه الخصوص.

تجارب متعددة
وأضاف بأن المكتبات المتاحة تضم تجارب عديدة، سواء كانت محلية أو عربية أو خليجية، قد لا تكون بعض هذه التجارب قد وصلت إلى الجمهور بشكل مباشر، غير أن هذه الكتب والمنشورات نقلتها وعرضتها، وأوضح أن تلك الكتب ساهمت في تعريف المسرحيين بخصوصيات كل بيئة ودولة، رغم اجتماع دول الخليج في ثقافة موحدة، إلا أن لكل مجتمع خصوصياته التي تمكنّا من فهمها من خلال هذه الكتب.

تجارب متراكمة
وأشار طالب الدوس إلى أهمية المكتبات التي وفرت هذه المنشورات، معتبراً أن العمل المسرحي والفني يعد نتاج تجارب متراكمة، وأكد أن هذه التراكمات تساهم في بناء فكر جديد يعتمد على التراث والهوية المحلية، في حين بالإمكان مزجها بثقافات خارجية. وذكر أن المسرح الخليجي شهد تحولات في الـ 30 سنة الأخيرة، إذ دخل في مرحلة المسرح التجريبي، ثم مسرح الحداثة وما بعد الحداثة، وهي تجارب قُرئت في كتب مترجمة وتم تطويرها بناءً على الهوية الخليجية.

التوثيق خطوة ضرورية

من جانبه، قالت الممثلة نرجس الشافعي، بأن التوثيق يعد أمراً بالغ الأهمية، خاصة في بيئة تسعى لإعادة تطوير نفسها في مجال المسرح، مؤكدة على ضرورة توثيق جميع الأعمال المسرحية، مشيرةً إلى أن الهدف الأساسي من ذلك تمكين الآخرين من مشاهدة الأعمال، وكذلك التعلم من الأعمال التي لم تحظ بشعبية أو التي تحتوي على أخطاء. وبيّنت أن هذا التوثيق سيساعد الجميع على تجنب تلك الأخطاء في المستقبل، ما يجعل التوثيق عملية أساسية في حفظ التاريخ وتطوير المسرح.

وأضافت بأن أي معلومة تُكتب في مجال المسرح تعد ذات فائدة، نظراً لاختلاف المدارس المسرحية. وأوضحت أن المجتمع العربي بشكل عام، والثقافة الخليجية بشكل خاص، بحاجة إلى انتعاش مسرحي وثقافي، وضرورة خلق مسرح جديد يتناسب مع البيئة المحلية، مؤكدة أن هذه الكتب ستنقل التجارب الشخصية والمعرفة للأجيال القادمة، من خلال منظور عربي، بغض النظر عما إذا كانت هذه التجارب قديمة أو حديثة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى