تشكيل وتصويرفن و ثقافة

مسقط تستعيد تجربة موسى عمر أحد رواد التجريد في السلطنة

تستعيد صالة ستال للفنون بمسقط مسيرة الفنان الراحل موسى عمر، وهو واحد من أهم الفنانين التشكيليين في السلطنة، وذلك في معرض بعنوان “تحية لروح الفنان الراحل موسى عمر” ويستمر حتى الـ7 من أكتوبر المقبل.

يتضمن المعرض الذي افتتح الاثنين برعاية سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة، 23 عملا فنيا مثلت تجربة الفنان التشكيلي الراحل موسى عمر خلال العقود الفنية الماضية، حيث عُرف بأسلوبه الذي جمع بين الأصالة والمعاصرة، واهتمامه بتجسيد الهوية الثقافية العمانية في أعماله الفنية، واعتمد أسلوبه على الألوان الزاهية والرموز المحلية المستوحاة من التراث الشعبي ما جعله واحدًا من أهم رواد الفن التجريدي في سلطنة عُمان.

وخلال مسيرة حياته كان موسى عمر من أبرز الأسماء الفنية لكونه عضوًا نشطًا في عدد من المؤسسات الفنية والثقافية، منها مرسم الشباب والنادي الثقافي والجمعية العُمانية للفنون، كما كان عضوًا في الرابطة الدولية للفنون التشكيلية التابعة لمنظمة اليونسكو في باريس.

وقد أشاد عدد من الفنانين التشكيليين في سلطنة عُمان، بمن فيهم حسين عبيد ومحمد الصائغ، بتميز الفنان الراحل موسى عمر بخط فني مغاير، لكونه يركز على الرسم التجريدي ويتداخل مع مرئيات شعبية وجماليات ثقافية، محاطًا بعلامات ورموز نابعة من البيئة والموروثات الشعبية، وساعيا إلى توسيع البناء الفني وتقديم مقترحات بصرية متماسكة.

الفنان موسى عمر المولود بولاية مطرح عام 1971 كان عضوا في الاتحاد الدولي للفنون التابع لليونسكو وجمعية الفنون العُمانية ومرسم الشباب، ومن خلال مشاركات فنية متعددة على مدى أكثر من 30 عاما تميز ببصمته الفنية الخاصة به والتي أفردت تجربته الفنية بطابع مغاير من حيث الشكل والمضمون والتقنية التي يقوم باستخدامها في تحويل المواد الخام إلى قطع فنية، المُسمّاة محليًّا “الخيش”.

يعد الفنان من أهم التشكيليين الذين عملوا على إبراز هوية الفن التشكيلي العُماني للعالم. كانت أعماله مفعمة بالعناصر الهندسية والزخرفية، حيث تعكس الألوان الزاهية والرموز العُمانية، مثل السمكة والهلال والنخيل، ما أوجد حكايات بصرية غنية. وتجربته شكلت الأمكنة والحكايات الشعبية، فهي تستند إلى بساطة وعفوية، مع استخدام خامات من التراث والبيئة العُمانية.

أقام موسى عمر أكثر من 15 معرضا شخصيا في سلطنة عُمان وقطر والكويت والبحرين ومصر وألمانيا، من أهمها معرضه الفني الشـخصي “أغنيات للشمس” الذي نظم في مسقط في صالة ستال للفنون في أغسطس 2018، ومشاركته ممثلا لسلطنة عُمان في سمبوزيوم بنك القاهرة عمّان الدولي للفنون التشكيلية في الأردن خلال يوليو 2022، بالإضافة إلى مشاركة أخيرة مميزة في أعمال الدورة الـ19 من بينالي آسيا للفنون في عاصمة بنغلاديش دكا خلال ديسمبر 2022، بمشاركة فنانين من 56 دولة.

عرض الراحل أعماله في عدد من المعارض المشتركة في دول الخليج العربي وأخرى متنوعة في عدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة والمكسيك وتركيا والعراق وباكستان والهند والجزائر والمغرب وتايوان ولبنان وأستراليا وكوريا الجنوبية ومصر واليابان والأردن وسوريا وبنغلاديش والصين. وحصل على العديد من الجوائز التشكيلية على مستوى سلطنة عُمان ومصر وأستراليا والسعودية وقطر والكويت، وتوجد أعماله في أروقة صالونات ومتاحف الفن في أمكنة شتى من العالم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى