الفنون والإعلامفن و ثقافة

“المادة والضوء” قوتان متشابكتان في أعمال حفيظة العمرتي

افتتحت الرسامة والنحاتة المغربية – البلجيكية حفيظة العمرتي، معرضها التشكيلي تحت عنوان “المادة والضوء” برواق ضفاف التابع لمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج الواقعة بالرباط، والذي يتواصل إلى غاية 2 نوفمبر المقبل.

المعرض يسلط الضوء على جمال الطبيعة وجمال المغرب بمناظره وأضوائه المختلفة، وكلها باستخدام تركيبات بسيطة تضفي حيوية وواقعية على كل الأعمال المعروضة.

وفي حوار أجرته العمرتي مع موقع “e-taqafa.ma” التابع لمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، أكدت أن عنوان معرضها “المادة والضوء” يمثل انعكاسا لحوار مستمر بين هاتين القوتين اللتين تتشابكان في كل إبداعاتها، مبرزة أن ذلك فرض نفسه عليها بشكل شبه غريزي، بعد أن أدركت أن المادة بأشكالها المتعددة تلعب دورا مركزيا في كل مراحل عمليتها الإبداعية.

كما أبرزت الدور المهم للضوء في أعمالها، مؤكدة أن هذا المكون “يتجاوز المادة” ليكشف عن الأشكال والأحجام والألوان، وبالتالي تشكيل اللوحة من خلال منحها عمقا فريدا.

وقالت العمرتي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إنها اختارت سلسلة من ثمان وعشرين لوحة قماشية من الأكريليك، مبرزة أنها تنتمي إلى ثلاثة مواضيع مختلفة، وهي العناصر الحضرية (الجدران والواجهات والفتحات)، والطبيعة الساكنة والمناظر الطبيعية.

من جهته، أكد مندوب الفضاءات الفنية أوليفييه جون غيلمان أن “أعمال الفنانة عبارة عن مزيج دقيق من التصوير والطبيعة الساكنة والتجريد، وهي تحيلنا أحيانا بشكل رائع إلى الرسامين الانطباعيين في القرن التاسع عشر أو كبار أساتذة الطبيعة الساكنة”.

وشدد على أن حفيظة العمرتي تستمد إلهامها إلى حد كبير من جذورها، وتجد طريقها الفني يوميا عبر الشوارع الضيقة المليئة بتاريخ المدينة العتيقة، مضيفا أن هذه الفنانة تجيد “فن اللعب ببراعة” بالتجارب التشكيلية على القماش، مما يضللنا تقريبا بشأن ما نراه ونعتقد أننا نراه.

وحفيظة العمرتي ولدت في مدينة طنجة حيث تابعت دراستها الابتدائية، وسرعان ما اكتشفت حبها للرسم والتلوين والأشغال اليدوية، مما دفعها إلى اختيار التعليم الثانوي في تخصص الفنون التشكيلية.

والتحقت الفنانة ببلجيكا سنة 1988 بعد حصولها على شهادة الباكلوريا في الفنون التشكيلية. وحصلت على دبلوم في الرسم سنة 1993 وآخر في النحت سنة 1999 من الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة ببروكسيل. وهي أيض خريجة المدرسة العليا للفن التشكيلي والبصري بمدينة مونز سنة 1995. وأكملت مسارها بحصولها على دبلوم في الكفاءة البيداغوجية من معهد روجي جيلبرت في بروكسل سنة 1999.

وراكمت الفنانة في رصيدها العديد من المعارض الفردية والجماعية. في عام 2001، صممت طوابع بريدية خاصة لإصدار مشترك بين بلجيكا والمغرب. وفي عام 2003، تم إدراج أعمالها ضمن مجموعة القصر الملكي البلجيكي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى