الفنون والإعلامفن و ثقافة

المسرحية القصيرة والذائقة الشرقية قد يكون لها تأثير في المستقبل

نغوص في عالم المسرحية القصيرة والقصيرة جدا وعناصرها، وما احتياج الواقع الثقافي لمثل هذه الأعمال من عدمه، وهل نجحت مثل هذه التجارب في موطنها الأصلي؟

اسئلة كثيرة نرجو أن نجد الاجابة عنها.

المسرحية القصيرة والقصيرة جدا بدأت كما سنعرف بفواصل بين فصول المسرحية الكبيرة. وأهم عناصرها أنها لا تزيد على 15 دقيقة. وفي مكان لا يساع أكثر من 20 فردًا.

وحين بحثت عن أقصر مسرحيي في التاريخ لم أجد غير مسرحية: (Breath) للكاتب العبثي الايرلندي صامويل بيكيت، ومدتها 30 ثانية وكتبها عام 1969م استجابة لرغبة الكاتب البريطاني كينيث تينان الذي أراد منه كتابة مسرحية هزلية لاستعراضه “أوه كلكتا.

وهي عباره عن بكاء طفل مسجل ثم تسجيل عملتي الشهيق والزفير ثم صرخة كبيرة مع استخدام الاضاءة. وتنتهي في نصف دقيقه.

ويقول علي النجار (وهو فنان تشكيلي عراقي، ولد في بغداد، حاصل على دبلوم في الرسم من معهد الفنون الجميلة في بغداد 1961 وعمل أستاذًا لتدريس الفنون لسنوات طويلة، وبسبب المضايقات والمعيشية الصعبة قرر مغادرة العراق والسفر إلى السويد في أواسط تسعينيات القرن الماضي، واستلهم أغلب مواضيعه من مواضيع الحرب وقضايا اجتماعية التي سببتها ظروف الحرب، ولكن رغم ابتعاده عن العراق لم ينقطع عن متابعة تجارب الفن العراقي). يقول: “مشاهدتي لمسرحية (أوه كلكتا) في مونمارتر (باريس) 1977 تؤكد لي ذلك. فشرط الأداء الجسدي كان هو الوحيد في هذا العرض. الجسد عاريا، وكما ولدته أمه هو الذي أوصل لنا مضمون العرض الصامت وأدخلنا في متاهات الحدث ودلالاته ليس كالغاز بل بوضوح مقاصده الإيمائية السردية في الحقبة السبعينية. ورغم كون العرض منفتح على غرائبية العري الجسدي، إلا أنه وظَّف هذا العري لغزًا مضافًا لبقية ألغاز التفكيك المشهدي المابعد حداثي”. وهنا ينتهي كلام الناقد علي النجار ومشاهدته لمسرح الصورة غير المهتم بالسرد، ولكن كل همه في الصورة المسرحية ودلاتها واستخدام العري تماما في التمثيل.

ونعود لموضوعنا وهو المسرحيات القصيرة، والقصيرة جدا، وأجد لها مصدرا في الفقرة أو المقطع أو المسرحية القصيرة جدًا (بالإسبانية Paso)‏ هي مصطلح درامي يشير إلى قطعة درامية ذات مدة قصيرة وموضوع بسيط ومعالجة كوميدية، كانت تتوسط فصول أو أجزاء المسرحية. وقد اُعتبرت المسرحية القصيرة، التي تم تسميتها من قبل لوبي دي رويدا في القرن السادس هي البداية أو المصدر الأول للفواصل التمثيلية، التي كانت تمثل بين فصلي المسرحية قديمًا. ومن هذه المسرحية القصيرة يتفرع منها (بالإسبانية Follas)‏ وهي منوعات وعروض مسرحية مكونة من عدة مقاطع كوميدية غير متصلة ببعضها البعض، ممتزجة بفصول موسيقية.

إذن البداية كانت فواصل بين الأعمال الكبيرة وليست أعمال قائمه بذاتها.

أيضا وجدنا أن المسرح بعد الحداثي واهتمامه بالصورة على حساب النص السردي واعتمادها على العري الجسدي تماما كما في مسرحية (اوهه كلكتا) وكما في مسرحية صامويل بيكيت. ولقد قامت المخرجة الإسبانية (فيرونكا لاريوس) في ندوة عن “المايكرو تياترو” بثقافة الأقصر، بالاشتراك مع الدكتورة نبيلة حسن عميد المعهد العالي للفنون المسرحية بالإسكندرية بعمل ورشه تدريبية لتعريف (المايكرو تياترو) بأنه شكل مسرحي مصغر تستغرق مدة عروضه ١٥ دقيقة، ويُقدم في مساحة لا تزيد على 15 مترًا. ونشأ بشكله الجديد فى إسبانيا عام 2009 على يد المخرج المسرحي والتليفزيوني الإسباني ميجيل إلكنتود وتم عرض أول عروضه عام 2010.

وبعد هذا العرض السريع نصل إلى عده نقاط أن:

هذا النوع أتي من الغرب، بما للغرب من توجهات واحتياجات قد تختلف عن توجهاتنا واحتياجاتنا الثقافية والمعرفية.

كما أن الذائقة العربية والمصرية تختلف أيضا عن الذائقة الغربية، فنحن قوم اللغة السردية التي لها جذور وتاريخ في ميراثنا الثقافي، وبالتالي أرى أن هذه التجارب محض تجارب قد يكون لها تأثير في المستقبل وقد تندثر ويظهر الجديد في عالم المسرحية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى