سلامة المركبات وتشوه الطرقات وأثرهما الاقتصادي على الميزانية المنزلية
علي عويض الأزوري
يتوجب على السائقين فحص مركباتهم سنويا للتأكد من سلامة (هيكلها) ومحركاتها وإطاراتها وما يتعلق بالميكانيكا والكهرباء لتكون صالحة للقيادة في الشوارع الداخلية والطرقات المؤدية من وإلى المدن؛ ذلك دليل على حرص الجهة المسؤولة على المواطنين والمقيمين حين القيام بقيادة سياراتهم.
الـرؤيـة:
تحقيق أعلى درجات السلامة للمركبات على (طرق) المملكة العربية السعودية.
الـرسـالـة:
الحفاظ على الأرواح وتخفيف الإصابات من خلال ضمان مستوى أمان المركبات وتبني التقنيات المتقدمة ورفع الوعي فيما يتعلق بسلامة المركبات* “مركز سلامة المركبات”.
يتواصل كرم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله، وولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، وفقه الله، لتوفير جودة الحياة للمواطنين والمقيمين، ومن ذلك إعفاء من تجاوز الستين من أمثالي من حجز موعد مسبق مع مراكز الفحص الدوري.
ذهبت بسيارتي إلى مركز الفحص الدوري أول مرة يوم 22 أكتوبر ودفعت (115) ريالًا (رسوم الفحص). أدخلت السيارة في المسار المعد للفحص، وعند الانتهاء وصلتني رسالة بها بعض الإصلاحات. قمت بتغيير وشراء ما يلزم شراؤه (جديد). ذهبت للمرة الثانية يوم 26 أكتوبر ودفعت 38 ريالًا، وكنت على ثقة أن السيارة ستتجاوز الفحص، لكن بعد الانتهاء وردتني رسالة (بالرسوب)، وإصلاحات أخرى. امتثلت لأوامر المركز ودفعت بضعة آلاف لإصلاح ما ورد في رسالتهم. تأبطت أحلامي وركبت سيارتي وذهبت هذا الصباح 29 أكتوبر ودفعت 38 ريالًا (رسوم الفحص)، والحمد لله نجحت السيارة ليس في الدور الأول ولا الثاني ولكن الثالث.
سألتني نفسي الأمارة بالسوء:
لماذا لم تُكتشف العيوب أو الخلل في أول عملية فحص للمركبة، وهنا خطر ببالي:
1-إما أن الفنيين في محطة الفحص الدوري غير مؤهلين، أو أن أجهزة الفحص قد عفا عليها الزمن وربما تخطئ في الكشف عن مكامن الخلل من المرة الأولى والثانية، أو أن الشركة التي تدير هذه المراكز لديها (تارجت) مثل المراكز التجارية التي تطالب موظفيها بتحقيق رقم يومي (مبلغ مالي) أكون أنا ضحيته.
أنا متقاعد وأعاني من كسر في قدمي اليسرى من شهرين وأعاني الأمرين من الضغط على الكلتش، وذلك لا يقارن من الكسر المضاعف الذي حصل لميزانية هذا الشهر من الدفع لمركز الفحص ولورش الميكانيكا ومحلات قطع الغيار، والتي ستؤثر على شهرين أو أكثر قادمين، إضافة إلى الغلاء الفاحش والفواتير … إلخ.
وضعت كلمة (الطرق) بين قوسين في رؤية مركز سلامة المركبات. إن بعض الطرق الخارجية المؤدية من وإلى محافظة الطائف بالإضافة إلى أغلب الشوارع الداخلية تعاني منذ عقود من تشوهات وتشققات وأنيميا أسفلتية، ولا بد أن الجميع يعاني من الحفر التي تهوي فيها المركبات فتقضي على (المساعدات والهوبات والأذرعة والعكوس) وتسبب لها عاهات وقتية ودائمة. ناهيك عن الحفريات والتحويلات فكأني تارة أسوق على تل، وفجأة تنحدر بي المركبة في وادي في نفس الشارع. أكاد أجزم أن من صمموا تلك الشوارع ومن أشرفوا على التنفيذ، والآخرين الذين قاموا بالسلفتة إنما هم بيطريين أو ميكانيكية.
بناءً على ما سبق فرؤية مركز سلامة المركبات قاصرة وناقصة لأن الطرقات تعاني مثل معاناتي مع الفحص الدوري.
أعرف تبرير المركز مطلقا ولن يقنعني، وأما الطرقات والشوارع فالعاهة مستديمة ولا ينفع في علاجها إلا الكي.
بقلم/ علي عويض الأزوري