11المميز لديناالأدب والثقافةفن و ثقافة

نوبل تمنح جائزة الأدب للكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ

حصلت الكاتبة الكورية الجنوبية “هان كانغ” على جائزة نوبل للآداب لعام 2024، لتصبح أول كورية جنوبية تحصد هذا التكريم الأدبي العالمي. وتم الإعلان عن فوز كانغ البالغة من العمر 53 عاماً، أمس الخميس في ستوكهولم، تقديراً لإبداعها الأدبي المتميز، الذي يمزج بين الأسلوب الشعري المكثف والغوص العميق في النفس البشرية.

وأوضحت لجنة نوبل أن كانغ استحقت الجائزة “عن نثرها الشعري المكثف الذي يواجه الصدمات التاريخية ويكشف هشاشة الحياة البشرية”، مضيفة أن أعمالها تعكس قوة في معالجة الجوانب النفسية المعقدة للإنسان وتستمد كثيراً من الفكر الشرقي.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية

ووفقا للأكاديمية لديها وعي فريد بالروابط بين الجسد والروح، الأحياء والأموات، وبأسلوبها الشعري والتجريبي أصبحت مبتدعة في النثر المعاصر.

تتميز أعمال هان كانغ الحائزة على جائزة الأدب حديثًا بهذا التعرض المزدوج للألم، والتوافق بين العذاب العقلي والجسدي مع ارتباطات وثيقة بالتفكير الشرقي.

ولدت هان كانغ في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 1970 في مدينة غوانغجو الكورية الجنوبية، وبدأت مسيرتها الأدبية في تسعينيات القرن الماضي بنشر أعمالها الشعرية. لكن شهرتها العالمية جاءت لاحقًا مع روايتها “النباتية” التي فتحت لها أبواب العالمية.

وتعد روايتها “الأفعال البشرية” (2014)، التي تستند إلى مجزرة غوانغجو عام 1980، واحدة من أبرز أعمالها، حيث تستعرض من خلالها تأثير العنف السياسي على الفرد والمجتمع بأسلوب متميز يجمع بين النثر الشعري والتحليل العميق.

إلى جانب فوزها بجائزة نوبل، حققت هان كانغ إنجازات أدبية بارزة، من بينها جائزة بريكس ميديس الفرنسية عام 2021 عن روايتها “وداعًا”، والتي كانت أول كورية تفوز بهذا التكريم. كما رُشحت لجائزة مان بوكر مجددًا في 2017 عن روايتها “الدروس اليونانية”.

وجاء فوز هان كانغ بجائزة نوبل للآداب لعام 2024 ليعزز موقع كوريا الجنوبية على الخريطة الأدبية العالمية. وهي بذلك تصبح ثاني كورية تحصل على جائزة نوبل بعد الرئيس السابق كيم داي جونغ، الذي نال جائزة نوبل للسلام عام 2000. هذا الإنجاز ليس مجرد تكريم لموهبتها الفردية، بل هو إشارة إلى التأثير المتزايد للأدب الكوري على الساحة العالمية، وقدرته على الوصول إلى جمهور واسع.

فوز هان كانغ بجائزة نوبل يُعد خطوة مهمة في تمثيل الأدب غير الغربي في المشهد الأدبي العالمي. فعلى مدار تاريخ الجائزة، هيمنت عليها الأعمال الأدبية الغربية والكتّاب الذكور. من بين 121 فائزًا بالجائزة، كانت النساء 18 فقط، والكتّاب من آسيا أو أفريقيا أو الشرق الأوسط قلة مقارنة بمن يكتبون باللغات الأوروبية الكبرى.

ولم يفز بالجائزة إلا كاتب واحد بالعربية هو المصري نجيب محفوظ عام 1988، مقابل 16 مؤلفاً بالفرنسية. وفي العام المنصرم، نال نوبل الآداب الكاتب المسرحي النروجي يون فوسه.

وتقدر قيمة جائزة نوبل في الآداب بـ 11 مليون كرون سويدية (1.06 مليون دولار).

أبرز أعمال الكاتبة الكورية هان كانغ

“النباتية” (The Vegetarian)

رواية تستكشف التحول الغريب الذي يحدث لامرأة تقرر التوقف عن تناول اللحوم، مما يؤدي إلى سلسلة من الأحداث المأساوية في حياتها الشخصية والعائلية. تتناول الرواية قضايا مثل السلطة الجسدية والتحكم الذاتي.

“الكتاب الأبيض” (The White Book)

هذا العمل شبه سيرة ذاتية ويتناول مواضيع الفقدان والذاكرة.

“أفعال بشرية” (Human Acts)

رواية تركز على أحداث حقيقية مثل المذبحة التي وقعت في مدينة غوانغجو عام 1980، وتتناول تبعات العنف السياسي على الأفراد والمجتمع.

أعمال هان كانغ تمتاز بالكتابة الشاعرية والاهتمام بالجانب النفسي العميق للشخصيات، وهي تعكس كثيرًا من التوترات الاجتماعية والسياسية في كوريا الجنوبية.

وفي عام 2023، منحت الجائزة للنرويجي يون فوسه، وفي العام الذي سبقه للفرنسية آني إرنو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى