11المميز لديناالأدب والثقافةفن و ثقافة

الشاعر البحرينى قاسم حداد يفوز بجائزة “الأركانة” العالمية للشعر

تتخذ جائزة الأركانة العالمية للشعر، التي يمنحها بيت الشعر بشراكة مع مؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير بتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، طابعاً تكريمياً، بحيث لا يتبارى الشعراء على الجائزة ولا يتقدمون إليها بأعمالهم، بل تجتمع لجنة مشكلة من نقاد ومترجمين ودارسين للشعر وتتوافق على اسم يحظى بشهرة كبيرة في بلده، فضلاً عن مراكمته لتجربة مهمة في الكتابة الشعرية.

واختارت الجائزة في دورتها الأخيرة أن تنحاز إلى الحداثة الأدبية في شكلها الأكثر راهنية في العالم العربي، بحيث أعلن بيت الشعر في المغرب أخيراً تخصيص جائزة الأركانة في دورة 2024 للشاعر البحريني قاسم حداد باعتباره “علامة مضيئة في سجل الشعر العربي والإنساني، أسفر منجزه الإبداعي، الذي يمتد منذ سبعينيات القرن الماضي إلى اليوم، عن أزيد من 40 ديواناً وكتاباً، علاوة على حضور وازن في الحياة الثقافية والأدبية”.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية

وأشاد بيان الجائزة بالأثر الذي خلفه صاحب “أخبار مجنون ليلى” في المشهد الثقافي البحريني منذ مساهمته في تأسيس “أسرة الأدباء والكتاب في البحرين” عام 1969 وانفتاحه المبكر على عالم الإنترنت، وإمكاناته في نشر الثقافة عبر تأسيسه لموقع “جهة الشعر”. كما نوه تقرير الجائزة بانخراط الشاعر في “عدد من التجارب الإبداعية المشتركة مع كتاب وشعراء وفنانين، اقتسم معهم الحاجة إلى الذهاب إلى الشعر بأعناق محررة”.
الشاعر البحرينى قاسم حداد يفوز بجائزة "الأركانة" العالمية للشعر - صحيفة هتون الدولية

يعتبر قاسم حداد رائداً للكتابة الشعرية الحديثة في بلدان الخليج العربي، إذ انتبه باكراً لما تعرفه القصيدة من تحولات في بلدان عربية كانت سباقة إلى الكتابة الجديدة مثل لبنان وسوريا والعراق ومصر، وعمل على المواكبة والمتابعة حتى لا تكون قصيدته متأخرة عن الانتماء إلى الأفق الذي فتحته المختبرات الشعرية العربية منذ منتصف القرن الماضي. فسبق للشاعر عباس بيضون أن أشار في مقالة له عام 1985 إلى هذه الرغبة المتجددة لدى صاحب “عزلة الملكات” في أن تتسم كتاباته بالجدة والراهنية، وأن يكون لها موقع في الصفوف الأمامية للحداثة الأدبية، إذ قال بيضون قبل 40 سنة: “كتب قاسم حداد يوم عرفنا بداياته من السقف الذي بلغه شعر أدونيس، واليوم يكتب من السقف الذي بلغته القصيدة النثرية”.

تراوح قصيدة قاسم حداد مكانها باستمرار، فهي توجد على الدوام خارج مناطق الهدوء والسكينة. إنها كتابة تستمد توهجها من متاخمة مناطق التوتر واقتحامها، وهي في عز هذه المراوحة لا تغرق في التجريب، ولا تنساق وراء الاشتغالات اللغوية على حساب ما تحمله من معان ودلالات، بل إننا أمام تجربة تتوق باستمرار إلى التحول والابتكار، من دون أن تنخفض فيها حرارة التجربة الإنسانية.

حصل قاسم حداد على جائزة المنتدى الثقافي اللبناني في باريس عام 2000، وجائزة سلطان العويس الثقافية عن حقل الشعر لدورة 2000 – 2001. وفي عام 2017 حصل على جائزتين هما أبو القاسم الشابي للإبداع الأدبي التي عادت للساحة الثقافية في تونس بعد توقفها منذ 2011، وجائزة محمد الثبيتي الشعرية في دورتها الثالثة في المملكة العربية السعودية. وفي عام 2020 حصل على جائزة ملتقى القاهرة الدولي الخامس للشعر العربي.

يشار إلى أن جائزة الأركانة العالمية للشعر انطلقت سنة 2002، وتعتبر جائزة للصداقة الشعرية، يقدمها المغاربة لشاعر يتميز بتجربة في الحقل الشعري الإنساني، ويدافع عن قيم الاختلاف والحرية والسلم.

وفاز بهذه الجائزة عدد من الشعراء الكبار، من بينهم بي ضاو، ومحمد السرغيني، ومحمود درويش، وسعدي يوسف، وأنطونيو غامونيدا، وإيف بونفوا، ونونو جوديس، ومحمد بنطلحة، ومحمدين خواد، ووديع سعادة، وتشارلز سيميك، ومحمد الأشعري، وجوزيبي كونتي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى