11المميز لديناتقرير إخباري

ظاهرة سحابية غامضة تأخذ شكل الأطباق الطائرة

ظهر مؤخرا تكوين سحابي مذهل وغامض، يُعرف محليا باسم “تاييري بيت”، في صورة مذهلة فوق منطقة أوتاجو بنيوزيلندا.

وهذه السحابة الطويلة الغريبة، والتي غالبا ما يتم الخلط بينها وبين مشاهدات الأجسام الطائرة المجهولة بسبب شكلها غير المعتاد، هي ظاهرة جوية متكررة تتشكل بانتظام بين بلدتي ميدلمارش وهايد في الجزيرة الجنوبية.

ويتم تصنيف “تاييري بيت” على أنها سحابة عدسية عالية الارتفاع (ASLC)، وهو نوع نادر من السحب يتطور عندما يمر الهواء الرطب فوق سلسلة روك آند بيلار، وهي سلسلة جبال قريبة.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية

وتساعد الرياح القوية العمودية التي تهب من الشمال في الحفاظ على الشكل الثابت المميز للسحابة، وفقا لمرصد الأرض التابع لوكالة ناسا، وفي هذه الحالة، تمتد السحابة بطول 7 أميال (11.5 كيلومتر) تقريبا.

وتتشكل السحب العدسية عندما تتدفق موجات الهواء فوق الحواجز الطبوغرافية، مثل الجبال، مما يجبر بخار الماء على التكاثف في طبقات ناعمة ومكدسة.

وأوضح جون لو، عالم الأرصاد الجوية بنيوزيلندا في تقرير نشره موقع “سبيس دوت كوم”، أن السحابة تظل ثابتة تقريبا، وتتشكل بفعل الرياح القوية التي تهب من خلالها، وعند النظر إليها من الجانب، غالبا ما تشبه “كومة من الفطائر” أو “كومة من الأطباق”، مما يخلق مظهرا من عالم آخر يؤدي غالبا إلى الخلط بينها وبين جسم طائر مجهول الهوية.

ومن المعروف أيضا أن السحب العدسية مثل “تاييري بيت” تشكل مخاطر على الطيران، ويمكن للطائرات التي تحلق عبر هذه السحب أن تواجه اضطرابات شديدة بسبب التيارات الهوائية الرأسية بالداخل، ويمكن أن تتسبب درجات الحرارة المنخفضة داخل السحب في تكوين الجليد على الطائرات، وفقًا لمكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة.

وتمكن العلماء من وكالة ناسا من التقاط المشهد في شهر سبتمبر الماضي في صور الأقمار الصناعية.

وقبل ذلك، تم التقاط هذه الظاهرة آخر مرة في عام 2020 بواسطة الضابط الأول في الخطوط الجوية النيوزيلندية جيف بيكيت، الذي كان على متن طائرة متجهة إلى دنيدن، وهي مدينة في الجزيرة الجنوبية.

وقال في حديث لصحيفة “أوتاجو ديلي تايمز”: “أطير منذ 20 عاما ولم أر شيئا كهذا من قبل. هذه هي السحابة الأكثر إثارة للإعجاب على الإطلاق”. مشيرا إلى أنه عند مراقبتها يمكن ملاحظة أنها كانت تستمر في الارتفاع.

وكان أول سجل لاكتشاف هذه السحابة في 29 أكتوبر 1896، حيث ذكرت صحيفة Otago Witness التي لم تعد موجودة الآن، أن ظهور السحابة دليل على قدوم اضطراب جوي قوي، ثم كتبت لاحقا أنه هناك عاصفة قوية حدثت واستمرت طوال الأسبوع وأضرت بالمحاصيل.

ويعرف هذا التكوين السحابي باسم سحابة عدسية من نوع السحاب الركامي المتوسط (ASLC)، والمعروف أيضا بالسحب العدسية، وهي نوع من السحب التي تتميز بشكلها العدسي الممدود والمسطح.

وهذا النوع من السحب يتكون عادة فوق الجبال أو التكوينات الجغرافية الكبيرة، على ارتفاعات متوسطة، بين 2 إلى 7 كيلومترات فوق سطح الأرض.

وتتشكل عندما يتدفق الهواء الرطب حول عقبة، مثل جبل، مما يؤدي إلى تصاعد وتكاثف الهواء على شكل سحب عدسية.

تُعرف هذه السحب بأنها “ثابتة”، حيث تظل في مكانها حتى مع تغير الظروف الجوية المحيطة.

وتعد هذه الظاهرة مؤشرا على تغييرات في الطقس، وغالبا ما تكون علامة على وجود اضطرابات جوية في المنطقة. وتُستخدم أيضا في الدراسات المناخية والجوية لفهم أنماط الحركة الهوائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى