11المميز لديناسير و شخوصشخصية ذات بصمة

الوزير غازي القصيبي.. سندباد الشعر ودبلوماسي الحنكة السياسية

غازي القصيبي هو شاعر وأديب سعودي راحل له العديد من المؤلفات الأدبية المميزة والتي جعلت منه أحد أهم الكتاب السعوديين، كما كان دبلوماسيًّا وشغل العديد من الوظائف المهمة في المملكة العربية السعودية.

إعداد/ نشوى سرحان

مولده ونشأته

غازي عبد الرحمن القصيبي ولد بالأحساء في 2 من مارس لعام 1940، وهو أصغر أخوته ورابعهم، عاش طفولته في كآبة -كما يصفها- حيث توفيت والدته بعد تسعة أشهر من ولادته، وقبل ولادته بقليل كان جده لوالدته قد توفي أيضًا وإلى جانب هذا كله كان بلا أقران أو أطفال بعمره يؤنسونه. وقد قال غازي عن تلك النشأة: “ترعرعت متأرجحاً بين قطبين أولهما أبي وكان يتسم بالشدة والصرامة (كان الخروج إلى الشارع محرّما على سبيل المثال)، وثانيهما جدتي لأمي، وكانت تتصف بالحنان المفرط والشفقة المتناهية على (الصغير اليتيم)”، ولم تؤثر هذه النشأة على غازي بالتأثير السلبي بل كان لها تأثير إيجابي على عكس المتوقع.

تلقى تعليمه الإعدادي والثانوي في المنامة بالبحرين، ثم حصل على إجازة في الحقوق من جامعة القاهرة بمصر، كما نال درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، قدم خلالها الكثير لرابطة الطلاب العرب في المهجر، حصل بعدها على الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة لندن البريطانية عبر أطروحة قدمها عن اليمن عام 1971.

إنجازاته والمناصب التي تولاها

بعد حصوله على إجازة في القانون من جامعة القاهرة تولى أول مهامه على الصعيد المهني، حيث عاد إلى السعودية واحتل منصب أستاذ مساعد في كلية العلوم الإدارية بجامعة الملك سعود في الرياض عام 1965،

كما عمل منذ بداياته كمستشار قانوني في مكاتب استشارية في وزارة الدفاع والطيران، وزارة المالية ومعهد الإدارة العامة.

نال غازي القصيبي منصب عميد كلية التجارة في جامعة الملك سعود عام 1971 بعد حصوله على الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة لندن، ثم مدير المؤسسة العامة للسكك الحديدية في 1973،

أسس خلال تلك الفترة علاقات قوية مع الأسرة الحاكمة وبخاصة مع الأمير نايف والأمير فهد اللذين مهدا دخوله لمجلس الوزراء عبر تشكيلته الجديدة لعام 1975.

كانت أولى المناصب الرفيعة التي تولاها غازي القصيبي تسلمه لوزارة الصناعة والكهرباء عام 1976، ثم وزير الصحة في 1982، قدم فيها العديد من الإنجازات المهمة في تاريخ المملكة وقد ساعده على ذلك التسهيلات الملكية، إلى أن تعرض للفصل بسبب مواجهته لشركة رفيق الحريري وعلاقته بالأمير فهد بقصيدة “القلم تم بيعه وشراؤه”.

بعد فصله انتقل للبحرين وبناءً على رغبته أصبح غازي سفيرًا للسعودية لدى البحرين في 1984، تلاها سفيرًا للسعودية لدى بريطانيا في 1992، ليعود إلى المملكة من السلك الدبلوماسي إلى مجلس الوزراء وزيرًا للمياه والكهرباء عام 2003، ثم وزيرًا للعمل عام 2005.

أعماله

وبين إلقاء المحاضرات التعليمية، السياسة والسلك الدبلوماسي برز غازي القصيبي كأهم الأدباء السعوديين، فعلى الرغم من تنوع مهامه وتعددها كان للأدب المكانة الأهم لديه، حيث لجأ لدواوين الشعر والروايات التي تجاوزت الستين مؤلفًا، التي قدمها لتعبر عن مواقفه ومشاعره وآرائه على كافة الأصعدة، يبرز منها الوجه السياسي الذي كان يعارض بعض الأحيان السياسات السعودية وهو من الأمور غير المسبوقة في المملكة.. ومن أعماله:

شقة الحرية – حياة في الإدارة – دنسكو – أبو شلاخ البرمائي – العصفورية – سبعة – سعادة السفير – الجنية – العودة سائحا إلى كاليفورنيا – هما – حكاية حب – رجل جاء وذهب – بيت – أقصوصة ألزهايمر، نشرت بعد وفاته – الوزير المرافق.

وله إسهامات صحافية متنوعة أشهرها سلسلة مقالات، في عين العاصفة التي نُشرَت في جريدة الشرق الأوسط إبان حرب الخليج الثانية، كما أن له مؤلفات أخرى في التنمية والسياسة وغيرها:

(التنمية، الأسئلة الكبرى – عن هذا وذاك – باي باي لندن – الأسطورة ديانا -100  من أقوالي غير المأثورة – ثورة في السنة النبوية – حتى لا تكون فتنة).

غازي الشاعر

كان يُطلق على غازي القصيبي سندباد الشعر السعودي الحديث؛ فقد استطاع أن يترجم بعضًا من أشعاره إلى اللغة الإنجليزية من خلال ديوانه المسمى (الشرق والصحراء)FROM THE ORIENT AND THE DESERT حيث استطاع من خلال الترجمة الوصول إلى قراء الإنجليزية، وقد نال شعره الانتشار الواسع بين القراء ودليل على ذلك ديوانه معركة بلا راية الذي صدر في بيروت سنة 1971م، وقد برز في شعره جانب الصدق والمكابدة في قصيدته المسماة (يا أعز النساء)، واستطاع غازي القصيبي التقاط الصور وسكبها في أشعاره على هيئة لوحات فنية.

من أعماله الشعرية

  • أشعار من جزائر اللؤلؤ – مطبعة دار الكتب بيروت 1960م – 1380هـ
  • قطرات من ظمأ – مطبعة دار الكتب بيروت 1965م – 1385هـ
  • في ذكرى نبيل – مطبعة دار الكتب بيروت 1969م – 1389هـ
  • معركة بلا راية – مطبعة دار الكتب 1970م – 1390هـ
  • أبيات غزل – دار العلوم 1976م – 1396هـ
  • أنت الرياض – ط1 المكتب المصري الحديث – ط2 دار العلوم 1977م – 1397هـ
  • قصائد مختارة – دار الفيصل الثقافية 1980م/1400هـ
  • الحمى – الكتاب العربي السعودي 1982م – 1402هـ
  • العودة إلى الأماكن القديمة – دار الصقر المنامة 1985م – 1405هـ
  • المجموعة الشعرية الكاملة – ط1 دار المسيرة للطباعة والنشر، ط2 تهامة 1987م – 1407هـ
  • ورود على ضفائر سناء – المؤسسة العربية للدراسات والنشر 1987م – 1407هـ
  • مرثية فارس سابق – الكتاب العربي السعودي 1990م – 1411هـ
  • عقد من الحجارة – المؤسسة العربية للدراسات والنشر 1991م – 1411هـ
  • سحيم – المؤسسة العربية للدراسات والنشر 1996م – 1416هـ
  • قراءة في وجه لندن – المؤسسة العربية للدراسات والنشر 1997م – 1417هـ
  • واللون عن الأوراد – دار الساقي 2000م – 1420هـ
  • يا فدى ناظريك – العبيكان 2001م – 1421هـ
  • الأشج – المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2001م – 1421هـ
  • للشهداء – المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2002م – 1423هـ
  • حديقة الغروب – العبيكان 2007م – 1428هـ
  • البراعم – دار القمرين 2008م – 1429هـ

من أقواله واقتباساته

وفاته

توفي عن عمر يناهز السبعين عامًا في يوم الأحد 5 من رمضان 1431 هـ الموافق 15 من أغسطس 2010 الساعة العاشرة صباحًا في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض بعد معاناة طويلة مع المرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88