الأدب والثقافةفن و ثقافة

مشروع مساندة الثقافي البحريني يصدر فلاشات قصصية مدهشة تفتح باب التأويل

ضمن “مشروع مساندة” الذي تدشنه مبادرة وجود للثقافة والإبداع بالبحرين بالتعاون مع دار فراديس للنشر والتوزيع، صدر حديثاً أربعة إصدارات قصصية قصيرة جداً، لكل من القاصين البحرينيين خديجة هارون التي جاءت مجموعتها تحت عنوان “عساليج”، ومنى حبيل التي حملت مجموعتها عنوان “حكايات مختلسة”، وحسن علي حسن ومجموعته الموسومة بـ”نوافذ”، فيما كانت “متاهات” عنواناً لمجموعة جنان القصاب.نتيجة بحث الصور عن “مشروع مساندة”

يوضح القاص عبدالعزيز الموسوي، مدير مشروع مساندة، لـ”العرب” أن ما يميّز المنجزات رغم حداثة تجربتها في الوعيِ وفي التكنيك القائم على أسس القصة القصيرة جداً حبكة وتكثيف ومفارقة ووحدة الموضوعات التي تعددت وشملت الجوانب السياسية والاجتماعية والذاتية وفتحت باب التأويل بشكل موارب وتعمدت الإدهاش والصدمة

فلاشات سريعة

تتكئ خديجة هارون في مجموعتها “عساليج” (وهو ما اخضرّ ولانَ من أغصان الشجر) على السؤال الذي لا يُنتظر جوابه بقدر انتظار ما سيؤول إليه من وعي بالسؤال نفسه. لهذا نواجهها في فلاشاتها القصصية السريعة وهي تشقّ الساكن وتحرّكه بجدية مسكونة بالدهشة، فمن خلال تأملها ترصد رؤيتها الكونية للزواج وللحب والقضاء والقدر وللتربية وللجمادات التي تؤنسنها على الدوام.

تقول خديجة متحدثة لـ”العرب” عن المجموعة “ارتكز الكثير من القصص على الجانبين الاجتماعي والإنساني، وتحدث بعضها عن الجوانب الاقتصادية والسياسية والتربوية، كـَ‘إهمال‘ و‘سلبي‘، وأيضا: الحب والحرب، الشر والخير، الفقر والغنى. وعمدت في الحديث عن الشر والظلم والسلطة السياسية إلى الترميز لتوصل الأفكار دون قصٍّ من الرقيب، كما في نصّي ‘إيمان‘ و‘تجويع‘، النفاق والتناقضات في البشر كما في نص ‘نفاق‘ و‘تظاهر‘، القصة التي حوت جانباً آخر من إقدامٍ متعمد على القتل وفزعٍ لحدوث آخر. السياسة الإعلامية، سياسة تشويه الحقيقة وإبراز ما يصب في المصلحة، هي سياسة وليدة المجتمعات لا الحكومات. فالكثير من الأفراد في المجتمع يعمدون إلى تسقيط من يخالفهم في الرأي لينهض صيتهم البائس على حساب الآخرين، ولذلك جاء نصّا “خِسّة” و”محتال”.

وتتابع في السياق نفسه “تأتي بعض القصص كـَحوار كما في “سؤال”، القصة التي تحاور العقل أيضا. العادات والتقاليد السيئة التي لا تراعي الإنسانية “زواج” و”نهج تربوي”، قصة ترينا كيف أن التربية تحيلنا إلى مجتمع ذكوري ومتسلط. بعض القصص أنسنت الجمادات لتوصل الفكرة بشكل مختلف يعتمد الإدهاش”.

حكايات مختلسة

قصص منى حبيل “حكايات مختلسة” تشبه الطلقات السياسية القاتلة بكل ما تحمل من رموز محتاجة إلى تفكيكها والعمل على قراءتها ضمن سياقاتها الاجتماعية والزمانية التي تولّدت فيها. لكنها -رغم جدّيتها- تلغّم بعض قصصها بمناطق من الكوميديا السوداء ساخرة من الأنساق الاجتماعية تارة، ومسلطة نقدها عليها تارةً أخرى

تقول منى لـ”لعرب” “إن سرعة الحياة المجنونة جعلت حكايات الناس اليوم سريعة ومختزلة جدا ككوب الشاي السريع المقدم في أحد المقاهي وكالجريدة المرمية على الطاولات تتناولها الأيدي بسرعة هنا وهناك، وهو ما أستوحيه في مجموعتي القصصية ‘حكايات مختلسة’ عبر نصوصها المختزلة جداً، والتي وجدتها بين أحاديث الناس البسطاء من عمال عائدين لبيوتهم أو نساء يعشن نتيجة بحث الصور عن خديجة هارون في مجموعتها “عساليج”صراع المجتمع الذكوري أو عاطل عن عمل يبحث عن إبرة الحظ في كومة الفساد الإداري، والكثير من الحكايات السريعة العميقة. فنص ‘الجنسية’ مثلا يحيلك إلى كائن لا هوية له يرى نفسه مواطناً ويحمل هم وطن متأثر بالبعد السياسي والتغيرات المتسارعة للأحداث منذ الربيع العربي إلى اليوم، ونص “الكرادة” يعيد رسم خارطة البعد الإنساني بداخلنا حول طفل رحل ونسي إعادة غطاء سريره تاركا خلفه قلب أمه المحترق، وللفكاهة نصيب ممزوج بمرارة الأحكام الشخصية الظالمة في نص ‘العصيدة’. نحن أفكار متنقلة تجوب القلوب والأماكن وتبحث عن انتماء حتى تلفظ أنفاسها الأخيرة، هكذا كان حال نص ‘طائفية’، وإن ظننت أن مسيرة عملك وسلمك الوظيفي سيعلوان بك عاليا لخبرتك أو شهاداتك يوقظك نص ‘ترقية’، وبين السياسة والألم والأمل يبقى الشوق للراحلين أعظم شعور في نص ‘شوق’، ولا ترتقي الأمم إلا بالمكتبات فتعيد الأموات أحياء وتظهر الأحياء أمواتا. مجموعة ‘حكايات مختلسة’ نظرة مختلسة على عالم يدور بنا ويدور علينا بتناقضاته وهوسه”.

مفارقات اجتماعية

تسكن نصوص حسن علي حسين “نوافذ” الحسرة والخوف والقلق. إنها تحاول رسم انكسار الحلم على المستويين الفردي والاجتماعي، لذا ينطلق حسن أحياناً من الفرد إلى المجتمع، وأحياناً من المجتمع إلى الفرد تاركاً وراءه أسئلته الكبيرة الصغيرة. مجموعة “نوافذ” تحاول أن ترصد هموم الناس في فلاشات قصيرة تعبّر عن مشاكلهم الاجتماعية والنفسية والسياسية التي تحاصرهم. لهذا نراه يراقب ويتأمل ويكتب.

يقول حسن علي في حديثه عن مناخات مجموعته لـ”العرب” “تحتوي المجموعة على أكثر من خمسين نصاً من جنس القصة القصيرة جداً، مواضيع القصص مختلفة، عبرت من خلالها عن رسائل عديدة على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وبعض المشاكل اليومية في إطار سردي متنوع. كما تتضمن أساليب مختلفة في كتابة القصة القصيرة جداً سواء في الحوارات أو في استخدام الأساطير والأنسنة وأيضاً بعض القصص تلوّنت بالنقد الساخر، وهي باكورة أعمالي كقاص بحريني”.

تكثّف حنان القصاب مشاهدها القصصية على المفارقة الاجتماعية بين المشهد المعلن والمشهد المخفي لتشعر قارئها بفداحة التناقض بين العالمين. وبالرغم من اهتمامها بالمرأة الشرقية المهمشة في المجتمع الذكوري تلتفت إليها أيضاً بالنقد، فلا تجعلها في حالة طهرانية دائمة. تقول القصاب متحدثة عن مجموعتها “تتعدد المناخات في إصدار ‘متاهات‘ بين عاصفةٍ وهدوء يسبقها، يحتوي الإصدار على العديد من المواقف التي يمر بها الإنسان، ربما أنت وربما أنا، دون تسلسل بدأت حكاية المتاهة حين هامت فتاة مع والدتها خارج منزلهما في غياب الابن الذي خطفه الموت قبل أن يتم زفافه، مما اضطرهما إلى التشرّد ومعايشة مختلف طبقات المجتمع في تلك الديار. القليل منها هو من نسج الخيال والكثير منها من واقع نعيشه مع مرور السنين. بين طيّات ‘متاهات’ العديد من العِبَر أتمنى مِن مَن يعبر هذه الـ’متاهات’ أن يُلاقي ولو جزءاً من هذه العبر”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88