قلعة القطيف.. قلعة أثريّة تقع على تلّ مُرتفع بمدينة القطيف
قلعة القطيف – يعود تاريخ القلاع إلى عصورٍ مختلفة وهي تختزل ذاكرة التاريخ والمعارك والحروب التي خيضت في محيطها.
وبعض هذه القلاع تعود لفترة ما قبل التاريخ، لكنها ظلت صامدةً لتروي لنا أقدم القصص والروايات، فعاشت قروناً كثيرة وسنين مديدة وضمت بين جنباتها أناساً من الأزمنة الغابرة والحديثة.
ولكن للأسف؛ فقد تم تدمير بعض القلاع وأحياناً تم هدمها عمداً في زمننا الحديث، فلم يبقَ منها إلا قصتها وذكراها. ومن هذه القلاع قلعة القطيف التي مضى على بنائها مئات الأعوام..
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية
يعرّف البعض هذه القلعة بأنّها تاريخ مدفون في مبانٍ متآكلة. وتعتبر هذه القلعة أو ما بقي منها إرثًا ثمينًا لواحة القطيف. تم إنشاؤها عام 216 هجري وهي مبنى كبير يضم غرفًا وردهات ومخابئ تقع في قلب مدينة القطيف، بناها الساسانيون في القرن الثالث الميلادي على تلّ مرتفع، وكان فيها قصر البلاط الملكي وقصور الضيافة وحظائر المواشي، وقد اتخذت قاعدة عسكرية ثم مستودعاً للبضائع وفي وقت لاحق مقراً للسكن.
يعود تاريخ بناء القلعة إلى القرن الثالث الميلادي، ويُعتقد بأن من بناها هم الساسانيون، وقد كان يُطلق عليها المدينة المحصنة، بالرغم من أن منطقتها كانت بلدة صغيرة يسكنها الصيادون.
كما أنها كانت مخزناً للتوابل والعطور القادمة من جزيرة التاروت لفترةٍ من الزمن، وكان لها اسمٌ آخر وهو الفرضة، وقد تحدث عنها ياقوت الحموي بأنها كانت سكناً لبني عامر بن الحارث بن عبد القيس.
وربما تكون هي مدينة الخط التي بُنيت على يد أردشير الأول حيث كان قد اتخذ القلعة كقاعدة عسكرية وحصنٍ للدفاع، وذلك بفضل مكانها الاستراتيجي حيث تقع على الساحل بشكلٍ مباشر.
الهيكليّة المعماريّة للقلعة
آحادٌ محدودة من بيوت متراصّة، متداخلة، كما كانت في الزمن القديم. جدار البيت بجدار بيت الجار، وممرّ مسقوف يتّكئ على جدران بيوت الحيّ بمودّة وتراضٍ. ونوافذ تلتقط الهواء من عفوية الريح العابرة، وأزقّة تتذكر خطوات العابرين وعرق الكادحين وأشياء الناس القديمة.
يقوم طراز البيوت في هذه القلعة على فكرة تُعرف بـ «السافات»، وهي رصف طبقة إسمنتية، ثم طبقة أخرى حجرية، يقسم بعدها الحائط إلى جدار مصمت ونقيله، وصلخ، ثم يختم بما يعرف «بالرباط»، أمّا مساحة تلك البيوت فقد بلغت نحو 200 متر مربع أو تقل قليلاً. ومازالت بعض البيوت لليوم تُبهر الزائر بروعة النقوش كبيت “البيات” الذي مازال مفتوح الأبواب في حي الخان بالقطيف، وبيتين للجشي يعجز اللسان عن وصفهما، لما تميزا بدقة البناء المعماري القديم الذي يعجز الفن المعماري الحديث من مقاربة فنهما.
تحتوي قلعة القطيف على أحدَ عشر مسجداً، أهم هذه المساجد هو مسجد الخان، والراجحية، وجامع المنارة وهو أقدم جامعٍ بها وقد بُني في القرن الثامن الهجري.
وتنقسم القلعة إلى أربعة أحياء بطرقها الضيقة، أشهرها ساباط الظلمى.
وفي القلعة آبارٌ للمياه أحدها ضاربٌ للملوحة وآخر للمرارة، ولكن هناك بئرماءٍ يسمى (مغيبوه) أحلى الآبار ويشرب منه كل سكان القلعة، وذلك على الرغم من أن كل بيتٍ يضم بئراً للمياه.
وأما الينبوع الذي يقع في الشمال الشرقي؛ فقد كان يسقي بعض النخيل التي تتواجد في ذلك الحي ليتجه شمالاً نحو البحر، فتم إنشاء قناةٍ لتتجه مياهه نحو بركة مسجد الأمارة شرقاً وبعد ذلك نحو البحر.
بعد معرفتنا بهذه القلعة المميزة وبما تحتويه وتلهفنا لرؤيتها، فيبدو بأن ذلك لن يكون ممكناً، فالقلعة لم تعد موجودة!.
نعم، لقد أصبحت قطعاً من الركام فقط، وذلك بعد أن تم انتزاع ملكية القلعة من الأهالي، فأُزيل السور والجامع ومنارته، مع المنازل والمباني تدريجياً، لتُهدم القلعة بعدهم وتختفي آثارها ومعالمها.
كان ذلك في ثمانينيات القرن العشرين، لتصبح القلعة ميداناً ومواقفاً للسيارات، ولم يبقَ منها إلا 18 منزلاً متهالكاً..
قلعة القطيف أو حاضرة القطيف أو قصبة القطيف أو مدينة القطيف المُحصّنة أو الفرضة أو المحفوظة هي قلعة أثريّة تقع على مُرتفع من الأرض في قلب مدينة القطيف، شرق المملكة العربية السعودية. يرجع تاريخ بناء قلعة القطيف إلى القرن الثالث الميلادي على يد الساسانيين، واتّخذها العُثمانيون من بعدهم قاعدةً عسكرية ونقطةً دفاعيّة في الخليج العربي بعد ترميمهم لها في القرن السابع عشر الميلادي سنة 1630م/1039هـ، وأصبحت بعدها مستودعاً للبضائع وفي وقت لاحق مقرّاً للسكن.