الفنون والإعلامفن و ثقافة

افتتاح مهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية

حفل افتتاح مهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية في دورته الثامنة عشرة بمحطة وليلي الأثرية.   أقيمت دورته هذه السنة  بتعاون مع مجلس جهة  فاس  مكناس، وجماعة مكناس.  بعد أن قوضت سلفا جهة (مكناس  تافيلالت) لصالح قطب فاس. 

فعاليات الدورة ال 16 لمهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية الذي نظمته وزارة الثقافة على مدى أربعة أيام، بتنظيم أمسية فنية جمعت بين التراث العيساوي والأغنية العصرية. واستمتع جمهور العاصمة الإسماعيلية بوصلات في الذكر العيساوي والحضرة أدتها الطائفة العيساوية “الأخوين” برئاسة المقدم عبد الصمد هادف.كما كان الجمهور على موعد مع أغاني عصرية أداها المطرب زكريا الغفولي خريج برنامج اكتشاف المواهب “استوديو دوزيم” نسخة 2010 .

انطلق الحفل بكلمة ترحيب من طرف الفنانة القديرة اسمهان عمور، والتي كان يبدو عليها الإرهاق والضغط  النفسي في ظل تعدد  الآراء باختلاف المتدخلين (الفهامية)  وكأننا في موسم ولي صالح. في حين أن تجربة مهرجان وليلي (17 سنة) قد راكم صناعه ومدبروه تجربة أصيلة في إدارة دفة الأنشطة الفنية بكل علامات الاستحقاق،  ونال المهرجان عطف الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

صورة ذات صلة

بعدها صعد وزير الثقافة والاتصال السيد محمد الأعرج المنصة وأشار في مداخلته إلى  لزوم “… السير بخطى ثابتة نحو تعزيز عناصر التنمية المستدامة التي لا تستقيم  إلا  في ظل مقاربة مندمجة لا تغفل عنصرا ولا تتجاهل مجالا”.  كلمة وزير الثقافة والاتصال اكتفى بها المنظمون (بصيغة الجمع ) حين تم تجاوز مداخلة ممثل الجهة في حفل الافتتاح وكلمة رئيس مجلس مكناس بالحذف من البرنامج الأولي.

لحظة ممكن أن أقول لكم أن موسيقى العالم التقليدية  للحفل لم تشد إليها  بالمتابعة والإنصات التام لعموم الجمهور، بل ما شدنا إلى لحظة الافتتاح كواليس الحفل حيث بدا التوتر واضحا على المندوب الجهوي للثقافة ( الحلقات الثنائية، وعملية القيل والقال)، وانطلقت الوشوشة الجانبية والتي زادت من تلف وضياع برنامج الحفل بالتمام. حيث ساد التقديم والتأخير في فقرات المهرجان ،  وزاد من أعداد المتدخلين في فقرات برنامج حفل الافتتاح (واحد تيقول طلع تكل الكرموس ، والآخر تيقول نزل شكون لي قالها ليك) .

وللملاحظة السليمة، فيما مضى كان الحفل يمر بسلاسة تامة وتناسق واضح. لكن في ظل رؤية المندوب الجهوي المقيم بفاس ، وفي ظل إمكانية السعي الخفي إلى تقزيم واحتواء كل المهرجانات ذات البصمة الحصرية بمكناس، كما كان يظهر بقدرة السميع العليم في الكواليس أن ساعة البدء في التصفية والجذب القطبي انطلقت مع مهرجان وليلي !!!.

فقرات الحفل تميزت بتكريم الفنانة المطربة نادية أيوب، والفنان مولاي احمد العلمي في ظل غياب وجه فنان مكناسي قابل للتكريم في حياته !!!.   وأجمل ما  شد جمهور حفل الافتتاح أغاني الفنانة الشابة نبيلة معان والتي لاقت تجاوبا معها .

انتهى الحفل ببطل سيد التحكم الجهوي وكأن بمن في مكناس هواة في شأن تدبير مهرجان !!!، انتهى حفل الافتتاح بعد أن تمددت مدته وبدأت الكراسي الخلفية تفرغ من الجماهير، انتهى الحفل وعلامة السخط بادية على وجه المقدمة الفنانة اسمهان عمور، انتهى الحفل وكأننا نحس بان هناك (سابوتاج) معول جهوي ناسف يلحق بمكناس من مركز الجهة.

وأكد المدير الجهوي لوزارة الثقافة جواد المستاري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه التظاهرة الثقافية أصبحت فضاء لتلاقي مختلف أنواع التعابير الفنية العالمية، وكذا مناسبة لتبادل التجارب الموسيقية والتعرف على موسيقى الآخر.

وتميزت الدورة ال 16 بتنظيم أمسيات فنية أحيتها فرق تراثية محلية ووطنية منها بالخصوص، مجموعة التهامي الحراق وفرقة الدقة الرودانية ، إضافة إلى المعلم الكناوي مجيد بقاس ، فضلا عن مشاركة فرق من إسبانيا ومصر وكوت ديفوار.

وقد أمتعت هذه المجموعات الغنائية، التي أثثت فضاءات الموقع الأثري وليلي ومسرح الحبول ، جمهور مدينة مكناس بلحظات فنية متنوعة من موسيقى كناوة وعيساوة وكذا موسيقى تراثية أجنبية وإيقاعات إفريقية .

وتميزت فقرات هذه الدورة بتكريم الملحن حسن القدميري والمؤلف الموسيقي وعازف العود عبد العاطي آمنا كفنانين أسديا خدمات جليلة للأغنية المغربية وأغنيا المشهد الفني المغربي برصيد هام من الإنتاجات الغنائية الرائعة.

وأضحى مهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية ، الذي نظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، حدثا ثقافيا وفنيا يروم التعريف بفنون وموسيقى العالم التقليدية وجسرا لحوار الثقافات وتلاقح الحضارات ، وكذا للاحتفاء بالمواقع الأثرية كموقع وليلي من خلال إدماجها في الحركية الاقتصادية والثقافية والبيئية.

 

لقد بلغ مهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية سن رشده بمكناس، لما لا ترفع وزارة الثقافة والاتصال يدها عن شأن تدبيره وتبقي دعمها المادي والمعنوي له، لما لا تنشأ جمعية مكناسية لتدبير شأن المهرجان عبر دفتر تحملات قابل للمساءلة والمحاسبة، لما حلم مدينة مكناس الحصري تختلط فيه أيدي صانعة القرار إلى أن يخرج المولود خديجا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى