تاريخ ومعــالممتاحف وأثار

الجهوة مدينة أثرية عمرها أكثر من 4 آلاف عام

قد يكون ملفتًا للنظر إطلاق وصف (مدينة) على قرية الجهوة الصغيرة الواقعة على ضفاف وادي النماص، ببلاد بني شهر التي لا يتجاوز سكانها مئة وخمسين نسمة في هذا العصر، والتي ستكون مدار بحثنا في هذا الفصل – وما يتبعه إن شاء الله وحينما نطلق على قرية الجهوة تلك الصفة فإنما نقصد بذلك قيمتها التاريخية التي كانت عليها قبل عام 320 هـجرية حينما تحدث عنها أبو محمد الحسن بن أحمد الهمداني في تلك الحقبة يوم أن كانت قاعدة لسلطنة صغيرة يرأسها جابر بن الضحاك الربعي من بني الحجر فقد أورد في كتابه “صفة جزيرة العرب” عنها: أنها أكبر مدينة السراة، وأنها أكبر من مدينة جرش، وصاحبها هو جابر بن الضحاك الربعي من نصر بن ربيعة من الحجر.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية

الجهوة مدينة أثرية عمرها أكثر من 4 آلاف عام -صحيفة هتون الدولية-

تقع هذه المدينة التاريخية على حافة وادي النماص من الجنوب، ويبدو أن الأيدي قد امتدت إليها وغيرت معالمها القديمة، بل ونقلت أغلب أنقاضها إلى جهات أخرى في وقت متقدم جدا.
الجهوة مدينة أثرية عمرها أكثر من 4 آلاف عام -صحيفة هتون الدولية-

وعلى تحديد مدينة الجهوة القديمة بجبل الصفح من الشرق، وجبل شعير من الجنوب، وجبل القو من الشمال، وغربا جبل العديف المطل على وادي خاط التهامي الذي ذكره الهمداني في “صفة جزيرة العرب” فإن عوامل الزمن قد اقتطعت أغلب هذه المساحة، وجعلتها مزارع، وحفرت زواياها الآبار العميقة، إلا أن تلك المدينة العريقة احتفظت بأساساتها القديمة، وسورها المنيع خصوصا من جهة الوادي، فاكتفى الناس بنقل ما خف من أنقاضها، وأقام سكانها الحاليون مساكنهم على أساساتها القديمة.
الجهوة مدينة أثرية عمرها أكثر من 4 آلاف عام -صحيفة هتون الدولية-

مدينة الجهوة تمتاز بموقع استراتيجي، حيث تتميز بالجبال المحيطة بها وتربتها الخصبة جداً، كما تمتاز بقربها من شفا تهامة، حيث إن أهلها كان باستطاعتهم التسوق في أسواق تهامة في أوقات الشتاء، وذلك عن طريق عقبة اليهوين (الجهويين) القديمة، وهي طريق إلى الإصدار وإلى مدينة خاط في سهول تهامة.
الجهوة مدينة أثرية عمرها أكثر من 4 آلاف عام -صحيفة هتون الدولية-

يذكر أن المدينة لم تنل حقها التاريخي في التنقيب والسياحة رغم أنها من أقدم مدن المملكة، حيث إنها قد سكنت تقريبا قبل 2300 سنة. وبعد انهداد سد مأرب، رحل إليها سكانها الأوائل قادمين من اليمن.
الجهوة مدينة أثرية عمرها أكثر من 4 آلاف عام -صحيفة هتون الدولية-

الحي القديم في الجهوة
الحي القديم في الجهوة تحفة معمارية، تحفه المزارع من جهاته الأربع، فملامحه تحكي عن الفن المعماري الأصيل بدءًا من أحجار حصونه اللافتة والتي يصل حجمها إلى المتر والمتر والنصف، وكذلك سماكتها التي تصل إلى المتر. ولعل ما يميز الحي القديم إضافة إلى مزارعه هي حصونه التاريخية، وهي  ثربان وعابس ومشرف، ولقد لاقت اهتمامًا من قبل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.
الجهوة مدينة أثرية عمرها أكثر من 4 آلاف عام -صحيفة هتون الدولية-

وسط تلك المزارع الجميلة التي قامت على أنقاض مدينة الجهوة ستجد المزروعات تزهو مختالة  بثمارها وسنابلها اليانعة وأشجارها الخضراء، فأغلب ماء تلك المزارع من آبار قديمة على جوانبه، محفورة في صخر صلب، عميقة الغور، بعيدة العمق، كثيرة الماء، وهذا ميزة أخرى لمدينة الجهوة الأثرية.
الجهوة مدينة أثرية عمرها أكثر من 4 آلاف عام -صحيفة هتون الدولية-

وبعد الحي القديم الذي أصبح مزارًا سياحيًا بامتياز، مرورًا بالنماص التي قيل إنها تدخل ضمن تحديد مدينة الجهوة، كما وصفها الهمداني في القرن الرابع الهجري فقال: «عقبة تصب مياهها إلى خاط، وهو واد، وساكنه بنو عامر الغورية من بني الحجر، وبخاط نخلات» لا بد أن تستنهض من هذا المكان الشعر والأدب، حيث أجواؤه البديعة تجعلك تقلب تاريخ المنطقة صفحة صفحة.
الجهوة مدينة أثرية عمرها أكثر من 4 آلاف عام -صحيفة هتون الدولية-

الجهوة، تقع مدينة الجهوة الأثرية على حافة وادي النماص من جهة الجنوب الشرقي ويسكنها قبيلة بني بكر ذكرها الهمداني في كتابه (صفة جزيرة العرب) وأشار إلى سعتها ووصفها بأنها أكبر من مدينة جرش وأنها قاعدة لسلطنة صغيرة، وذكر حاكمها بقوله: ” وصاحبها الجابر بن الضحاك الربعي من نصر بن ربيعة بن الحجر”. وكان ذلك في عام 320 هـ وما زالت بقايا أسسها القديمة وآثار سورها المنيع المبني بالحجارة ذات الحجم الكبير باقية حتى الآن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88